16-أغسطس-2023
gettyimages

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة تنتهج استراتيجية الردع والضغط والدبلوماسية لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي (Getty)

تضغط الولايات المتحدة على إيران، من أجل وقف بيع الطائرات المُسيّرة إلى روسيا، وذلك ضمن محادثات حول "تفاهم غير مكتوب" أوسع نطاقًا بين واشنطن وطهران لتهدئة التوترات واحتواء الأزمة النووية طويلة الأمد، وفق ما ورد في صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.

وبحسب مصادر مطلعة، تحدثت للصحيفة البريطانية، فإن هذه القضية، أثيرت في محادثات غير مباشرة تم عقدها في قطر وسلطنة عُمان، خلال العام الحالي. وجاءت المناقشات إلى جانب مفاوضات بشأن صفقة تبادل أسرى أدت إلى نقل طهران أربعة مواطنين إيرانيين أميركيين من السجن إلى الإقامة الجبرية الأسبوع الماضي.

يأمل المفاوضون أن تؤدي المحادثات غير المباشرة إلى اتفاق الطرفين على إجراءات خفض التصعيد

وبحسب مسؤول إيراني وشخص آخر مطلع على المحادثات، فإن الولايات المتحدة تريد من إيران التوقف عن إمداد روسيا بالطائرات المُسّيرة التي تستخدمها موسكو في حرب أوكرانيا، وكذلك قطع غيار المُسيّرات.

وأضاف المسؤول أن طهران -التي تنفي رسميًا استخدام طائراتها في أوكرانيا- طلبت مرارًا من موسكو التوقف عن استخدامها في الصراع، لكن واشنطن أرادت "المزيد من الخطوات الملموسة".

وقالت فاينانشال تايمز: "من شأن تبادل ناجح للأسرى وأي اتفاقيات غير رسمية إضافية أن تمثل أول اختراق للرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن إيران بعد أكثر من عامين من المحادثات المتقطعة وغير المباشرة"، بهدف إحياء الاتفاق النووي الذي وقع عام 2015 والتخفيف من التوترات في المنطقة.

بودكاست مسموعة

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تنتهج استراتيجية الردع والضغط والدبلوماسية لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي، ومحاسبة طهران على انتهاكات حقوق الإنسان و"تزويد روسيا بطائرات مُسيّرة لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا".

وأضاف بلينكن: "لقد كنا واضحين أن إيران يجب أن تُهدأ من التصعيد لخلق مساحة للدبلوماسية المستقبلية".

ويأمل المفاوضون أن تؤدي المحادثات غير المباشرة إلى اتفاق الطرفين على إجراءات خفض التصعيد. وتضيف الصحيفة أن ذلك يتمثل في موافقة إيران على عدم تخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد عن 60%، وتحسين تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتعهد بعدم استهداف الأمريكيين، حسبما قال المسؤول الإيراني وشخص آخر على اطلاع على المحادثات.

getty

في المقابل، قال المسؤول الإيراني، إن واشنطن ستمتنع عن فرض عقوبات جديدة في بعض المجالات، باستثناء تلك المتعلقة بحقوق الإنسان، ولن تراقب بشكل صارم العقوبات المفروضة بالفعل على مبيعات النفط.

وتشير الصحيفة، إلى أن إيران ترغب بقيام الولايات المتحدة في إقناع الحلفاء الأوروبيين بتخفيف الضغط عليها، في ظل تعرض اقتصادها إلى أزمة كبيرة نتيجة العقوبات المفروضة عليها.

زكي وزكية الصناعي

وقال المسؤول الإيراني إن القلق في طهران هو أن المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا -الأطراف الأوروبية الموقعة على اتفاق 2015- قد تسعى إلى إعادة فرض بعض العقوبات بمجرد انتهاء بنود الاتفاق النووي الذي يقيد برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني في تشرين الأول/ أكتوبر. مضيفًا: "نحن قلقون للغاية بشأن أكتوبر. نتوقع أن تخفف [الولايات المتحدة] الضغط على إيران من جهات مختلفة".

وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة وإيران توصلتا إلى اتفاقات بشأن معظم القضايا، لكن المناقشات -التي تجري عبر وسطاء- ستستمر في قطر وعُمان، لا سيما بشأن روسيا.

من جانبه، قال الشخص المطلع على المحادثات، إن تبادل الأسرى لم يرتبط في إجراءات خفض التصعيد، لكنه أضاف أن مثل هذه الخطوة يمكن أن تساعد في بناء الثقة بين الطرفين. في المقابل، قال مسؤول غربي، إن صفقة تبادل الأسرى كانت شرطًا مسبقًا لأي تقدم في الخطوات النووية لخفض التصعيد. لافتًا النظر إلى أن "هناك فجوة كبيرة جدًا بين إجراء تلك المحادثة [حول إجراءات خفض التصعيد] مع إيران، ثم استعداد النظام الإيراني بأكمله لتطبيقها".

بحسب مسؤول إيراني وشخص آخر مطلع على المحادثات، فإن الولايات المتحدة تريد من إيران التوقف عن إمداد روسيا بالطائرات المُسّيرة التي تستخدمها موسكو في حرب أوكرانيا

وبموجب الاتفاقية الأخيرة، ستطلق إيران سراح السجناء الأمريكيين الأربعة الذين تم نقلهم من سجن إيفين الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى أمريكي آخر قيد الإقامة الجبرية بالفعل، فيما ستطلق الولايات المتحدة سراح خمسة إيرانيين، كما ستسمح واشنطن لطهران بالوصول إلى 6 مليارات دولار من أموال النفط المجمدة الموجودة في كوريا الجنوبية.

وأكد وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي، أن قطر "لعبت دورًا محوريًا في تيسير الحوار بين الولايات المتحدة وإيران، لإطلاق سراح عدد من السجناء وإنشاء قناة تواصل لمعالجة عدد من المسائل المتفق عليها بين الطرفين"، مضيفًا أن "دولة قطر تأمل أن يفضي الاتفاق الأمريكي - الإيراني، إلى تفاهمات أكبر تشمل العودة إلى الاتفاق النووي"، مؤكدًا أن هذا الاتفاق ضرورة حتمية في المنطقة، سعيًا لتعزيز أمنها واستقرارها.