من المنتظر أن يترك وزير الدفاع البريطاني بن والاس منصبه في الحكومة البريطانية، خلال التعديل الوزاري المقبل، بعد أن أمضى أربع سنوات كوزير للدفاع.
أعلن بن والاس في مقابلة مع صنداي تايمز أنه لن يخوض الانتخابات العامة المقبلة، مستبعدًا في ذات الحديث المغادرة "قبل الأوان" لأن ذلك من شأنه التسبب في خوض انتخابات فرعية
كما أعلن بن والاس في مقابلة مع صنداي تايمز أنه لن يخوض الانتخابات العامة المقبلة، مستبعدًا في ذات الحديث المغادرة "قبل الأوان" لأن ذلك من شأنه التسبب في خوض انتخابات فرعية.
وتعتبِر صحيفة الغارديان أن والاس لعب دورًا رئيسيًا في الرد على الغزو الروسي لأوكرانيا وكان حليفًا وثيقًا لبوريس جونسون، لكنه أيضًا داعم لريشي سوناك، وهو من القلائل الذين شغلوا منصب وزير الدفاع في ظل 3 رؤساء حكومة.
ومن المتوقع أن يرى التعديل الوزاري النور في أيلول/سبتمبر المقبل.
وتضاربت التحليلات حول سبب استقالة بن والاس بين من يربطها بموقفه المستجد من دعم أوكرانيا في الحرب بعد تعثر الهجوم المضاد الأوكراني، وبين من يربطها بموقفه من إدارة سوناك للعمل الحكومي، إلّا أن والاس ربط تخليه عن دوره كقيادي سياسي بما وصفها ب "الخسائر التي لحقت بعائلته".
وكان والاس أدلى الأسبوع الماضي خلال قمة الناتو في فيلنيوس بتصريحات مثيرة للجدل أكّد فيها بأن أوكرانيا بحاجة إلى إظهار الامتنان لداعميها الغربيين في الحرب، قائلًا: "سواء أحببنا ذلك أم لا، فإن الناس يريدون أن يروا بعض الامتنان"، وذلك في إطار حديثه حول أفضل السبل لدعم الأوكرانيين في الحرب، وفي تعليق على ردود الأفعال التي أثارتها تصريحات نشر والاس تغريدة باللغة الأوكرانية جاء فيها ما نصّه: "أثارت تعليقاتي حول أفضل السبل لدعم أوكرانيا الكثير من الاهتمام وتم إساءة فهمها إلى حد ما"، منوهًا إلى الدور الذي بذله في حشد الدعم لأوكرانيا، معتبرًا أنه قد تنشأ، في خضم مناقشة التحديات التي تواجه الاستراتيجية الأوكرانية والغربية في صد الغزو الروسي، بعض الخلافات في التقييم والآراء.
وأضاف والاس في تصريحاته: "قلت للأوكرانيين في يونيو الماضي عندما أعطوني قائمة بطلباتهم من الأسلحة، بعدما قدت السيارة 11 ساعة، أنا لست أمازون"، متابعًا القول: "في بعض الأحيان أنت تحاول حضّ بلدان للتخلي عن مخزونها الخاص. نعم، إنها حرب نبيلة، نرى أنكم تخوضونها ليس فقط لأنفسكم، ولكن أيضًا لحرياتنا".
وفي تعقيبه، يبدو أنّ والاس ألمح إلى ما قد يثيره الدّعم المقدم لأوكرانيا، من اعتراضات آخذة في التزايد، لكنه أضاف: "نحن محظوظون لأن مواطني المملكة المتحدة وجميع الأحزاب في برلماننا يدعمون جهودنا لتزويد أوكرانيا بالوسائل اللازمة". معتبرًا أنّ "معدلات الموافقة لدينا لدعم أوكرانيا هي من بين أعلى المعدلات في أوروبا - أكثر من 70%"، حسب قوله.
وأعلن والاس أنه "مستمر في دعم أوكرانيا في طريقها طالما أن الأمر يتطلب ذلك، لكن البرلمانات الوطنية غالبًا ما يكون لديها احتياجات متنافسة ويجب على أوكرانيا والمملكة المتحدة مواصلة تشجيع هذا الدعم القوي، بالحقائق والصداقة"، على حدّ تعبيره.
كما أكد والاس أنه سيستمر في الدعوة إلى زيادة الإنفاق العسكري، وهو أمر قام بحملة من أجله طوال فترة وجوده في هذا المنصب.
يشار إلى أنّ أنباءً ترددت في بريطانيا أن والاس كان يطمح إلى الترشح لمنصب الأمين العام لحلف الناتو، قبل أن يعدل عن القرار. ومثل "استمرار ينس ستولتنبرغ في منصبه تحطيمًا لآمال والاس في أن يصبح الزعيم التالي للحلف العسكري"، حسب بي بي سي التي قالت إنه "سيتعين إيجاد عسكري محنك لشغل منصبه في وزارة الدفاع في وقت حرج".
علمًا بأن ولاس خدم والاس في هذا المنصب لفترة أطول من أي وزير دفاع محافظ سبقه، لذلك قد يرى بعض المحافظين في استقالته ضربة كبيرة للحزب.
حيث يعتبر والاس أحد أبرز شخصيات حزب المحافظين، ونُظر إليه في بعض الأحيان على أنه المرشح الأوفر حظًا ليصبح زعيمًا للحزب، على الرغم من عدم خوضه انتخابات الزعامة.
وتشير معطيات سيرته الذاتية إلى خدمته في الجيش كضابط قبل التحاقه بالمجال السياسي كعضو في البرلمان الأسكتلندي في عام 1999، لينتخب بعدها لأول مرة في مجلس العموم في عام 2005.
ابتعاد بريطاني
وقد سارع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إلى الابتعاد عن تصريحات والاس، واستبعد أي إيحاء بأن لندن منزعجة من الضغوط الشديدة التي مارسها الرئيس الأوكراني خلال القمة في فيلنيوس للحصول على مزيد من الأسلحة.
وعلق رئيس الوزراء البريطاني على تصريحات وزير الدفاع في حكومته، قائلًا: إن "زيلينسكي أعرب عن امتنانه لما قمنا به في مناسبات عدة"، وأضاف خلال مؤتمر صحفي: "ليس أقلّه في خطابه المؤثر بشكل كبير أمام البرلمان، في وقت سابق هذا العام، وقد قام بذلك مرة أخرى معي، كما فعل مرات عديدة عندما كنت ألتقيه".
أما الرئيس الأوكراني، فقد قال: "أعتقد أننا كنا دائمًا ممتنين للمملكة المتحدة"، وعبر زيلينسكي عن شكره "للشعب البريطاني على دعمه، وحكومته على التعاون الوثيق".
تعتبِر صحيفة الغارديان أن والاس لعب دورًا رئيسيًا في الرد على الغزو الروسي لأوكرانيا
ثم التفت إلى وزير دفاعه وسأله عمّا إذا كان لديه مشكلة مع والاس؟ وعندما نفى الأخير الأمر، سأله زيلينسكي: "لماذا لا تقدم له إذًا كلمات الامتنان؟ أرجوك، عليك الاتصال به اليوم".