31-يوليو-2023
تقترب أوكرانيا من الحصول على جهاز إنذار إسرائيلي

لا تغير حاسم في الموقف الإسرائيلي من إرسال الأسلحة الهجومية أو الدفاعية إلى أوكرانيا (الترا صوت)

بدأت دولة الاحتلال الإسرائيلي، في تنفيذ خطوة نشر نظام الإنذار المبكر، في العاصمة الأوكرانية كييف، في تطور هو الأبرز على صعيد تقديم المساعدات لأوكرانيا، بعد رفضها منح كييف أي مساعدات عسكرية.

ويدور الحديث، حول نظام إنذار مبكر من الصواريخ، سيساهم في التحذير من أي هجمات صاروخية روسية تجاه العاصمة الأوكرانية. ورغم أن إسرائيل تواصل سياساتها بعد إرسال أي مساعدات عسكرية، إلى أن نظام الإنذار المبكر، هو المساعدة الأبرز، بعد اقتصار الدعم الإسرائيلي على تقديم الأغذية والمستلزمات الصحية، بالإضافة إلى معدات غير قتالية، مثل الخوذ والسترات الواقية.

المساعدة العسكرية الإسرائيلية لأوكرانيا، لا تكشف عن تغير في الموقف الإسرائيلي، بل محاولة لتخفيف الانتقادات الموجهة لتل أبيب

وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فقد وصل عناصر من مديرية البحث والتطوير الدفاعي في وزارة الأمن الإسرائيلية، ومن المكتب السياسي العسكري إلى كييف، لقيادة عملية نشر النظام الإسرائيلي.

وسيتم العمل على تقسيم كييف، إلى 10 أقسام، وذلك من أجل تحسين فاعلية التحذيرات بشأن إطلاق الصواريخ، ومن المتوقع إجراء أول الاختبارات التشغيلية في أيلول/ سبتمبر المقبل.

بودكاست مسموعة

من جانب آخر، تشير وسائل إعلامية أوروبية، إلى أن إسرائيل تساعد أوكرانيا، في توفير معلومات استخبارية حول المُسيّرات الإيرانية الهجومية التي تستخدمها روسيا.

ورغم الانتقادات الكبيرة لإسرائيل في الغرب، والتي قادها الرئيس الأوكراني، فإنه من غير المتوقع قيام إسرائيل بإرسال أسلحة هجومية إلى أوكرانيا، ويشير المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل: إلى أن "حكومة نتنياهو لا تنحرف عن سياسة سلفها، حكومة نفتالي بينيت- يائير لبيد"، مضيفًا: "لا تريد إسرائيل التورط في ذلك"، مؤكدًا على توافق بين نتنياهو والمؤسسة الأمنية على ذلك، رغم الانتقادات الكبيرة والضغوط من أجل تزويد أوكرانيا بالأسلحة الهجومية.

وكانت أوكرانيا، قد طالبت بالحصول على نسخة من نظام القبة الحديدية الدفاعي من الصواريخ، لكن دولة الاحتلال رفضت ذلك، كما أن تل أبيب تمكنت من استيعاب كافة الضغوط الغربية، وكان آخرها الضغوط العلنية من وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستين، الذي طالب خلال زيارته تل أبيب، قبل عدة أشهر، بالتفكير في إمكانية دعم أوكرانيا.

getty

وفي مقابلة سابقة مع "وول ستريت جورنال"، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه "سعى إلى حل وسط في رد إسرائيل على الحرب في أوكرانيا"، رافضًا كافة الدعوات للمشاركة في تسليح أوكرانيا بالأسلحة الدفاعية أو الهجومية، موضحًا: "لدينا مخاوف لا أعتقد أنها لدى أيًا من حلفاء أوكرانيا الغربيين". 

وتحدث نتنياهو تحديدًا عن ما يوصف إسرائيليًا بـ"حرية العمل في سوريا"، حيث تقوم إسرائيل بتنفيذ غارات بشكلٍ دوري على سوريا.

وأضاف نتنياهو أنه "يشعر بالقلق من إمكانية الاستيلاء على الأسلحة الإسرائيلية في ساحة المعركة، حال إرسالها إلى أوكرانيا، وتسليمها إلى إيران"، في ظل العلاقات المتنامية بين طهران وموسكو منذ بداية غزو أوكرانيا.

وأكد نتنياهو على أن إسرائيل لا تستطيع السماح للولايات المتحدة بمنح أوكرانيا نظام القبة الحديدية -تم تطويره بالاشتراك مع الولايات المتحدة-.

أمّا عن العلاقة بين إيران وروسيا، فقد أشار نتنياهو إلى أنه نقل مخاوفه لروسيا، واصفًا العلاقة بـ"المزعجة للغاية".

من جانبه، قال المعلق العسكري لـ"هآرتس" عاموس هارئيل: "لم يتغير المبدأ -ستستمر إسرائيل في الامتناع عن إرسال أسلحة حركية هجومية- ولكن على الأقل ستتوقف المراوغات والتبريرات"، مشيرًا إلى أن تل أبيب جدية هذه المرة في محاولات التخفيف من الانتقادات تجاهها، نتيجة عدم تقديم الدعم لأوكرانيا.

ما هو النظام الإسرائيلي؟

النظام الذي تم الحديث عن إرساله لأوكرانيا قبل بضعة أشهر، تم تحديد فترة زمنية لبدء نشره وتنفيذه في أوكرانيا. 

زكي وزكية الصناعي

وهو نظام تحذير تستخدمه قيادة الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي يوفر إنذارًا مبكرًا ودقيقًا للسكان بشأن الهجمات الصاروخية والصواريخ. 

ومع ذلك، فإنه غير مفيد للتحذير من هجمات صواريخ كروز والطائرات المُسيّرة، لأنها موجهة عن بعد ولا تنطلق في مسار باليستي (قوسي/ منحني)، بحيث يصعب التنبؤ بمكان هبوطها.

النظام سيعمل على دمج الرادار الأوكراني، في نظام صفارات الإنذار، مما يساهم في إطلاق تحذيرات في مناطق سقوط الصواريخ المتوقعة

والنظام الإسرائيلي، وهو نسخة مما يعرف في إسرائيل بـ "الإنذار الأحمر"، ويهدف إلى الربط بين الرادار القديم من الحقبة السوفيتية، والذي يستخدمه الجيش الأوكراني، وصفارات الإنذار. من المتوقع أن يكون النظام قادرًا على التنبؤ بدقة نسبية بمنطقة هبوط صاروخ أطلق على كييف. 

وفي السنوات الأخيرة، نجح جيش الاحتلال الإسرائيلي في تقليص مناطق السقوط المتوقعة بشكل كبير، بحيث يتم تركيز التحذير في حي أو مربع معين. وهذا تطوير حاسم في الحروب الطويلة، حيث يمكن من الحفاظ على روتين "مقبول نسبيًا، في المنطقة التي لا تتعرض إلى هجوم مباشر"، وفق صحيفة هآرتس.