12-أغسطس-2023
gettyimages

استنفذت الولايات المتحدة محاولاتها لزيادة إنتاج الذخيرة لتزويد أوكرانيا بقذائف المدفعية في حربها ضد القوات الروسية (Getty)

ترفض مصر إرسال الأسلحة لأوكرانيا، وذلك ضمن المجهود الحربي الغربي الذي يسعى إلى دعم هجوم كييف المضاد على القوات الروسية شرق أوكرانيا، ورغم تراجع مصر عن إرسال الأسلحة إلى روسيا، إلّا أنّها لم توافق في المقابل على ضغوط لإرسالها إلى أوكرانيا، وفق تقرير لـ"وول ستريت جورنال".

وتحدث تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، أن مصر ترفض طلبات الإدارة الأمريكية، ومن بينها طلبات وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، لإرسال أسلحة لأوكرانيا، مما يعرقل خطط إدارة الرئيس جو بايدن، لتوريد أسلحة لأوكرانيا لسد احتياجاتها من الذخيرة في خضم هجومها المضاد.

تحدث تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، أن مصر ترفض طلبات الإدارة الأمريكية، ومن بينها طلبات وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، لإرسال أسلحة لأوكرانيا

وقدم أوستن الطلب في آذار/ مارس الماضي عندما التقى بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة. وقال مسؤولون أمريكيون، إن مصر لم تلتزم بهذا الطرح حينها، وقد أثار كبار المسؤولين الأمريكيين الطلب مرة أخرى في لقاءات متعددة منذ ذلك الحين.

وبخصوص أنواع الأسلحة الذي طلبتها الولايات المتحدة من مصر، لإرسالها لأوكرانيا، فهي عبارة عن قذائف مدفعية، وصواريخ مضادة للدبابات، وأنظمة دفاع جوي، وأسلحة خفيفة.

وبحسب مسؤول أمريكي، فإنه خلال المحادثات مع المسؤولين الأمريكيين، لم ترفض مصر الطلبات بشكل قاطع، لكن في المقابل تتحدث السلطات المصرية بشكلٍ سري، عن عدم وجود أي خطط لديها لإرسال أسلحة لأوكرانيا.

بودكاست مسموعة

ويمثل الإحجام المصري عقبة أمام جهود الولايات المتحدة لحشد شامل لتوفير الأسلحة والذخيرة لأوكرانيا في لحظة حرجة من الحرب. 

أزمة ذخيرة في أوكرانيا

وتحاول القوات الأوكرانية اختراق خطوط الدفاع الروسية شديدة التحصين، في جهد عسكري يُنظر إليه على أنه حاسم في نتيجة الحرب.

كما تشارك واشنطن في جهد لحشد الدعم الدبلوماسي والمادي لكييف، لمواجهة نفوذ الكرملين المتزايد في دول جنوب الكرة الأرضية. 

واستنفذت الولايات المتحدة محاولاتها لزيادة إنتاج الذخيرة لتزويد أوكرانيا بقذائف المدفعية في حربها ضد القوات الروسية. وتعتبر القذائف المدفعية أحد أهم الأسلحة في هذه الحرب، والتي لها دور كبير في القتال الدائرة في المساحات الشاسعة من الأراضي في شرق وجنوب أوكرانيا.

مصر في المنتصف

وتشير الصحيفة الأمريكية، إلى أن مصر حاولت عدم الانحياز إلى أي طرف منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، لكنها حافظت على علاقات ودية مع روسيا، إذ يتمتع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعلاقة شخصية حميمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحضر القمة الروسية الأفريقية، التي عقدت في مدينة سان بطرسبرج الروسية نهاية الشهر الماضي.

زكي وزكية الصناعي

بالإضافة لذلك، فإن روسيا مُصدر رئيسي للقمح لمصر، والتي تشترى غالبية احتياجاتها من القمح منها. 

كما تتطلع موسكو إلى زيادة تلك المبيعات بعد أن انسحبت من اتفاق الحبوب الشهر الماضي، والذي كان يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود. 

مساعدات مشروطة

وتكشف "وول ستريت جورنال"، أن مماطلة الحكومة المصرية في تسليم الأسلحة  لأوكرانيا، أثارت المخاوف لدى أعضاء في الكونغرس، الذين يضغطون على إدارة بايدن لعدم الإفراج عن 320 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر، من أجل مواصلة الضغط على الحكومة المصرية بشأن انتهاكاتها لحقوق الإنسان. 

تكشف "وول ستريت جورنال"، أن مماطلة الحكومة المصرية في تسليم الأسلحة  لأوكرانيا، أثارت المخاوف لدى أعضاء في الكونغرس

وتقدم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية لمصر بقيمة  1.3 مليار دولار كل عام، مع وجود جزء صغير من هذه المساعدات ضمن المساعدات المشروطة بسجل الحكومة المصرية في مجال حقوق الإنسان.

يذكر أن تسريبات وثائق البنتاغون المعروفة باسم تسريبات ديسكورد، تحدثت عن نية مصر تزويد روسيا بعشرات آلاف القذائف الصاروخية بشكلٍ سري. إلا إن مصر أوقفت الخطة بعد ضغوط من واشنطن، وقررت بدلًا من ذلك إنتاج ذخيرة للمدفعية من عيار 152 ملم و 155 ملم من أجل إرسالها لأوكرانيا عبر الولايات المتحدة الأمريكية.