13-نوفمبر-2021

انسحاب غامض لقوات مدعومة من الإمارات من محيط ميناء الحديدة (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

أعلنت قوات يمنية جنوبية تدعمها الإمارات انسحابها من مواقع في محيط ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه جماعة الحوثي. وانسحبت ألوية عسكرية منها اللواء الأول والخامس والسادس "عمالقة" واللواء الـ 21 مشاة من مواقعها في الخطوط الأمامية في جبهات الحديدة إلى مدينة الخوخة على بعد 163 كيلومترًا جنوبي مركز المحافظة.

أعلنت قوات يمنية جنوبية تدعمها الإمارات انسحابها من مواقع في محيط ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه جماعة الحوثي فيما قامت الجماعة بالسيطرة على المناطق التي تم الانسحاب منها

ونشر المركز الإعلامي  للواء العمالقة بيانًا للقوات المشتركة في الساحل الغربي قالت فيه "ابتداء فإننا في القوات المشتركة نؤكِّد وبثقة راسخة وقوية بالنصر إن شاء الله، أن قرار إعادة الانتشار جزء من المعركة الوطنية التي بدأناها وبذلنا فيها الغالي والنفيس لمواجهة المخاطر التي تهدد أمن الوطن والمواطن اليمني والأمن القومي العربي". وأشار البيان أن "قرار إعادة الانتشار تم في ضوء خطة محددة في اتفاق ستوكهولم ". وهاجمت القوات المشتركة في بيانها الاتفاق وقالت إنها "لم تعطِ القوات المشتركة الضوء الأخضر لتحرير مدينة الحديدة، وحرمتها من تحقيق هدف استراتيجي لليمن والأمن القومي العربي كان من شأنه أن يسرع من إنهاء الميليشيات الحوثية".

اقرأ/ي أيضًا: ضحايا في انفجار هز محيط المطار الدولي في عدن

 

 كما اتهم البيان الحكومة "بالتمسك بتنفيذ اتفاق استوكهولم رغم انتهاكات مليشيات الحوثي منذ توقيعه"، ورأت القوات المشتركة أن "واجبها الديني والوطني يدفعها للدفاع عن جبهات ذات أهمية أخرى قد يستغلها العدو عند عدم وجود دفاعات كافية، وعدم وجود اتفاق دولي يردع الحوثي عن تقدمه، كما حصل مع قواتنا في الحديدة".

ولم يكشف البيان بشكل صريح عن الوجهة القادمة للقوات المشتركة لكنه قال إن "التطورات التي تشهدها جبهات البلاد كلها تفرض على كل قادر أن يقدِّم الدعم والعون بالوسائل المختلفة لجبهات الدفاع عن اليمن واليمنيين في مواجهة أدوات إيران"، وركز على مكاسب الحوثيين الأخيرة في "البيضاء والجوف وسقوط ثلاث مديريات من محافظة شبوة"، إضافة إلى "الوصول إلى مشارف مدينة مأرب"، وهو ما يشير ضمنيًا إلى نوايا تتعلق بنقل قوات الساحل الغربي إلى تلك الجبهات.

وكان لافتًا عدم تطرق بيان القوات المشتركة بشكل تام لقوات التحالف الذي تقوده السعودية، كما لم يذكر أن خطة الانسحاب قد تمت بالاتفاق معها أم لا، وتحديدًا في مسألة نقل القوات إلى مأرب أو شبوة للدفاع عنها من هجمات الحوثيين، ولم يتضح ما إذا كان الانسحاب يأتي في إطار عملية إعادة انتشار أوسع للتحالف التي أشار إليها في وقت سابق المتحدث باسمه العميد الركن تركي المالكي، بالرغم من نفي التحالف التقارير التي تحدثت عن انسحاب عسكري سعودي من جنوب اليمن. حيث كانت مصادر أمنية قالت لوكالة "رويترز" إن الجيش السعودي غادر قاعدة كبيرة في عدن.

ولا يزال الغموض يكتنف الانسحاب المفاجئ للقوات المشتركة خصوصًا إثر تلميحات من موالين للقوات التي يقودها طارق صالح نجل شقيق الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح أن قواتهم لم تكن في تلك الجبهات بل قامت بتسليمها لـ"ألوية العمالقة" المنحدرة من محافظات جنوبي البلاد.

بدوره كتب محافظ الحديدة الموالي لجماعة الحوثي  محمد عياش على تويتر "أهلا وسهلا بزوارنا الأعزاء، الحديدة ترحب بكم من بوابتها الرئيسية كيلو16"، في إشارة إلى فتح طريق رئيسي يربط بين الحديدة وصنعاء كانت قوات التحالف تغلقه منذ 2018. وأضاف في تغريدة أخرى ‏"المواطنين في الحديدة تركوا الشواطئ والحدائق والمتنزهات وذهبوا نزهه الى طريق كيلو16. اشتاقت قلوبهم لهذا الطريق الحيوي وتعبوا من معاناة الطرق التي سببها لهم العدوان الحاقد. معاناتهم وتدمير الحياة لن ينسى من ذاكرة الأحرار". ‎

هذا وأعلنت الأمم المتحدة أن المناطق التي انسحبت منها القوات المشتركة قام الحوثيون بالسيطرة عليها  في مديريتي الدريهمي والتحيتا جنوبي مدينة الحديدة، وأكدت البعثة الأممية لمراقبة اتفاق الحديدة في بيان صحافي أنه "لم يكن لديها أي علم مسبق بالتحركات التي شهدتها محافظة الحديدة بعد انحساب القوات المشتركة". وقالت البعثة إنها "تقوم بالتنسيق ما بين الأطراف للتوصل إلى الحقائق وتدعو لضمان أمن وسلامة المواطنين في مناطق تغير خطوط التماس"، مشيرة إلى أن "التقارير التي تشير إلى وقوع ضحايا من المدنيين جراء الضربة الجوية في التحيتا تثير القلق".

وكانت الأمم المتحدة قد ذكرت على لسان المتحدث باسم الأمين العام فرحان حق في وقت سابق من مساء الجمعة أنها تراقب الوضع عن كثب بعد أن سيطرت جماعة الحوثي على مدينة التحيتا جنوبي الحديدة، وأشار حق إلى "علم الأمم المتحدة بتقارير انسحاب القوات الحكومية، إلا أنه أكد عدم إبلاغهم مسبقًا بالتحركات"، ودعا "جميع أطراف النزاع إلى ضمان سلامة وأمن المدنيين في تلك المناطق التي حدثت فيها تحولات في الخطوط الأمامية".

إلى ذلك نفت الحكومة اليمنية فجر اليوم السبت صلتها بانسحاب قوات موالية لها من جبهات عدة بمحافظة الحديدة الساحلية غربي البلاد، وأكد فريق الحكومة اليمنية في لجنة تنسيق إعادة الانتشار أن "ما يجري حاليًا في الساحل الغربي من إعادة انتشار للقوات يتم من دون معرفة الفريق الحكومي ومن دون أي تنسيق مسبق معه". وأضاف الفريق موضحًا أن "إجراءات إعادة الانتشار يفترض أن تتم بالتنسيق والتفاهم مع بعثة الأمم المتحدة في الحديدة عبر الفريق الحكومي والتي لم تكن هي الأخرى في الصورة". واعتبر البيان أن "أي تقدم للحوثيين في مناطق سيطرة الشرعية بالحديدة تحت أي ظرف هو مخالفة صريحة لروح ونصوص اتفاق ستوكهولم يستدعى موقفًا واضحًا وصريحًا من المجتمع الدولي تجاهه".