10-مارس-2023
getty

المفاوضات المصرية مع إثيوبيا وصلت إلى طريق مسدود (Getty)

بعد وصول جولة المفاوضات بين مصر وإثيوبيا برعاية إماراتية حول سد النهضة إلى طريق مسدود وقيام أديس أبابا بإجراءات الملء الرابع لسد النهضة مع حلول شهر تموز/يوليو القادم، تظهر بوادر توتر وتصعيد من جديد.

طالب وزير الخارجية المصري سامح شكري الأشقاء العرب للضغط بشكل مشترك على إثيوبيا التي تستمر في ممارساتها الأحادية غير التعاونية التي تمثل خطرًا وجوديًا على مصر

وطالب وزير الخارجية المصري سامح شكري "الأشقاء العرب للضغط بشكل مشترك على إثيوبيا التي تستمر في "ممارساتها الأحادية غير التعاونية التي تمثل خطرًا وجوديًا على مصر التي تعاني من ندرة مائية وتعتمد بشكلٍ شبه كلي على مياه نهر النيل وتصنف باعتبارها الدولة الأكثر جفافًا في العالم".

وجاءت الدعوة المصرية الجديدة على لسان سامح شكري في كلمته أمام الدورة 159 للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية، حيث قال شكري: "لا يفوتني في هذا المقام تناول قضية محورية ذات أولوية متقدمة، ولها تبعات مصيرية على أمن مصر القومي، وهي خطر الممارسات الإثيوبية الأحادية على أحواض الأنهار المشتركة، والتي يعد سد النهضة الإثيوبي أبرز تجلياتها الراهنة، وذلك على ضوء استمرار إثيوبيا في عملية بناء وملء هذا السد دون التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم مع دولتي المصب ينظم ذلك بالإضافة إلى التشغيل، وهو ما يعد انتهاكا لقواعد القانون الدولي واجبة التطبيق، وعدم التزام بالبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن في أيلول/سبتمبر 2021".

وأردف شكري قائلًا "أود إعادة التأكيد على تعويل مصر على أشقائها العرب لحمل إثيوبيا على التخلي عن ممارساتها الأحادية غير التعاونية، والتحلي بالإرادة السياسية اللازمة للأخذ بأي من الحلول الوسط التي طرحت على مائدة التفاوض، والتي ثبت أنها تحقق مصالح إثيوبيا الاقتصادية بشكل كامل دون الإفتئات على مصائر شعوب دول المصب".

وكانت أبوظبي قد شهدت مطلع الأسبوع الجاري جولة مفاوضات "فنية" جديدة بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي، "بمشاركة خبراء من الدول الثلاث المعنية بالأزمة، مصر والسودان وإثيوبيا".

إلا أن هذه الجولة الجديدة لم تسفر على ما يبدو عن أي حلول ما جعل القاهرة تفكر جديا في الذهاب نحو مجلس الأمن والاستعانة بالدول العربية.

وفي هذا الصدد تحدثت مصادر عن أن الطرف الإثيوبي "عرض معلومات مفصّلة على الخرطوم بشأن عملية الملء الرابع"، ولا تستبعد مصادر مصرية في هذا السياق أن تكون إثيوبيا قد "عرضت مجموعة من التسهيلات التي تخاطب المخاوف السودانية".

وبالعودة لجولة المفاوضات الفنية الجديدة أكدت مصادر أن الجانب الإثيوبي "عرض معلومات بشأن عملية الملء الرابع المقرر لها أن تبدأ في موسم الفيضان المقبل، أي في شهر تموز/يوليو 2023".

الجانب الإثيوبي "عرض معلومات بشأن عملية الملء الرابع المقرر لها أن تبدأ في موسم الفيضان المقبل، أي في شهر تموز/يوليو 2023"

وأضافت ذات المصادر "أن الوفد الإثيوبي الذي شارك في الاجتماعات لم يطرح أي مواقف جديدة لبلاده، رغم الضغوط التي تمارسها القاهرة على الوسطاء الدوليين من أجل إحياء المفاوضات السياسية الخاصة بأزمة السد، والاتصالات التي تقوم بها أبوظبي بين الأطراف الثلاثة".