27-يناير-2023
gettyimages

دعا آبي أحمد إلى استكمال العملية السياسية في السودان (Getty)

بدأ رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد زيارة إلى السودان، أمس الخميس، تُعد هي الأولى له إلى الخرطوم منذ وقوع اشتباكات حدودية بين البلدين الجارين، وسط تصاعد التوترات والخلافات بسبب ملء سد النهضة من قبل أديس أبابا، وهو ما تعترض عليه القاهرة والخرطوم، والتقى آبي أحمد كلًا من رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو بالإضافة إلى قادة سياسيين سودانيين آخرين.

جاءت الزيارة عقب أشهر من التوتر بين الخرطوم وأديس أبابا 

وبحسب بيان صادر عن مجلس السيادة السوداني، ناقش الطرف السوداني مع آبي أحمد وفريقه "مسألة سد النهضة الإثيوبي"، وهو مشروع على النيل الأزرق أثار قلق دولتي المصب السودان ومصر اللتين تخشيان أن يهدد مواردهما المائية.

وأضاف البيان أن المناقشات "شملت الاشتباكات التي اندلعت أواخر عام 2020 بين البلدين في منطقة الفشقة الحدودية ذات الأراضي الخصبة"، حيث هاجمت مجموعات مسلحة إثيوبية تلك المناطق، ما أدى لاشتباكات مسلحة بين الجيش السوداني وتلك القوات التي تدّعي أديس أبابا  أنّها عصابات خارج سيطرتها. وقتل في هذه الاشتباكات التي عقّدت العلاقات عدد من المدنيين والعسكريين السودانيين.

وذكر بيان مجلس السيادة السوداني أنه فيما يخص الحدود بين البلدين، "أكد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أن الآليات الفنية والحوار هما أساس هذه القضية".

وذكر البيان السوداني، أن آبي أحمد أكد في المقابل للجانب السوداني "أن سد النهضة لن يسبب أي ضرر للسودان، بل سيكون مفيدًا له من حيث الكهرباء".

getty

وحول سبب الزيارة الإثيوبية للسودان، فقد جاءت لإظهار التضامن مع السودان والوقوف معه في هذه المرحلة من مسيرته السياسية، بحسب تصريحات آبي أحمد التي نقلتها وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، التي أكد خلالها على عدم التدخل في الشأن الداخلي للسودان، داعمًا التسريع في إكمال العملية السياسية والبحث عن حلول توافقية للأزمة بما يحمي مصلحة الشعب السودان.

وتسببت تصريحات رئيس مجلس السيادة الانتقالي حول سد النهضة بالقول إن السودان وإثيوبيا "متفقان ومتوافقان" حول كافة القضايا، بموجة من الجدل والتصريحات المعارضة المصرية.

وتطغى على زيارة آبي أحمد للسودان 3 ملفات مترابطة، حسب خبراء في العلاقات بين البلدين، هي ملف سد النهضة والخلافات الحدودية، إضافةً إلى الأزمة السياسية في السودان التي سبق لآبي أحمد أن لعب فيها دورًا عام 2019.

فالملفات الثلاثة المذكور تعد أبرز محاور العلاقة بين البلدين في الفترة الأخيرة، وبالتحديد منذ أواخر عام 2019، حيث تسبب ملفا سد النهضة والأزمة الحدودية في حالة من التوتر بين الجانبين، لكن منذ آخر لقاء بين آبي أحمد ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في مدينة بحر دار الإثيوبية في منتصف تشرين الأول/أكتوبر 2022، سادت علاقة البلدان حالة من التهدئة حسب المتابعين.

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لعب دورا رئيسيًا عام 2019 في التوصل إلى اتفاق بين الجيش السوداني ومكونات الطيف المدني السوداني المنخرط حينها في الثورة

يشار إلى أنّ رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لعب دورا رئيسيًا عام 2019 في التوصل إلى اتفاق بين الجيش السوداني ومكونات الطيف المدني السوداني المنخرط حينها في الثورة التي أطاحت  في عمر البشير.

وفي المقابل استضاف السودان أواخر عام 2020 عشرات الآلاف من اللاجئين الذين عبروا الحدود بعد اندلاع القتال في شمال إثيوبيا.