18-سبتمبر-2021

عودة محتملة لمفاوضات سد النهضة (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

أعلنت كل من إثيوبيا ومصر والسودان عن رغبتها باستئناف المفاوضات حول سد النهضة، على الرغم من أن كل الأطراف ردت على بيان مجلس الأمن الدولي الأخير بالتمسك بمواقفها المعلنة من الأزمة.

أعلنت كل من إثيوبيا ومصر والسودان عن رغبتها باستئناف المفاوضات حول سد النهضة، على الرغم من أن كل الأطراف ردت على بيان مجلس الأمن الدولي الأخير بالتمسك بمواقفها المعلنة

في أديس بابا، أعلن السفير دينا مفتي المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية، أن "أديس أبابا تتوقع قريبًا استئناف المفاوضات حول سد النهضة برعاية أفريقية"، وأشار مفتي إلى أن موعد انطلاق المفاوضات قد يكون عقب اكتمال جولة وزير الخارجية الكونغولي التي قادته إلى كل من السودان ومصر. وكشف المتحدث بإسم الخارجية الإثيوبية أن أديس أبابا أبلغت الوزير الكونغولي كريستوف لوتوندولا، باستعدادها لاستئناف المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة في أي وقت تتلقى فيه دعوة، مشددًا على أن "اتفاق إعلان المبادئ لعام 2015 هو الطريق الأمثل لحل الخلافات مع مصر والسودان". وأكد السفير مفتي أن "البيان الرئاسي لمجلس الأمن بشأن سد النهضة ليس ملزمًا، وأن بلاده ليست معنية بأي مطالبات على أساسه".

اقرأ/ي أيضًا: سد النهضة: تصعيد جديد وحراك أمريكي أفريقي للتهدئة

بدورها قالت بليني سيوم السكرتيرة الصحفية في مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي إن "بلادها تتعاطى بشكل إيجابي مع الدعوة الجديدة لاستئناف المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة"، وأضافت سيوم أن "ذلك يأتي انطلاقًا من موقف إثيوبيا الراسخ بإيجاد حل سلمي للأزمة".

في القاهرة، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري الخميس خلال مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الكونغولي كريستوف لوتوندولا، إن "اجتماعهما ركز على قضية سد النهضة في إطار الرئاسة الكونغولية للاتحاد الإفريقي، وفي إطار ما دعا إليه مجلس الأمن  إلى استئناف المفاوضات، موضحًا أن خطة العمل التي قدمتها الكونغو سيتم تحديد الإطار الزمني لها عند إطلاقها"، مضيفًا أن "القاهرة تتطلع للعودة قريبًا إلى طاولة المفاوضات".

 ولفت الوزير المصري إلى "تركيز دعوة مجلس الأمن الدولي حول استئناف مفاوضات سد النهضة على عنصر الوقت بذكره مرتين، من خلال الاستئناف السريع للمفاوضات، ومرة أخرى بضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم في وقت قريب". وتابع أن ذلك يدل على "حرص أعضاء مجلس الأمن للوصول إلى حل لأزمة سد النهضة، في إطار زمني محدود وليس في إطار مفتوح يتيح مزيدًا من الإجراءات الأحادية التي تعرقل الأمر"، مشيرًا إلى "استعداد مصر الكامل ومرونتها في التجاوب ودراسة ما يتم طرحه".

 بدوره قال وزير الخارجية الكونغولي إن "محادثاته مع الجانب المصري كانت إيجابية، وستساعد في إيجاد حلٍ لأزمة سد النهضة"، وأكد لوتوندولا الذي ترأس بلاده حاليًا الاتحاد الأفريقي أن "حل الخلاف مرحب به، سواء كان عبر الاتحاد الأفريقي أم عبر الأمم المتحدة". ووصف البيان الأخير لمجلس الأمن بشأن سد النهضة بالمهم جدًا، لافتًا إلى أن "الرئاسة الحالية للاتحاد تتوسط في المفاوضات".

وكانت مريم الصادق المهدي وزيرة الخارجية السودانية قد عبرت عن تطلع السودان لعودة المفاوضات بعد لقائها بنظيرها الكونغولي في الخرطوم الاربعاء. وقالت بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية، إن "السودان يتطلع إلى أن تستأنف الأطراف العملية التفاوضية تحت قيادة الاتحاد الإفريقي في أقرب الآجال"، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة أن "يتم تغيير المنهجية غير الفاعلة التي وسمت جولات التفاوض السابقة".

وتسعى جمهورية الكونغو الديمقراطية الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي بدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى إحياء المفاوضات الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان حول سد النهضة، واختتم الخميس وزير خارجية جمهورية الكونغو الديمقراطية جولة إقليمية شملت عواصم الدول الثلاث.

وبالتزامن مع المبادرة الكونغولية أصدر مجلس الأمن، ليل الخميس، بيانًا دعى  فيه الأطراف إلى استئناف المفاوضات بحسن نية على أساس اتفاق المبادئ المبرم بين الدول الثلاث في آذار/مارس 2015، وجاء في البيان أن "مجلس الأمن يشجع مصر وإثيوبيا والسودان على استئناف المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الأفريقي بهدف التوصل إلى اتفاق ملزم ومقبول بشأن ملء وتشغيل سد النهضة في إطار زمني معقول". وحث المجلس المراقبين الذين تمت دعوتهم لحضور المفاوضات التي يقودها الاتحاد الأفريقي، وأي مراقبين آخرين قد تقرر مصر وإثيوبيا والسودان بالتراضي دعوتهم بشكل مشترك، على مواصلة دعم المفاوضات بهدف تسهيل حل المشكلات والقضايا الفنية والقانونية.

بالتزامن مع المبادرة الكونغولية أصدر مجلس الأمن، ليل الخميس، بيانًا دعى  فيه الأطراف إلى استئناف المفاوضات بحسن نية على أساس اتفاق المبادئ المبرم بين الدول الثلاث

وجدد مجلس الأمن دعوته الدول الثلاث إلى المضي قدمًا بعملية التفاوض التي يقودها الاتحاد الأفريقي بطريقة بناءة وتعاونية.