23-مارس-2023
getty

عودة التصعيد تأتي مع فشل تمديد اتفاق الهدنة (Getty)

بعد مضي 10 أشهر تقريبًا على حالة الهدوء على مستوى العمليات القتالية والهجومية عاد التصعيد مجددًا على خطوط المواجهة في اليمن بين الحوثيين والجيش اليمني، ويحدث هذا التصعيد الأخير في ظل عدم تمكن الفرقاء من تجديد اتفاق الهدنة الذي رعته الأمم المتحدة وانتهى العمل به في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، إلّا أنّ أثره ظلّ ساريا لعدة أشهر حيث تجنبت أطراف الصراع التصعيد رغم التلويح أكثر من مرة بالرجوع إلى ميادين القتال والحرب والهجمات.

بعد مضي 10 أشهر تقريبًا على حالة الهدوء على مستوى العمليات القتالية والهجومية عاد التصعيد مجددًا على خطوط المواجهة في اليمن بين الحوثيين والجيش اليمني

وحدث التصعيد الأخير بالتحديد في محافظة مأرب وسط اليمن، ويُعدّ التصعيد الحالي حسب المتابعين للشأن اليمني أهم اختبار لحالة الهدوء النسبي المستمرة منذ أشهر.

وفي تفاصيل التصعيد الحالي نقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر أحدها من الحكومة اليمنية والآخر من الجيش وأحد السكان أنّ "قوات الحوثيين شنت هجومًا على مديرية حريب في محافظة مأرب في ساعة متأخرة من مساء يوم الثلاثاء"، مع الإشارة إلى أنّ الحوثيين يسيطرون على السلطات الفعلية حاليًا في شمال اليمن.

ووفقًا للمصادر التي تحدثت لرويترز فإن الهجوم أسفر عن "عدد لم يتحدد بعد من المصابين والقتلى في الاشتباكات".

وأشارت رويترز إلى أنّ المتحدث باسم الحوثيين، لم يرد حتى الآنـ على طلب للتعليق على هذا التصعيد.

وتقع مأرب على بعد نحو 120 كيلومترًا إلى الشرق من العاصمة صنعاء، وكانت جبهة القتال الأساسية قبل الهدنة التي تم إبرامها للمرة الأولى في نيسان/إبريل الماضي 2022. بعد ما تمكنت قوات من التحالف الذي تقوده السعودية من صدّ تقدم الحوثيين الذين كانوا يحاولون فرض سيطرتهم الكاملة على محافظة مأرب وسط اليمن.

وتعد مأرب هي آخر معقل في النصف الشمالي من اليمن للحكومة اليمنية، بالإضافة إلى كونها تضم المنطقة الوحيدة التي تنتج الغاز في البلاد وبها حقل نفطي كبير، وهذا ما يمنحها أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لطرفيْ الصراع.

تعد مأرب هي آخر معقل في النصف الشمالي من اليمن للحكومة اليمنية

وأشارت رويترز إلى أن التصعيد الجديد، جاء في وقت "عقدت فيه السعودية وحركة الحوثي مفاوضات مباشرة بالتوازي مع جهود من الأمم المتحدة لترسيخ واتفاق الهدنة وتوسيع نطاقه"، وبالتزامن أيضًا مع تطبيع السعودية وإيران للعلاقات الدبلوماسية بينهما.

وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانز جروندبرج أعرب عن أمله خلال هذا الأسبوع في أن تسير الأمور في "الاتجاه الصحيح" بالنظر إلى أحدث تطورات يشهدها ملف اليمن ومنها اتفاق تبادل للأسرى بين طرفي الصراع واتفاق بين السعودية وإيران على إعادة العلاقات بينهما.