29-ديسمبر-2022
gettyimages

تخوض جماعة الحوثي مفاوضات سرية مع السعودية عُمان (Getty)

في خضمّ عودة الحديث عن المباحثات السعودية الحوثية في العاصمة العمانية مسقط وفي ظل تعطّل الهدنة الأممية في اليمن للشهر الثالث على التوالي صعّد الحوثيون من تهديداتهم باستئناف الحرب. في خطوة اعتبرت محاولةً لابتزاز الأطراف الدولية الفاعلة في الأزمة، في حين رأى البعض الآخر أنها بمثابة هروب إلى الأمام من الأزمة المعيشية المستفحلة التي تواجه الحوثيين في صنعاء ومناطق سيطرة حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليًا.

في خضمّ عودة الحديث عن المباحثات السعودية الحوثية في العاصمة العمانية مسقط وفي ظل تعطّل الهدنة الأممية في اليمن للشهر الثالث على التوالي صعّد الحوثيون من تهديداتهم باستئناف الحرب

استئناف المفاوضات السرية في مسقط                

وكشف الناطق باسم جماعة أنصار الله (الحوثيين) محمد عبد السلام في 25 كانون الأول/ ديسمبر الجاري أن جماعة أنصار الله عقدت لقاءات مباشرة سرية مع السعودية، وجاءت المعلومات التي كشف عنها المسؤول الحوثي عقب زيارة لوفد عُماني إلى صنعاء في إطار جهود الوساطة التي تقوم بها السلطنة بين الحوثيين والسعودية لإزاحة العوائق أمام الهدنة الأممية التي تعطلت منذ 3 أشهر في ظل مخاوف دولية وإقليمية من تجدّد الحرب، حيث نقل الوفد العماني مقترحات التحالف الذي تقوده الرياض.

ونقلت قناة "المسيرة" التابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) عن المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام قوله: "جرت نقاشات مكثفة جرت في العاصمة العمانية مسقط بين أطراف متعددة، بينها السعودية والأمم المتحدة".

وقد حملت تصريحات الناطق باسم الحوثيين تهديدًا واضحًا باحتمال استئناف الحرب بقوله: "حاليًا لسنا أمام أيّ التزام في ما يتعلق بوقف إطلاق النار، لكن هناك جهود محترمة يبذلها الأشقاء في عُمان بموازاة مناقشة أفكار لتحقيق تقدم". متابعًا القول: "قواتنا على الميدان فرضت قواعد اشتباك جديدة، ودخلنا مرحلة جديدة، وحاليًا لسنا أمام أيّ التزام في ما يتعلق بوقف إطلاق النار". محذّرًا من أيّ إجراءات اقتصادية ضدهم "قد تقلب الطاولة وتعيدنا إلى نقطة الصفر"، على حدّ وصفه.

 

وكانت الهدنة الأممية موضوع النقاش، قد انطلقت في 2 نيسان/ أبريل الماضي واستمرت لستة أشهر فقط، حيث انتهت بحلول تاريخ 2 تشرين الأول/أكتوبر، ومن لحظتها والمخاوف من تجدد الحرب قائمة، حيث أخفقت كل الجهود الدبلوماسية في تمديد الهدنة. 

وعلى الرغم من سيادة نوعٍ من الهدوء حتى بعد انتهاء الهدنة إلّا أنّه تسجّل بين الفينة والأخرى مواجهات متقطعة في عددٍ من جبهات القتال، هذا فضلًا عن الاستهداف الأخير الذي قام به الحوثيون بواسطة طائرات مُسيّرة على موانئ تصدير النفط في محافظتي حضرموت وشبوة شرق اليمن، بهدف تعطيل تصدير النفط الخام من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية (معترف بها)، وهو ما تعترف به جماعة أنصار الله باعتباره "حمايةً للثروة السيادية"، بحسب وصفها. وقد أثار ذلك الهجوم انتقادات كثيرة من أطراف دولية مختلفة عبّرت عن مخاوفها من إضرار الحوثيين بحركة الملاحة والتجارة البحرية، كنوع من الابتزاز والضغط.

ردّت الحكومة اليمنية (معترف بها) على هجمات الحوثيين على الموانئ بإعلان جماعة الحوثي "منظمةً إرهابيةً"

وردّت الحكومة اليمنية (معترف بها) على هجمات الحوثيين على الموانئ بإعلان جماعة الحوثي "منظمةً إرهابيةً". في رد سياسي قد يعقّد الاستجابة لشروط الحوثيين لتمديد الهدنة والتي من بينها "صرف الرواتب في مناطق سيطرتهم من عائدات النفط والغاز، وتوسيع الرحلات من مطار صنعاء، وإنهاء القيود المفروضة على ميناء الحديدة"، مع فصل كل هذه المطالب عن أي مسارات سياسية أخرى، وهو ما عدّه المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ "مبالغًا فيه ومستحيلًا"، فعندما أبدت الحكومة اليمنية تجاوبها مع بعض تلك المطالب جاء"الحوثيون بمطالب إضافية لم يكن من الممكن تلبيتها".