13-أبريل-2024
طرق علاج الحمى في المنزل

الحمى استجابة دفاعية طبيعية يقوم بها الجسم لجعل حرارته غير ملائمة لعيش الجراثيم

الحمى هي ارتفاع في درجة حرارة الجسم، وهي علامة على الإصابة بالأمراض المعدية، مثل الإنفلونزا، وتعتبر استجابة دفاعية طبيعية يقوم بها الجسم لجعل حرارته غير ملائمة لعيش الجراثيم، لذلك فالحمى ذاتها غالبًا تعتبر غير ضارة، ومفيدة، ولا تحتاج إلى علاج ولكنها قد تكون مزعجة. وتوجد أسباب أخرى للحمى أقل شيوعًا مثل بعض الالتهابات، والحساسية من الأدوية، وضربة الشمس.

إن متوسط درجة حرارة الجسم الطبيعية هو 37 درجة مئوية، وقد تتراوح بين 36.1 و 37.2 درجة مئوية، وتختلف باختلاف حالة الجسم، فتزداد في أثناء أداء نشاط بدني كالرياضة، ويلاحظ أن درجة حرارة الجسم الطبيعية تقل بتقدّم العمر. وسنعرض لكم في هذا المقال كيفية تشخيص الحمى وعلاجها في المنزل.

الحمى هي عرض من أعراض المرض وليست مرضًا بذاتها، ولا تسبب ضررًا في الغالب

ما هي أعراض الحمى؟ ومتى يمكنني أن أحكم بوجودها

تشمل أعراض الحمى التعرق، والرجفان، والصداع، وآلام العضلات، وفقدان الشهية، والإرهاق. وقد يسبب ارتفاع الحرارة لدى الأطفال تشنجات تسمى بالنوبة الحمّوية، وهي ليست خطرة وتنقضي خلال دقائق.

لتشخيص الحمى استخدم ميزان قياس الحرارة، وبحسب مكان القياس يختلف حد التشخيص، مثلًا نقول بوجود الحمى إذا كان قياس درجة حرارة عند:

  • الإبط، 37.2 درجة مئوية فما فوق.
  • الفم، 37.8 درجة مئوية فما فوق.
  • الشرج، الأذن، الجبهة، 38 درجة مئوية فما فوق.

 

هل تجب معالجة الحمى؟

الحمى هي عرض من أعراض المرض وليست مرضًا بذاتها، ولا تسبب ضررًا في الغالب، والهدف من علاجها إنما هو تخفيف الانزعاج وتحقيق راحة المصاب، وعلاجها لا يؤثر في مدة استمرار المرض زيادةً أو نقصانًا. وقد انتشرت مقولة تدّعي أن الحمى تضرّ بالدماغ، ولكنها خاطئة ولا أصل لها.

 

علاج الحمى لدى الأطفال

قد لا تتناسب درجة الحرارة مع الأعراض عند إصابة الطفل بالحمى، فمن الممكن أن تكون الحمى مرتفعة الحرارة نسبيًا دون ظهور أية أعراض، لذلك يعتمد العلاج على مقدار انزعاج الطفل، وتنخفض الحرارة بمرور يوم إلى أربعة أيام، ويمكنك اتباع هذه الخطوات لمعالجة الحمى في المنزل:

  1. تشجيع الطفل على شرب السوائل، وقد يصعب إقناع طفل بشرب كميات كبيرة من المياه، لذلك يمكنك تقديم السوائل على شكل حساء، أو الجيلي، أو العصير المخفف.
  2. لبس اللباس الخفيف وتجنب اللباس الثقيل حتى عند الشعور بالبرد، فذلك يزيد درجة الحرارة.
  3. إذا أحس الطفل برجفة، فغطه بغطاء خفيف حتى تنقضي.
  4. يمكنك تجربة الضمادات الباردة على الرأس.
  5. لا تدع طفلك يذهب إلى المدرسة لتجنب نقل العدوى بين الأطفال، ولإعطاء جسده متّسعًا لمحاربة المرض والراحة.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي:

  1. إذا كان عمر طفلك فوق الـ 6 أشهر، أعطه أسيتامينوفين، أو أيبوبروفين، واتبع التعليمات المرفقة مع الدواء.
  2. لا تعطِ رضيعًا مسكن ألم حتى تتواصل مع الطبيب.
  3. لا تعطِ طفلًا دواء الأسبرين لأي سبب، فقد وجد ارتباط بين مرض خطير يصيب الأطفال يسمى (Reye’s syndrome) والأسبرين.
  4. لا تعط الأيبوبروفين لطفل مصاب بجدري الماء أو الربو.

 الحمى إشارة من الجسد أنك تحتاج إلى الراحة بينما يقاتل جسمك للتخلص من الجراثيم الدخيلة

هل يجب عليك أخذ طفلك إلى الطبيب؟

إذا كان عمر طفلك تحت الـ 6 أشهر وأصيب بالحمى، عليك مراجعة الطبيب فورًا، وإذا أظهر طفلك مهما كان عمره أي علامة من التالية فعليك استشارة الطبيب أيضًا:

  1. التصرفات غير المألوفة حتى بعد استخدام الأدوية الخافضة للحرارة.
  2. علامات وأعراض الجفاف، مثل عدم تبليل الحفاض خلال 8 إلى 10 ساعات، والبكاء بدون دموع، جفاف الفم، أو رفض شرب السوائل.
  3. تصلب الرقبة أو الصداع، والتحسس من الضوء، وهذه من علامات التهاب السحايا.
  4. ألم في المعدة.
  5. مشاكل في التنفس.
  6. طفح جلدي.
  7. ألم أو انتفاخ في المفاصل.
  8. وإذا استمرت الحمى أكثر من 5 أيام دون انقطاع.

 

علاج الحمى لدى البالغين

الهدف الأساسي من العلاج كما أسلفنا هو تخفيف الانزعاج وتحقيق الراحة، ولعلاج الحمى لدى البالغين يمكنك:

  1. شرب السوائل بكثرة، لتجنب حدوث الجفاف.
  2. لبس اللباس الخفيف، ولا تلبس لبسًا ثقيلًا حتى وإن أحسست ببرودة.
  3. إذا أحسست برجفة، فتغطّ بغطاء خفيف حتى تنتهي.
  4. يمكنك تجربة الضمادات الباردة على الرأس.
  5. خذ اسيتامينوفين، أو أيبوبروفين، واتبع التعليمات المرفقة مع الدواء.
  6. عليك بالراحة، وتجنب الذهاب إلى العمل لتجنب نقل العدوى أولًا، ولإعطاء جسدك فرصة للتعافي ومقاومة المرض، ولا تأخذ أدوية بهدف العودة إلى العمل مباشرة فهذا يضر عملية التعافي.

عليك التعامل مع الحمى على أنها إشارة من الجسد أنك تحتاج إلى الراحة بينما يقاتل جسمك للتخلص من الجراثيم الدخيلة، وإذا ارتفعت درجة حرارة البالغ فوق 39.4 درجة فعليك مراجعة الطبيب.

 

متى تراجع الطبيب؟

إذا ظهر أي من هذه الأعراض فقم بزيارة الطبيب:

  1. صعوبة التنفس.
  2. ألم في الصدر.
  3. صداع شديد.
  4. التوتر والارتباك.
  5. ألم المعدة.
  6. التقيؤ المتكرر.
  7. جفاف الفم، تلون البول بلون داكن، أو نقصان كميته، ورفض شرب السوائل، وهي أعراض تلمح إلى وجود الجفاف.
  8. الطفح الجلدي.
  9. صعوبة في شرب السوائل.
  10. ألم في أثناء التبول أو ألم في الظهر.

ينصح بعدم استخدام ميزان الحرارة الزجاجي، لما فيه من خطر انسكاب الزئبق

متى تراجع قسم الطوارئ في المستشفى؟

عليك مراجعة قسم الطوارئ إذا أصيب طفلك بالحمى نتيجة تركه في مكان حار، مثل سيارة مغلقة، وأظهر أي من الأعراض التالية:

  1. حمى بدون تعرق.
  2. صداع شديد.
  3. تشنجات.
  4. تصلب الرقبة.
  5. الارتباك.
  6. التقيؤ أو الإسهال المتكرر.
  7. التهيج أو الانزعاج.
  8. أي أعراض تشعر بغرابتها.

السبب الأكثر شيوعًا للحمى هو الإصابة بالعدوى الفيروسية، وتنتشر خاصةً في فصل الشتاء،

كيف تقاس درجة حرارة الجسم؟

يمكنك استخدام الميزان الإلكتروني المتوفر في الصيدليات، ولاستخدامه:

  1. قم بتنظيف رأس الميزان بالماء والصابون.
  2. شغّل الميزان.
  3. ضع رأس الميزان تحت لسانك، وأغلق شفتيك حوله.
  4. انتظر حتى تسمع إشعار انتهاء القياس.

ويمكنك قياس الحرارة عن طريق الإبط والأذن، وفتحة الشرج.

بالنسبة لمقياس الحرارة الذي يعمل عن بعد بالأشعة تحت الحمراء على الجبهة، فبعض هذه الأنواع غير مصرح به ونتائجه غير دقيقة، ولا تستخدم ميزان الحرارة الزجاجي، لما فيه من خطر انسكاب الزئبق.

هل يمكنني قياس الحرارة بدون استخدام الميزان؟

يعتقد الكثير بإمكانية تشخيص الحمى عن طريق اللمس، وبينما يمكنك تقدير ارتفاع درجة حرارتك عن طريق لمس صدرك أو ظهرك، ولكن تقدير درجة الحرارة باللمس غير دقيق، ومجرد لمس الجبهة لتقدير الحرارة غير كافٍ لتشخيص الحمى.

هل آخذ المضاد الحيوي؟

السبب الأكثر شيوعًا للحمى هو الإصابة بالعدوى الفيروسية، وتنتشر خاصةً في فصل الشتاء، ويجب على المصاب بها عدم استخدام المضادات الحيوية، لأنها تعمل ضد البكتيريا فقط، حتى نحافظ على هذه المضادات فعالة عند الحاجة، ونتجنب انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات، كما أن عليه تجنب مخالطة الآخرين لمنع انتقال العدوى قدر الإمكان، واستخدام كمامات الوجه عند التواجد في الأماكن العامة.

ومن وسائل الوقاية المفيدة ضد الإصابة العدوى الفيروسية أخذ مطعوم الإنفلونزا السنوي، وتوجد مطاعيم أخرى توصف بحسب السن، يمكنك سؤال طبيبك عنها. 

 

الحمى أو ارتفاع درجة حرارة الجسم هي عرض وليست مرضًا، وتلمح إلى إصابة بالعدوى، وليست سببًا للقلق في معظم الحالات، ولكن قد يلزم البحث عن مسببها أحيانًا، أغلب الحالات تتعافى بدون تدخل طبي، ولكن إذا زادت الأعراض حدة، أو كانت مناعة الشخص مثبطة (ضعيفة)، عليهم مراجعة الطبيب في ذلك. وبشكل عام فإن وسائل العلاج تتمثل في شرب السوائل، وأخذ الأدوية الخافضة للحرارة، والراحة.