11-أغسطس-2023
gettyimages

وزير الخارجية الأمريكي أكد على عدم وجود أي تخفيف للعقوبات المفروضة على إيران (Getty)

أطلقت إيران سراح 5 سجناء أمريكيين أمس الخميس، بموجب اتفاق مع الإدارة الأمريكية، يقضي، حسب مصادر عدة، بإلغاء تجميد أموال إيرانية، بالإضافة إلى إلغاء تجميد نحو 6 مليارات دولار من عائدات النفط الإيراني. كما يتوقع البعض أن يهيئ هذا الاتفاق الأرضية أمام إحياء الاتفاق النووي.

وكانت إيران قد نقلت 5 سجناء أمريكيين أمس الخميس من سجن إيفين في طهران إلى الإقامة الجبرية بأحد فنادق البلاد، وفقا لما نقلته رويترز عن أحد محامي السجناء الذي أعرب عن "أمله في أن يفضي نقل المواطنين الأمريكيين من السجن إلى السماح لهم بمغادرة إيران". 

نقلت صحيفة نيويورك تايمز جانبًا من تفاصيل الصفقة التي جاءت عقب مفاوضات استمرت نحو عامين، فمقابل إطلاق سراح السجناء الخمس ألغت واشنطن التجميد عن أموال لطهران

وأكّدت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي معلومة نقل المحتجزين من السجن، لكنها أضافت "أنهم لا يزالون قيد الإقامة الجبرية وأن المحادثات جارية للإفراج النهائي عنهم".

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون: "في حين أن هذه خطوة مشجعة، فإن هؤلاء المواطنين الأميركيين ما كان ينبغي إطلاقًا اعتقالهم في المقام الأول، وبالطبع، لن يهدأ لنا بال حتى يعودوا جميعًا إلى الوطن".

وفي الأثناء أكّدت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة نبأ الإفراج عن الأمريكيين من السجن.

بودكاست مسموعة

ووفقًا لوكالة رويترز ستسمح طهران للأمريكيين الخمسة بمغادرة إيران بعد رفع التجميد عن 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية في كوريا الجنوبية.

وبحسب ذات المصدر الذي تحدث لرويترز فإن "طرفا الاتفاق يناقشان قضايا فنية بسيطة متعلقة بنقل الأموال إلى إيران".

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: "أعتقد أن هذه هي بداية نهاية كابوسهم"، لكنه حذر من أنها مجرد خطوة أولى في العملية، قائلًا: "هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به لإعادتهم إلى الوطن بالفعل".

وأضاف بلينكن، الاتفاق لا يعني أن إيران ستخفف أي عقوبات، موضحًا "سنواصل فرض كل عقوباتنا. وسنواصل التصدي بحزم لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة وخارجها... ولا شيء من هذه الجهود يبطل ذلك".

قال مصدر لرويترز إنه سيسمح للأمريكيين الخمسة بمغادرة إيران بعد رفع تجميد ستة مليارات دولار من الأموال الإيرانية في كوريا الجنوبية، وهي عملية يمكن أن تستغرق حتى شهر أيلول/ سبتمبر.

وشمل الاتفاق مجموعة من إيرانيين، الذي يحملون الجنسية الأمريكية وهم: سياماك نمازي وعماد شرقي ومراد طهباز، إضافة إلى عالم ورجل أعمال حسب نيويورك تايمز. وبذلك تفرغ واشنطن السجون الإيرانية، من مواطنيها.

تفاصيل الصفقة

نقلت صحيفة نيويورك تايمز جانبًا من تفاصيل الصفقة التي جاءت عقب مفاوضات استمرت نحو عامين، فمقابل إطلاق سراح السجناء الخمس ألغت واشنطن التجميد عن أموال لطهران، من ضمنها إلغاء تجميد نحو 6 مليارات دولار من عائدات النفط الإيراني توجد في كوريا ووضعها في حساب بالبنك المركزي القطري للتأكد من استخدامها في مجالات غير خاضعة للعقوبات.

 كما ستفرج واشنطن عن إيرانيين مسجونين لديها بتهم خرق العقوبات.

زكي وزكية الصناعي

يشار إلى أن قطر دخلت على خط المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة إثر توقف المفاوضات حول الاتفاق النووي في فيينا.

وشهد شهر حزيران/يونيو الماضي إجراء محافظ البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين مباحثات في الدوحة، على إثر موافقة الإدارة الأمريكية منح العراق إعفاء من العقوبات لدفع 2.7 مليار دولار من الأموال الإيرانية المجمدة. 

الاتفاق النووي

تأمل واشنطن، حسب صحيفة فايننشال تايمز أن يمهد الاتفاق حول السجناء لتهيئة الظروف للمحادثات النووية المتعطلة منذ أشهر رغم محاولات الوساطة القطرية والعمانية.

تأمل واشنطن، حسب صحيفة فايننشال تايمز أن يمهد الاتفاق حول السجناء لتهيئة الظروف للمحادثات النووية المتعطلة منذ أشهر

من جانبه، قال المحلل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى هنري روما، إن الصفقة يمكن أن تساعد في تقليل التوترات التي ظهرت عند انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، من الاتفاق النووي لعام 2015 المصمم لكبح البرنامج النووي الإيراني.

ووصف روما الإفراج المحتمل عن الخمسة بأنه خطوة إلى الأمام "في الجهود الأمريكية الأوسع لتهدئة التوترات في غياب اتفاق نووي"، مضيفًا أن البيت الأبيض "ما كان لينفذ الصفقة إذا لم يكن واثق من قدرتها على تحمل أي رد فعل سياسي وشيك".