30-سبتمبر-2023
gettyimages

تمثل التوتر الجديد، في إقدام الفلبين على إزالة حاجز مائي بطول، أقامته بكين لمنع الوصول إلى منطقة "سكاربورو شول" المتنازع عليها (Getty)

يتصاعد التوتر بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي، مع إصرار مانيلا على حقوقها بالصيد في منطقة بحرية استراتيجية، تعتبرها بكين جزءًا من نفوذها، لحماية أمنها القومي.

وتمثل التوتر الجديد، في إقدام الفلبين على إزالة حاجز مائي بطول 300 م، أقامته بكين لمنع الصيادين الفلبينيين من الوصول إلى منطقة "سكاربورو شول" المتنازع عليها. واعتبرت مانيلا خطوتها شرعية، مؤكدةً على حقها في المنطقة. 

موقف فلبيني حازم

وفي تصريح، يزيد من التوتر القائم، أكد الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور، أن بلاده ستدافع بقوة عن أراضيها، وحقوقها في الصيد، في "منطقتها الاقتصادية الخالصة"، ولا تسعى إلى إثارة المشاكل.

تتنازع الصين والفلبين، على منطقة "سكاربورو شول" منذ سنوات طويلة، وهي منطقة صيد غنية

وأوضح ماركوس جونيور، خلال مؤتمر صحفي عقده، أمس الجمعة: أن "ما سنفعله هو مواصلة الدفاع عن الفلبين ومنطقتها البحرية وحقوق صيادينا في صيد الأسماك من مناطق يصطادون فيها بالفعل منذ مئات السنين، لهذا لا أفهم السبب وراء ذلك؟"، في إشارة إلى موقف بكين من إزالة الحاجز المائي.

وأشار ماركوس، إلى أن الصيادين الفلبينيين اصطادوا 164 طنًا من الأسماك في اليوم الذي أزال فيه خفر السواحل الفلبيني الحاجز المائي، وقال: "هذا ما يخسره صيادونا، لذا لا ينبغي أن يكون هناك أي عائق هناك".

من جهته، قال المتحدث باسم خفر السواحل الفلبيني، جاي تارييلا: إن "الرئيس صادق حقًا في التزامه بأننا لن نتنازل عن شبر واحد من أراضينا لأي قوة أجنبية"، وأضاف: "منذ قطع الحاجز المائي، لاحظت الفلبين وجودًا صينيًا أقل في المياه الضحلة". 

وأضاف تارييلا: أن "ثلاث سفن تابعة لخفر السواحل الصيني، وسفينة ميليشيا بحرية شوهدت من رحلة تفتيش يوم الخميس، في مقابل سبع سفن صينية الأسبوع الماضي"، وأشار إلى أن "هناك سفينتين فلبينيتين تقومان بالصيد في المياه الضحلة، ولكن لا يزال من الصعب الدخول إلى البحيرة".

وقد شارك تارييلا، قبل عدة أيام، مقاطع مصورة، لإقدام عناصر من البحرية الفلبينية بإزالة الحواجز العائمة، التي تشكل خطرًا على الملاحة، وهو انتهاك واضح للقانون الدولي، على حسب تعبيره.

وتؤكد مانيلا، أن الحاجز العائم يمنع قوارب الصيد من الدخول إلى المياه الضحلة حيث تكثر الأسماك.

موقف صيني رافض لخطوة الفلبين

في حين اعتبرت الصين أن الفلبين تخالف القوانين الدولية وتثير المشاكل، فيما شكك خفر السواحل الصيني، في الرواية الفلبينية للأحداث.

وخلال إفادة صحفية أسبوعية، للخارجية الصينية، رفض المتحدث باسمها ماو نينغ، الاتهامات بتدمير الشعاب المرجانية، ووصفها بأنها "كاذبة ولا أساس لها من الصحة"، وقال نينغ: "ننصح السلطات الفلبينية بعدم استخدام المعلومات الملفقة لإثارة مهزلة سياسية". 

موقف أمريكي منحاز للفلبين

واتخذت الولايات المتحدة موقفًا إلى جانب حليفتها الفلبين، إذ وصف مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأمريكية، إزالة الحاجز المائي، بأنه "خطوة جريئة"، وأكد التزامات بلاده بموجب معاهدة الدفاع التي وقعتها مع مانيلا.

وتدهورت العلاقات بين الفلبين والصين في الآونة الأخيرة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى مبادرات الرئيس الفلبيني، لتعزيز العلاقات الدفاعية مع واشنطن، بما في ذلك إجراء مناورات عسكرية، وفتح أراضيها للقوات الأمريكية، لأغراض التدريب، والأغراض الإنسانية.

وتتنازع الصين والفلبين، على منطقة "سكاربورو شول" منذ سنوات طويلة، وهي منطقة صيد غنية، تقع على بعد حوالي 200 كم (124 ميلًا) قبالة سواحل الفلبين، وداخل منطقتها الاقتصادية الخالصة "EEZ"، استولت عليها الصين عام 2012،وأطلقت عليها اسم جزيرة "هوانغيانوهو"، بعد فترة توتر محتدمة مع الفلبين.

في تصريح، يزيد من التوتر القائم، أكد الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور، أن بلاده ستدافع بقوة عن أراضيها، وحقوقها في الصيد

وتطالب بكين بالسيادة شبه الكاملة على الممر المائي الذي تمر عبره سلع تجارية تقدر بمليارات الدولارات سنويًا، متجاهلة قرارًا دوليًا يؤكد أن موقف الصين "لا يستند إلى أي أساس قانوني".

في المقابل، تطالب كل من الفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي، بالسيادة على أجزاء منه.

وحذرت الصين، من أن الجهود الرامية لإنشاء تحالف عسكري على غرار حلف شمال الأطلسي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، يمكن أن يؤدي إلى اندلاع صراع في تلك المنطقة.

 

دلالات: