12-أبريل-2023
الميجر الفلبيني مارفين ليكودين، والأمريكي إريك أوستن

تُعتبر هذه المناورات الأكبر بين البلدين منذ أربعة عقود (Getty)

عقد وزيرا الدفاع والخارجية الأمريكيان مؤتمرًا صحفيًا، مع نظيريهما الفلبينيين، بعد لقاء جمعهم في العاصمة واشنطن، تمحور حول سبل تعزيز الشراكة بين البلدين. وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، إن "معاهدة الدفاع المشترك بين الولايات المتحدة والفلبين، الموقعة في عام 1951، تظل هي حجر الأساس لتعاوننا".

يشارك في المناورات حوالي 12200 جندي أمريكي و5400 جندي فلبيني، وما يزيد عن 100 جندي أسترالي

وأضاف أن "المعاهدة تنطبق على الهجمات المسلحة على القوات المسلحة لأي من البلدين أو السفن العامة في أي مكان من بحر الصين الجنوبي". وأوضح أوستن أن اجتماع اليوم تضمن مناقشات حول تحديث القوات المسلحة الفلبينية، وتفعيل المواقع الأربعة الجديدة في بالاوان وشمال لوزون بموجب اتفاقية التعاون الدفاعي المعزز، التي تم توقيعها في الأول من شباط/ فبراير الماضي.

وتابع أوستن أن "مسؤولين دفاعيين ودبلوماسيين من الولايات المتحدة والفلبين وافقوا يوم الثلاثاء على استكمال خارطة طريق بشأن المساعدة الأمنية الأمريكية للفلبين في السنوات الخمس إلى العشر القادمة".

وناقش لويد أوستن ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع نظيريهما وزير الدفاع الفلبيني كارليتو جالفيز، ووزير الشؤون الخارجية إنريكي مانالو تسليم أسلحة دفاعية ذات أولوية، كالرادارات والطائرات بدون طيار وطائرات النقل العسكرية وأنظمة الدفاع الساحلي والجوي، حسبما صرح أوستن للصحفيين بعد الاجتماع.

بدوره، قال بلينكن خلال المؤتمر الصحفي "لقد أكدت أنا ووزير الدفاع أوستن التزام الولايات المتحدة الثابت بالوقوف مع الفلبين ضد أي ترهيب أو إكراه، بما في ذلك بحر الصين الجنوبي"، مشيرًا إلى أن "الفلبين هي أقدم حليف للولايات المتحدة في المنطقة". وأكد بلينكن أن "تحالفنا الأمني ​​هو مصدر دائم للقوة لكلا بلدينا. ركزنا اليوم على الطرق لمواصلة شراكتنا الوثيقة، بموجب اتفاقية التعاون المعزز حتى تتمكن قواتنا من العمل معًا بشكل أوثق".

ويأتي الاجتماع في ظل تصاعد التوتر الإقليمي في المنطقة الواقعة بين الصين وجنوب شرق آسيا، وتزايد حجم التهديدات الصينية باجتياح تايوان، حيث تعود الفلبين إلى واجهة الصراع، بعد الإعلان عن انطلاق المناورات السنوية المشتركة بين الولايات المتحدة والفلبين، يوم الثلاثاء، وتعتبر هذه المناورات هي الأكبر في بحر جنوب الصين، وتستخدم فيها الذخيرة الحية لأول مرة.

وأصدرت القوات المسلحة الفلبينية بيانًا، جاء فيه أن المناورات يشارك فيها نحو 18 ألف جندي، وتستمر إلى غاية 28 نيسان/ أبريل القادم. وبحسب البيان، تشمل المناورات هبوط مروحيات عسكرية على جزيرة لوزون الفلبينية على بعد 300 كلم من تايوان، وتدريبات للقوات البرمائية، وعمليات لمكافحة الإرهاب، ومهام أخرى.

وستستخدم القوات الأمريكية في هذه المناورات صواريخ "باتريوت" التي تعتبر من أفضل أنظمة الدفاع الجوي في العالم.

توطيد العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة والفلبين

يطلق على هذه المناورات اسم "باليكاتان 2023" وتعني "جنبًا إلى جنب"، ويشارك فيها حوالي 12200 جندي أمريكي و5400 جندي فلبيني، وما يزيد عن 100 جندي أسترالي. وهو ما يمثل ضعف العدد المشارك العام الماضي. ويعتبر هذا الحشد التدريبي العسكري البحري والجوي والبري الأكبر بين البلدين منذ 4 عقود.

ومناورات "باليكاتان" تجري سنويًا منذ العام 1991 وفقًا لاتفاقية الدفاع الموقعة بين البلدين في عام 1951.

واليوم، يوحي توسيع نطاق مناورات "باليكاتان" وزيادة أعداد المشاركين فيها، بإعطاء إشارة لدفء العلاقات بين الولايات المتحدة والفلبين في عهد الرئيس الحالي فرديناند ماركوس الابن، بعد أن قلص سلفه رودريغو دوتيرتي نطاق تلك المناورات، في مسعى لتوطيد علاقته مع الصين.

جنود أمريكيون وفلبينيون

وفي هذا الإطار، صرح الميجر جنرال مارفين ليكودين، مدير التدريبات العسكرية بالفلبين في كلمة ألقاها في مراسم تدشين المناورات، بأن "أبرز ما في المناورات سيكون التدريبات المشتركة بالذخيرة الحية على الساحل، والتي تهدف إلى التدريب على تقنيات تكتيكات وإجراءات مشتركة لتنفيذ ضربة بحرية". وأضاف "لن تؤثر مناورات باليكاتان بأي حال من الأحوال على التوترات الدائرة حولنا، ولا سيما تايوان أو بحر الصين الجنوبي".

أما المتحدث باسم الجيش الفلبيني الكولونيل ميديل أغيلار، فقال إن "المناورات ستسمح بتحسين التكتيكات والتقنيات والآليات بالنسبة للعديد من العمليات العسكرية".

من جانبه، أوضح الميجر جنرال إريك أوستن، القائم بأعمال مدير التدريبات العسكرية الأمريكية، بأن "مناورات باليكاتان ستؤكد على أننا مستعدون للاستجابة لتحديات العالم الحقيقي معًا".

يذكر أن اللفتنانت كولونيل دانيال هوفان، مدير المعلومات المشتركة في "باليكاتان"، قد قال في وقت سابق من هذا الشهر "توفر باليكاتان فرصًا لا مثيل لها لإظهار قوة واستعداد التحالف الأمني الفلبيني الأمريكي".

وتأتي هذه المناورات ضمن تسارع ملحوظ في تنفيذ "اتفاقية تعزيز التعاون الدفاعي" بين البلدين، التي وصفها بيان للخارجية الفلبينية بأنها "تؤكد التزام مانيلا وواشنطن بتحالفهما الذي يمتد لعقود"، وهي إشارة للاتفاقيات التي وقعت عام 2014 لترسيخ اتفاقية "القوات الزائرة" التي وقعت عام 1998.

تحذير صيني

في أول رد فعل صيني، انتقدت وزارة الخارجية الصينية، الاثنين، المناورات المشتركة، وقالت إن "التعاون بين الدول المعنية يجب ألا يستهدف أي طرف ثالث، ويجب أن يفضي إلى السلام والاستقرار الإقليميين". وأضافت أن "التدريبات يجب ألا تتدخل في نزاعات بحر الصين الجنوبي، ناهيك عن إلحاق الضرر بسيادة أراضي الصين وحقوقها البحرية ومصالحها الأمنية".

يذكر أن المناورات المشتركة تأتي مباشرة بعد إنهاء الصين ثلاثة أيام من المناورات الحربية حول تايوان، تضمنت محاكاة لضربات دقيقة ولمحاصرة الجزيرة، ردًا على اجتماع رئيسة تايوان تساي إنغ ون مع رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي في لوس أنجلس. بعد رحلة قادتها إلى دول أمريكا الوسطى.

وقال الجيش الصيني إنه قام بدوريات وتدريبات جوية وبحرية على "الاستعداد القتالي" على جميع جوانب تايوان الأربعة، بما في ذلك المضيق بين الجزيرة والصين.

تجري مناورات "باليكاتان" سنويًا منذ العام 1991 وفقًا لاتفاقية الدفاع الموقعة بين الولايات المتحدة والفلبين في عام 1951

وكانت الصين قد حذرت الأسبوع الماضي من أن "واشنطن تهدد السلام والاستقرار الإقليمي"، وذلك بعد الاتفاق الذي وقعته الولايات المتحدة مع الفلبين، والذي يسمح لها باستخدام 4 قواعد عسكرية إضافية. إحداها قريبة من بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وأخرى غير بعيدة من تايوان. وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ، "انطلاقًا من المصلحة الفردية، تواصل الولايات المتحدة تعزيز انتشارها العسكري في المنطقة"، مؤكدةً أن "النتيجة ستكون حتمًا زيادة التوتر العسكري وتهديد السلام والاستقرار الإقليميين".

وأضافت "يجب أن تفكر الدول في المنطقة بعمق في ما هو ملائم وما هو مفيد للجميع، من أجل اتخاذ خياراتٍ مفيدة حقًا لمصالحها، وأيضًا للسلام والاستقرار الإقليميين".