27-أبريل-2017

عناصر من مليشيا جيش المهدي العراقية الشيعية (أ.ف.ب)

في الجزء الأوّل من هذا الملف، الذي نخصص الحديث فيه عن الميليشيات الأجنبية الداعمة للنظام السوري؛ عرضنا لأبرز المليشيات الفلسطينية واللبنانية المقاتلة لصالح النظام السوري، والمنضوية تحت ما يُعرف لدى المعارضين بـ"الشبيحة".

أمّا في هذا الجزء من الملف، فسنعرض للفصائل العراقية المنضوية تحت ما يعرف باسم الحشد الشعبي العراقي، والتي تنتمي كافةً إلى المذهب الشيعي، وتقول إنها تقاتل في سوريا دفاعًا عن "المراقد المقدسة".

1. لواء أبو الفضل العباس

يتلقى لواء أبو الفضل العباس العراقي، دعمًا مباشرًا من فيلق القدس تحت قيادة الجنرال الإيراني قاسم سليماني

تأسس اللواء عام 2006 على يد مجموعة من المقاتلين في ميليشيات عراقية، بينها "عصائب أهل الحق" وكتائب "حزب الله" العراقي، بدعم من الحرس الثوري الإيراني. واستخدم اللواء في بداية تشكيله، الأراضي الإيرانية كمركز ينطلق من خلالها لضرب القوات الأمريكية المتواجدة في العراق.

ومنذ عام 2012 أعلن اللواء -الذي يتلقى دعمًا مباشرًا من فيلق القدس تحت قيادة الجنرال الإيراني قاسم سليماني- وقوفه إلى جانب النظام السوري، وفي إطار ذلك شارك في العديد من المعارك ضد فصائل المعارضة، كان من أبرزها حصار الشطر الشرقي في حلب، قبل أن يتمكن النظام السوري من استعادتها نهاية العام الماضي.

اقرأ/ي أيضًا: شباب العراق المقاتلون في سوريا: كذبة حماية المراقد

وبسبب المعارك التي خاضها ضد قوات المعارضة، خسر لواء أبو الفضل العباس، مئات القتلى والجرحى، فضلًا عن وقوع العشرات من عناصره في الأسر خلال عمليات الكر والفر التي تشهدها معظم المناطق التي يتواجد فيها، ومن أهمها حلب وريفها وريف حماة ومنطقة "السيدة زينب" جنوبي دمشق.

2. لواء أسد الله الغالب

ميليشيا عراقية تأسست عام 2013، بقيادة سهيل الأعرجي، وهو أحد المقاتلين السابقين في جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، ومنذ تشكيلها في منتصف آب/أغسطس من نفس العام، أعلنت دعمها عسكريًا للنظام السوري، لتشارك في العديد من المعارك من بينها المليحة بريف دمشق وكذا مدينة حلب، إلا أن تواجدها الأبرز سُجّل منذ مطلع عام 2016 في ريف اللاذقية الشمالي.

3. كتائب الإمام علي

تشكلت كتائب الإمام علي التي تعد الذراع العسكري لحركة العراق الإسلامية، في حزيران/ يونيو عام 2014، بقيادة شبل الزيدي. وأشار تقرير لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إلى أن الحرس الثوري الإيراني كلف أبو مهدي المهندس، وهو من القياديين البارزين في ميليشيا الحشد الشعبي، بإدارة العمليات العسكرية، والإشراف على توسع مناطق انتشارها.

وكما بقية الميليشيات التي تقاتل إلى جانب النظام السوري، لا توجد معلومات تشير لعدد عناصرها المتواجدين في سوريا، إلا أنها تنتشر في ريف دمشق وجزء من مناطق درعا بالإضافة إلى ريف حلب واللاذقية.

4. حركة النجباء

هي من أبرز الميليشيات العراقية الداعمة بشكل غير محدود للنظام السوري، وتوازي حزب الله اللبناني أهمية من ناحية عدد المقاتلين. وتشكلت حركة النجباء عام 2013 بقيادة أكرم الكعبي، بعد انشقاقها عن ميليشيا عصائب أهل الحق. ويعتبر الكعبي من أبرز قادة الميليشيات المقربة من إيران، حيثُ يجري زيارات لطهران بشكل دائم.

وكان لميليشيا النجباء دور بارز في دعم النظام خلال معاركه التي استعاد فيها السيطرة على مدينة حلب، بالإضافة لتواجد عناصرها المكثف في ريف حلب، فيما تنشر النجباء عبر حساباتها الرسمية زيارات الكعبي المتكررة لريف حلب، التي يظهر فيها إلى جانب عناصره، كما أنّ لها انتشار في ريفي حماة واللاذقية.

توازي حركة النجباء، حزب الله اللبناني، أهميةً من ناحية عدد المقاتلين

وخلال معاركها التي خاضتها في سوريا، خسرت حركة النجباء أكثر من 200 قتيل، بالإضافة إلى وقوع عشرات من عناصرها مصابين، وفي أسر قوات المعارضة.

5. لواء الشباب الرسالي

تأسس لواء "الشباب الرسالي" في العراق بعد الفتوى التي أصدرها المرجع الشيعي العراقي، محمد موسى اليعقوبي، في حزيران/يونيو 2014، وتتبع في هيكليتها لميليشيا الحشد الشعبي التي تضم أكثر من 60 ميليشيا تتلقى دعمًا إيرانيًا.

ويقول لواء الشباب الرسالي عن نفسه، وفق ما ورد في موقعه الإلكتروني، إنه تأسس ليكون "سندًا للقوات الأمنية للدفاع عن الوطن والمقدسات". وشارك ضمن "عدد كبير من العمليات النوعية ضد زمر الإرهاب التكفيري" على حد تعبيره.

ومن غير معروف أماكن تواجده مثل باقي الميليشيات في سوريا، إلا أن نشطاء تناقلوا له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة من الصور يرجح أنها في ريف حلب الذي يشهد تواجدًا مكثفًا لكافة الميليشيات الأجنبية.

عناصر من لواء الشباب الرسالي (مواقع التواصل الاجتماعي)

6. فيلق الوعد الصادق

ظهر فيلق الوعد الصادق رسميًا في سوريا في أيلول/ سبتمبر 2013 بقيادة أبو علي النجفي، وقد أشارت تقارير عديدة إلى أن الفيلق نفّذ بين عامي 2008 و2010 عمليات عسكرية ضد القوات الأمريكية في العراق، ويملك علاقات على مستوى عالٍ مع حزب الله اللبناني، إضافة إلى أنّه يتبع للمرشد الإيراني علي الخامنئي.

وفيلق الوعد الصادق من المليشيات المدربة على مستوى قتال حرب العصابات، واستخدام الأسلحة الحديثة، ويقاتل إلى جانب قوات الأسد في مناطق متعددة منها ريف دمشق والقلمون وريف حلب.

7. كتائب حزب الله

في عام 2007 اجتمعت مجموعة من المليشيات التي شكلتها إيران في العراق، وقررت الاندماج تحت مسمى كتائب حزب الله، لتنفيذ العمليات العسكرية ضد القوات الأمريكية، قبل أن تمتد لاحقًا إلى سوريا بحجة الدفاع عن المراقد الشيعية، وأصبحت من المليشيات الداعمة للنظام السوري منذ عام 2013 تقريبًا.

الكتائب التي نشأت بشكل مختلف عن غيرها من الميليشيات الموالية لإيران، تضع ضمن أهدافها العمل على "تحقيق الجمهورية الإسلامية في العراق" وفق النموذج الإيراني، وهي تنتشر على كافة الجبهات السورية. وفي كانون الأول/ديسمبر 2015 قتل قائدها العسكري، أمير عدنان سعدون الساعدي، خلال الاشتباكات مع قوات المعارضة في ريف حلب الجنوبي.  

اقرأ/ي أيضًا: هل تستطيع أمريكا لجم مليشيات إيران في الفلوجة؟

8. سرايا عاشوراء

مثل جميع المليشيات المشكلة حديثًا، يرجع تاريخ بداياتها لعام 2013، بقيادة حامد الجزائري، وتعتبر الذراع العسكري لحزب الطليعة الإسلامية، وهي من ضمن الميليشيات الشيعية التي تقاتل في سوريا لكن من دون أي ظهور إعلامي، إذ نادرًا ما يتم تداول اسمها عبر وسائل الإعلام فيما يتعلق بالقتال بسوريا، على عكس بعض الميليشيات التي تملك ظهورًا إعلاميًا دائمًا.

9. جيش المؤمل

في حزيران/يونيو العام الماضي، أعلن سعد سوار القيادي في ميليشيا سرايا السلام التابعة للتيار الصدري، انشقاقه عنها، وتأسيس ما يعرف بجيش المؤمل، بسبب خلافات في وجهات النظر، من بينها عدم توجه عناصر التيار الصدري للقتال في سوريا آنذاك.

ويعرف عن سوار مشاركته في تأسيس العديد من المليشيات الشيعية في سوريا، من بينها أفواج الكفيل، وفوج التدخل السريع العراقي، الذي نظم منذ ثلاثة أعوام تقريبًا، عرضًا عسكريًا في منطقة السيدة زينب، وهو من أكثر الداعمين للمليشيات الشيعية المتواجدة في سوريا. 

10. لواء اليوم الموعود

بقيادة المرجع الشيعي مقتدى الصدر، وتأسس في حزيران/يونيو عام 2008، لتنفيذ العمليات العسكرية ضد القوات الأمريكية في العراق، وأصبح بعدها من ضمن الميليشيات التابعة لسرايا السلام، الذراع العسكري للتيار الصدري.

تقول مليشيات عراقية إنها تقاتل في سوريا "من أجل الدين والعقيدة"، بحمايتها المراقد الشيعية

يقول اللواء إن مهمته تقتصر على حماية المراقد المقدسة في سوريا، ففي تصريح للنائب البرلماني العراقي عن التيار الصدري، جواد الجبوري، أكد أنه "لا يمكن لهذا اللواء أن يسير لأغراض سياسية، بل هو من أجل الدين والعقيدة"، مضيفًا أن "التيار الصدري حريص على حماية المراقد المقدسة، أينما حلت في جميع بقاع الأرض، إذ أن للتيار الصدري مكتبًا في سوريا يتحتم عليه حماية المراقد الدينية هناك".

11. لواء الإمام الحسن المجتبى

أُعلن عن تشكيل لواء الإمام الحسن المجتبى رسميًا في تموز/يوليو 2013، بعناصر كانت تتبع سابقًا للواء أبي الفضل العباس. اتخذ اللواء منذ تأسيسه حماية المراقد المقدسة في منطقة السيدة زينب ذريعة للتواجد في سوريا، بالإضافة لاستلامه مهام حماية المنطقة المحيط بمطار دمشق الدولي، مُشاركًا إلى جانب قوات الأسد في معاركها ضد فصائيل المعارضة بمدينة شبعا بريف دمشق الشرقي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

شبيحة الأسد.. تعرف على أبرز المليشيات الأجنبية المقاتلة مع النظام السوري (1-3)

سوريا واستنساخ سيناريو تبعية العراق