14-أبريل-2023
Ukraine

المتحدث باسم الكرملين قال إن الجزء المتعلق بروسيا من اتفاقية شحن الحبوب لم ينفذ حتى الآن (GETTY)

أعلن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، خلال مؤتمر صحفي عقده أمس الأربعاء، أن احتمالات تمديد اتفاقية تصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا عبر البحر الأسود تبدو ضئيلة في الوقت الراهن. وأرجع بيسكوف ذلك إلى أن الجزء المتعلق بروسيا من اتفاقية شحن الحبوب لم ينفذ حتى الآن، قائلًا: إنه "لا يمكن لأي اتفاق أن يقف على ساق واحدة"،  في إشارة إلى عدم إزالة القيود التي فرضت على صادرات موسكو من الأسمدة والمنتجات الغذائية.

وذكر المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن بلاده "تدرك الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لتفعيل الجزء المتعلق بروسيا من الاتفاقية".

تلوح موسكو بإمكانية إيقاف العمل في اتفاقية شحن الحبوب في حال عدم تنفيذ الجزء المرتبط بها

وتنتهي مدة التمديد الحالية لاتفاقية الحبوب في 18 أيار/مايو المقبل. وكانت موسكو قد وافقت الشهر الماضي على تمديد الاتفاق لمدة 60 يومًا، أي نصف الفترة المنصوص عليها سابقًا، وذلك بعد وساطة من الأمم المتحدة بهدف تزويد الأسواق العالمية بالأغذية والأسمدة، وسط حالة من الندرة أدت إلى ارتفاع الأسعار. وقالت موسكو إنها لن تدرس تمديدًا إضافيًا في حال عدم تلبية المطالب المتعلقة بصادراتها.

وتتمثل المطالب الروسية، في  السماح للبنك الزراعي الروسي بالعودة إلى نظام "سويفت" للدفع البنكي، والسماح لروسيا باستيراد الآلات الزراعية، وإزالة قيود التأمين والسماح بوصول السفن والبضائع الروسية إلى الموانئ، وإلغاء حظر الأنشطة المالية لشركات الأسمدة الروسية، كما تريد موسكو إعادة تشغيل خط أنابيب ينقل الأمونيا الروسية إلى ميناء أوكراني على البحر الأسود.

وتطرق المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، لموضوع تمديد اتفاقية شحن الحبوب، قائلًا: إن "مسؤولي الأمم المتحدة يحاولون بعزم دفع العملية قدمًا"، لكنه أشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لا يتمتع بسلطة كافية في هذا الأمر، موضحًا: "لا سلطة للأمين العام على [نظام] سويفت، ولا سلطة له على الدول الأعضاء التي تفرض عقوبات أحادية الجانب، ولا سلطة له على شركات التأمين وشركات الشحن، ولا يمكنه إخبارهم بما يجب عليهم فعله".

Ukraine
الولايات المتحدة قالت إن المحظورات الوحيدة على الصادرات هي تلك التي تفرضها روسيا. (GETTY)

من جانبها، ردت الولايات المتحدة على المطالب الروسية، قائلةً: إن "المحظورات الوحيدة على صادرات المواد الغذائية والأسمدة من روسيا هي تلك التي تفرضها الحكومة الروسية".

يشار إلى أن اتفاق شحن الحبوب عبر الموانئ الأوكرانية، والذي وقع في إسطنبول العام الماضي، مكّن من تصدير أكثر من 27,5 مليون طن من المواد الغذائية، وقد ساهم ذلك في خفض أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم، وكانت أهم الوجهات الأولية للشحنات هي الصين وإيطاليا وإسبانيا وتركيا وهولندا، بحسب ما جاء في تقرير للأمم المتحدة.

اتفاق شحن الحبوب مكّن العام الماضي من تصدير أكثر من 27,5 مليون طن من المواد الغذائية، وقد ساهم ذلك في خفض أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم

وفي هذا الشهر حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن "انعدام الأمن الغذائي ما زال عند مستويات غير مسبوقة في عام 2023، وذلك في ظل استمرار تأثر إنتاج الغذاء على مستوى العالم بالصراع والصدمات الاقتصادية والظواهر المناخية المتطرفة وارتفاع أسعار الأسمدة".

وتعتبر روسيا وأوكرانيا البلاد الرئيسية في الإنتاج الزراعي حول العالم، وأهم البلدان الموردة للقمح والشعير والذرة وزيت بذور اللفت وبذور عباد الشمس وزيت عباد الشمس، كما تسيطر روسيا على أسواق الأسمدة الزراعية.