12-أبريل-2023
بوتين ورئيسي

تعمق التعاون الاقتصادي بين روسيا وإيران (Getty)

تعمّقت العلاقات الاقتصادية الروسية الإيرانية في الفترة الأخيرة، بسبب العقوبات الغربية المفروضة على البلدين بسبب الحرب على أوكرانيا في حالة روسيا وبسبب البرنامج النووي في حالة طهران.

تخضع إيران لعقوبات غربية منذ سنوات تؤثر على قدرتها للوصول إلى الأسواق العالمية

وفي آخر تجلٍّ لتقوية العلاقات بهدف التحايل على العقوبات، بدأت روسيا، حسب مصادر تحدثت لوكالة رويترز، بتصدير الوقود إلى إيران عن طريق السكك الحديدية للمرة الأولى في وقت سابق من العام الجاري، وذلك بعد أن تجنب المشترون التقليديون التجارة مع موسكو ، وفقًا لثلاثة مصادر وبيانات صادرات. كما سُجّل أمس الثلاثاء توجه أكبر شركة طيران روسية إلى إيران لصيانة وإصلاح إحدى طائراتها من طراز إيرباص بعدما تعثرت قدراتها، في روسيا، على صيانة الطائرات بسبب العقوبات الغربية التي تشمل قطع الغيار وجوانب فنية مهمة لصناعة وصيانة الطائرات.

فقد أدت العقوبات الغربية على منتجات النفط الروسية بسبب ما تسميه موسكو "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا إلى إعادة تشكيل أسواق الوقود العالمية من خلال الناقلات التي تتخذ مسارات أطول، مع ملاحظة توجه المورّدين الروس نحو "وجهات وطرق نقل غريبة بينها طريق جديد هو طريق السكك الحديدية من روسيا عبر كازاخستان وتركمانستان وصولا إلى إيران".

مع الإشارة إلى أن إيران تخضع لعقوبات غربية منذ سنوات مع قدرة وصول محدودة إلى الأسواق العالمية بسبب تلك العقوبات.

ولفتت وكالة رويترز إلى أن وزارتا النفط في روسيا وإيران لم تقوما بالرد على طلباتها للتعليق حول المعطيات والمعلومات التي أوردتها.

وفي تفاصيل التطورات الأخيرة نقلت مصادر لرويترز أنّ نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أعلن الخريف الماضي بدء مبادلة إمدادات المنتجات النفطية مع إيران ، بيد أنّ الشحنات الفعلية بدأت في التدفق هذا العام فقط.

وفي هذا الصدد قال مصدران مطلعان على بيانات التصدير لرويترز إن روسيا زودت إيران في شباط/فبراير وآذار/مارس الماضي بما يصل إلى 30 ألف طن من البنزين والديزل.

فيما أكد مصدر ثالث حدوث التبادلات لكنه لم يتمكن من تأكيد الكميات الفعلية المنقولة.

وتم توفير جميع الكميات المذكورة عن طريق السكك الحديدية من روسيا عبر كازاخستان وتركمانستان. وقال أحد المصادر إن بعض شحنات البنزين أرسلت من إيران إلى دول مجاورة، بما في ذلك العراق، عن طريق الشاحنات.

بوتين وعلم روسيا وإيران وتركيا

وأضاف متعامل في سوق المنتجات النفطية في آسيا الوسطى أن إيران على الرغم من أنها منتجة للنفط ولديها مصافي خاصة بها ، لكن استهلاكها تجاوز في الآونة الأخيرة إنتاج الوقود المحلي، خاصة في ولاياتها ا الشمالية.

وفي هذا السياق أكّد متعاملان مطلعان أن روسيا زودت إيران بكميات صغيرة من الوقود عن طريق ناقلات عبر بحر قزوين ، كما كان عليه الحال في 2018.

إلا أنّ المؤكّد هو أنّ شركات النفط الروسية مهتمة حاليًا بتصدير الديزل والبنزين إلى إيران عن طريق السكك الحديدية حيث تواجه الصادرات عن طريق البحر معدلات شحن عالية وسقفًا للأسعار تفرضه دول مجموعة السبع.

لكن ذات المصادر أكّدت أنّ صادرات السكك الحديدية تواجه "مشاكل" على طول الطريق.

ومع ذلك توقع أحد المصادر المطلعة على الإمدادات لإيران: "زيادةَ إمدادات الوقود لإيران هذا العام ، لكننا نرى بالفعل عدة مشكلات تتعلق بالخدمات اللوجستية بسبب ازدحام السكك الحديدية. وقد يمنع ذلك الصادرات من الازدهار" على حدّ تعبيره.

في سياق متصل أكّدت شركة "إيروفلوت" الروسية التي تعد أكبر شركة طيران روسية إرسال إحدى طائراتها من طراز إيرباص (AIR.PA) إلى إيران لإصلاحها، بعد تعثر قدراتها على صيانة الطائرات بسبب العقوبات الغربية .

ووفقًا لنظام تتبع الرحلات Flightradar24، طارت طائرة إيرباص A330-300 إلى طهران في 5 أبريل وما زالت هناك حتى الآن.

وقالت إيروفلوت في بيان صادر عنها أمس الثلاثاء بأنه "سيتم تنفيذ صيانة طائرة ايرباص ايه 330 (في إيران) من قبل مزود لمجموعة واسعة من الأعمال."

وأضاف بيان الشركة الروسية أن الجهة الإيرانية التي تتولى الإصلاحات : "تمتلك جميع الموارد المادية اللازمة والشهادات والخبرة الواسعة، بينما يقوم المزود بإجراء الصيانة بمستوى عالٍ من الجودة".

شركات النفط الروسية مهتمة حاليًا بتصدير الديزل والبنزين إلى إيران عن طريق السكك الحديدية

وامتنعت إيروفلوت عن التعليق على التفاصيل ولم تذكر اسم المشغل الذي سينفذ الإصلاح.

ومنعت العقوبات التي فُرضت على روسيا بعد أن أرسلت قواتها إلى أوكرانيا في شباط/ فبراير من العام الماضي شركات الطيران التابعة لها من الحصول على طائرات وقطع غيار أو الخضوع لأعمال صيانة في الغرب.