06-أبريل-2023
getty

رغم تقديم ملف انضمام مشترك بين فنلندا والسويد، إلّا أن السويد تفشل بالانضمام للحلف حتى الآن (Getty)

تقف تركيا والمجر حجر عثرة أمام التحاق السويد بحلف شمال الأطلسي، وتزايد زخم هذا الموقف مع انضمام فنلندا الثلاثاء الماضي إلى الحلف لتكون العضو الحادي والثلاثين في الناتو بعد المصادقة على طلبها، من قبل البرلمان التركي في آخر خطوة قبل الانضمام للحلف العسكري، رغم تقديم فنلندا والسويد طلب الانضمام للحلف بشكلٍ مشترك.

تقف تركيا والمجر حجر عثرة أمام التحاق السويد بحلف شمال الأطلسي، وتزايد زخم هذا الموقف مع انضمام فنلندا الثلاثاء الماضي إلى الحلف

وفيما يلي نستعرض لكم أسباب الرفض التركي والمجري على انضمام السويد وتأثير ذلك الرفض على أمن السويد التي باتت أكثر قلقًا على أمنها بعد غزو روسيا لجارتها أوكرانيا، وتخلي الدولتين الإسكندنافيتين "فنلندا والسويد" عن سياسات عدم الانحياز العسكري المتبعة فيهما منذ عقود حيث اتخذتا مواقف معارضة لغزو روسيا لأوكرانيا، مما دفعهما إلى تقديم ملف لنيل عضوية حلف شمال الأطلسي لحماية أمنهما من أي تهديد روسي محتمل، فالحلف ملزم بالدفاع، بموجب البند الخامس، عن العضو الذي قد يتعرض لغزو أو اعتداء عسكري من دولة أخرى، علما بأن البلدان يشتركان مع روسيا بحدود  بأكثر من 1900 كيلومتر.

أصوات من تحت الركام

وعلى الرغم من أنّ موقف أنقرة أصبح مرتبطًا إلى حد ما بالانتخابات الرئاسية والتشريعية المزمع عقدها أيار/مايو الماضي ويميل إلى الموافقة على طلب الانضمام السويدي بعد تلك الاستحقاقات فإن موقف بودابست يظلّ غير مرتبط أو محدد بآجال زمنية معينة، حسب وكالة رويترز.

أسباب الاعتراض التركي

يعد الموقف السويدي المنتقد لانتهاكات حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية في أنقرة، بالإضافة لاستضافة استوكهولم لأعضاء من حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا "تنظيمًا إرهابيًا"، أبرز سببين في موقف أنقرة الرافض للمصادقة على انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي، حيث تتهم تركيا ستوكهولم بإيواء أعضاء في "جماعات إرهابية"، وتطالبها بتسليمهم "كشرط للموافقة على التحاق السويد بالناتو"، إلا أن ستوكهولم ترفض ذلك الاتهام، وعلى الرغم من ذلك النفي حاولت مسايرة رغبات أنقرة فأصدرت قرارات بترحيل مطلوبين لتركيا، إلّا أن محاكم سويدية  منعت بعض عمليات الترحيل أو الطرد، ما أثار حفيظة أنقرة.

getty

ومما فاقم الخلافات في الأسابيع الأخيرة، قيام متطرفين سويديين بتنظيم احتجاجات أمام السفارة التركية في ستوكهولم شهدت قيام متطرف بحرق نسخة من القرآن الكريم وشنق دمية لإردوغان في حادثة منفصلة. ودفعت تلك الخطوات أنقرة إلى تصنيف تلك الحوادث "كجرائم كراهية".

لكن السويد تحاجج عن نفسها في ملفات أخرى، فمن ناحية تؤكد أنها نفذت "اتفاقية مدريد" بما في ذلك سن قوانين "مكافحة الإرهاب" الأكثر صرامة في تاريخها، ولكن تؤكد في نفس الوقت أن بعض مطالب أنقرة الأخرى يستحيل الوفاء بها.

ولذلك تبقى الموافقة التركية على طلب انضمامها للناتو، مؤجلة على الأرجح إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة في تركيا أيار/مايو المقبل.

بيد أنه، حسب رويترز، لا يوجد جدول زمني للموافقة التركية، فضلًا عن أن موافقة أنقرة ليست مضمونة في جميع الأحوال، خاصة إذا فاز أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم.

getty

أسباب الرفض المجري

تتهم المجر السويد بأن لديها موقف معادٍ لبودابست منذ أعوام، حيث دأبت السويد على انتقاد رئيس الوزراء المجري اليميني فيكتور أوربان، بسبب "التآكل الملحوظ لسيادة القانون". وهو الأمر الذي ينفيه أوربان، الذي لا يطالب السويد بخلاف تركيا، بشروط أو قائمة مطالب.

ومع ذلك تعتبر الحكومة المجرية أن المظالم "تحتاج إلى معالجة قبل أن تتمكن من التصديق على انضمام السويد إلى الناتو"، وفقا لما نقلته وكالة رويترز.

getty

هل الأمن السويدي مهدد من روسيا؟

تعتبر السويد أن وضعها الأمني حاليًا أفضل من السابق، بالنظر إلى حصولها على ضمانات أمريكية وأوروبية بالدعم في كل الحالات سواءً انضمت للحلف أو تأجّل انضمامها إليه.

وفي هذا الصدد قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ في وقت سابق "سوف يكون من غير المعقول أن لا يدعم الحلف السويد إذا تعرضت للتهديد".

تعتبر السويد أن وضعها الأمني حاليًا أفضل من السابق، بالنظر إلى حصولها على ضمانات أمريكية وأوروبية بالدعم

فضلًا عن ذلك فإن بحوزة السويد "قوة جوية معتبرة وأسطولاً من الغواصات مصمم خصيصًا للعمل في بحر البلطيق"، سيعتبر إضافة نوعية لحلف شمال الأطلسي في حال انضمت إليه السويد.