08-أبريل-2023
getty

أبرز نتائج الزيارة هي محاولة تحقيق استقرار في العلاقات بين الصين وأوروبا (Getty)

اختتم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة للصين استمرت ثلاثة أيام يوم الجمعة، حيث عقد عدة اجتماعات مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي حضرتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن الزيارة ناقشت "كل شيء من دراسة عينات القمر إلى ترميم كاتدرائية نوتردام في باريس".

وكانت الحرب في أوكرانيا أبرز ملفات الزيارة،وأكد البيان الصيني الفرنسي المشترك عقب الزيارة، على معارضة البلدين للحرب النووية، لكن من دون الإشارة إلى روسيا أو تهديدها الأخير بوضع أسلحة نووية في بيلاروسيا.

الزيارة ناقشت "كل شيء من دراسة عينات القمر إلى ترميم كاتدرائية نوتردام في باريس"

وقالت الصين وفرنسا إنهما تعارضان الهجمات على محطات الطاقة النووية ودعتا إلى "ضمان سلامة وأمن" أحد المفاعل زابوريزجيا في أوكرانيا،. لكن البيان لم يتطرق إلى السيطرة العسكرية الروسي على ذلك المصنع.

وجاءت الإشارة المباشرة الوحيدة لأوكرانيا في البيان المكون من 51 نقطة في الإشارة إلى: "دعم كلا الطرفين جميع الجهود المبذولة لاستعادة السلام في أوكرانيا على أساس القانون الدولي وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة".

أصوات من تحت الركام

كما دعت فرنسا والصين الأطراف إلى "حماية النساء والأطفال، ضحايا النزاع، وزيادة المساعدات الإنسانية لمناطق الصراع، وتوفير وصول آمن وسريع ودون عوائق للمساعدات الإنسانية وفقًا للالتزامات الدولية". فيما حيث حث ماكرون ودير لاين الرئيس الصيني على إجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني.

وقال ماكرون لشي خلال اللقاء الذي جمعه فيه يوم الخميس، "أعلم أنه يمكنني الاعتماد عليك في إعادة روسيا إلى رشدها، وإعادة الجميع إلى طاولة التفاوض".

وخلال مؤتمر صحفي بعد اللقاء، قال شي، إن "الصين تؤيد إجراء محادثات سلام وتطالب بحل سلمي"، داعيًا المجتمع الدولي إلى ممارسة "ضبط النفس العقلاني"، كما أعاد التأكيد على "ضرورة عدم استخدام الأسلحة النووية في الصراع". 

getty

من جانبه، قال ماكرون إنه "لا يمكن أن يكون لدينا أوروبا آمنة ومستقرة طالما بقيت أوكرانيا محتلة"، وأضاف "من غير المقبول أن تقوم دولة عضو في مجلس الأمن الدولي بخرق ميثاق المنظمة الدولية"، لكنه أشار إلى أن "مصلحة الصين ليست في إدامة الحرب، ويمكن لبكين أن تلعب دورًا رئيسيًا في إنهائها".

يشير موقع "Axios" الأمريكي في تقرير، إلى أن ماكرون يعتبر مقترحات شي تظهِر "إرادةً للعب دور مسؤول ومحاولة بناء طريق نحو السلام"، رغم أنها ليست مثالية، حيث ناشد الرئيس الفرنسي نظيره الصيني للاعتراف بمسؤولية روسيا عن بدء الحرب.

يذهب الموقع الأمريكي للقول إن ماكرون على غرار قراره بإجراء مكالمات دورية مع بوتين بعد الغزو، يبدو أنه يراهن على الحديث مع بكين أكثر من محاولات عزلها. فقد صرح الرئيس الفرنسي بعد وصوله إلى بكين، "سنخطئ نحن في أوروبا، بالسماح لروسيا أن تكون الدولة الأوروبية الوحيدة التي تتحدث إلى الصين".

getty

بالمقابل لفت الموقع الأمريكي، إلى أن الرئيس الصيني أثناء ظهوره إلى جانب الرئيس الفرنسي، لم يتزحزح عن أي من مواقفه السابقة بشأن أوكرانيا، ما عدا تصريحه بأنه مستعد لإصدار نداء مشترك مع فرنسا من أجل "التزام المجتمع الدولي بالعقلانية والهدوء".

فيما ذهبت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية للقول، إن شي بدا وكأنه ينفد صبره، حيث أوضح لماكرون بإسهاب "المسؤولية المشتركة لتحقيق السلام". ولم يلمح شي إلى أنه سيستخدم نفوذه من أجل المساعدة في إنهاء الصراع.

وتحدث دبلوماسي فرنسي للصحيفة الأمريكية، أشار إلى أن الجلسة بين شي وماكرون كانت "صريحة وبناءة"، لكن شي أخبر نظيره الفرنسي بأن "هذه الحرب ليست حربه".

getty

وفي السياق، نشر نواه باركين من مؤسسة أبحاث "The German Marshall Fund" تغريدة كشف فيها بأن مستشاري ماكرون ناقشوا عرض صفقة على شي، مفادها: "مقاومة فرنسا للضغط الأمريكي الذي يطالب بفك الارتباط مع الصين إذا استثمرت بكين رأس مال دبلوماسيًا في إحلال السلام في أوكرانيا".

لا جديد في الموقف الصيني 

واعترفت النائبة الفرنسية آن جينيت، التي أجرت أيضًا محادثات يوم الخميس مع المسؤولين الصينيين، بأنه لم يكن هناك "مفاجآت في الموقف الصيني بشأن أوكرانيا"، لكنها قالت إنه ما يزال من المفيد إرساء بعض الأسس بشأن هذه القضية. 

قال الأستاذ المشارك في العلاقات الدولية في مدرسة إس راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة لي مينجيانغ: "تأمل بكين أن يتمكن ماكرون من لعب دور في استقرار العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين، هذا هدف دبلوماسي مهم للغاية بالنسبة للصين في سياق تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة وجهود واشنطن في حشد حلفائها وشركائها ضد الصين".

getty

أمّا فون دير لاين، فقد أنهت زيارتها يوم الخميس، وتلقت استقبالًا أكثر برودة من ماكرون بسبب تصريحاتها ضد الصين الأسبوع الماضي محذرة من أن بكين تحاول بناء نظام عالمي بديل من شأنه أن يضع الأمن قبل حقوق الإنسان. في توبيخ واضح، قال الرئيس الصيني لفون دير لاين إن على الاتحاد الأوروبي "تجنب سوء الفهم وسوء التقدير".

فون دير لاين، فقد أنهت زيارتها يوم الخميس، وتلقت استقبالًا أكثر برودة من ماكرون

كما ستتواصل الاجتماعات بين الصين والاتحاد الأوروبي في الأسابيع المقبلة، حيث من المقرر أن يصل منسق السياسة الخارجية جوزيب بوريل ووزير الخارجية الألماني إلى بكين.