26-نوفمبر-2016

يسعى المستثمرون السوريون في تركيا لتوظيف أموالهم في الولايات ذات التواجد السوري(كريس ماكغراث/Getty)

مع تصاعد وتيرة الحرب الدائرة في سوريا، خلال العامين الفائتين، واستهداف النظام السوري للبنى التحتية في المناطق الخارجة عن سيطرته، بدأ السوريون من أصحاب الأموال المحدودة باللجوء إلى دول الجوار، سعيًا منهم لإيجاد فرصة في حياة أفضل، بعد تعذّر الاستمرار في مشاريعهم الصغيرة، في محاولة منهم للحصول على حياة أكثر أمنًا، وكان من بين هذه الدول تركيا، التي استطاعوا فيها الاستفادة من بعض الفرص المساعدة على إنشاء مشاريعهم.

يهدف مشروع "رخصتي" إلى مساعدة السوريين أصحاب المشاريع الصغيرة على استكمال إجراءات الترخيص والتسجيل القانونية في تركيا

وفي إطار المنح المقدمة من المنظمات غير الحكومية للسوريين في بلاد الشتات، أطلق "المنتدى الاقتصادي السوري" في مدينة "غازي عنتاب" جنوب تركيا، مشروع "رخصتي" بهدف مساعدة السوريين أصحاب المشاريع الصغيرة على استكمال إجراءات الترخيص والتسجيل القانونية في تركيا.

اقرأ/ي أيضًا: قرار تركي "مجحف" بترحيل آلاف السيارات السورية!

وبسبب موقع "عنتاب" الذي يجعلها تبعد مسافة ساعة عن معبر "باب السلامة" الحدودي مع سوريا، شهدت المدينة موجة نزوح للسوريين القادمين من مدن الشمال، بعد تقدم ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية"، واستخدام النظام لكافة الأسلحة المتوفرة لديه في قصفها، وكان من بينها البراميل المتفجرة، ما جعلهم يقصدون المدينة الحدودية لتأسيس مشاريعهم الصغيرة.

"المنتدى الاقتصادي السوري"، تحدث في الشريط الترويجي لمشروع "رخصتي" عن وجود أكثر من 1500 مشروع سوري، حصل منها ما يقارب 480 مشروعًا على تراخيص من الحكومة التركية، فيما لا يزال يعاني معظم أصحاب المحال والمهن التجارية، من تعرضهم في بعض الأحيان للإغلاق، في حال لم يكن لديهم ترخيص قانوني.

يقدم "المنتدى الاقتصادي السوري" في المنحة، فرصة للسوريين المقيمين في "عنتاب"، ولديهم مشاريع صغيرة، للحصول على ترخيص من الدوائر التركية المعنية في هذا الشأن، من خلال إرشاده لخطوات التسجيل، وتسديد كافة الرسوم المالية للمرة الأولى، بعد أن يتم إرشاد من تم حصولهم على المنحة لكيفية استكمال الأوراق المطلوبة.

إذ تكمن أهمية المنحة المقدمة من قبل المنتدى، إضافة للمساعدة في الحصول على ترخيص، أنها تتيح للحاصلين على "رخصتي" الاستفادة من الميزات المقدمة من الحكومة التركية، وتساعدهم في توسيع مشاريعهم إذا ما أرادوا ذلك مستقبلًا، من ضمنها معاملتهم كأصحاب مهنة واستثمار.

وفي ضمن الإطار، عقد المنتدى الاقتصادي، الجمعة الفائت، في المدينة عينها مؤتمرًا بعنوان "نحو استدامة المشاريع الريادية للسوريين في مدينة غازي عنتاب"، أوصى من خلاله رواد الأعمال السوريين بالاستفادة من "البيئة الاستثمارية والقوانين التشجيعية التي تقدمها الحكومة التركية"، إضافة لـ"المشاركة الفاعلة والاستجابة لدعوات السلطات المحلية، والإسراع في عملية الترخيص وتخفيف الأعباء عن كاهل الحكومة التركية".

يقدر إجمالي استثمارات الشركات السورية في الولايات التركية بسبعمائة مليون ليرة تركية، أي ما يعادل 350 مليون دولار أمريكي

اقرأ/ي أيضًا: عربات الجر.. مصدر رزق للسوريين في تركيا

وكالة "الأناضول" التركية بدورها، نقلت في منتصف الشهر الجاري، عن مؤتمر صحفي لتشاغري بولوت، الذي عرفت عنه أنه مساعد دكتور في جامعة "ياشار" في ولاية "إزمير" غرب تركيا، إحصائية تقول إن إجمالي استثمارات الشركات السورية في الولايات التركية بلغ سبعمائة مليون ليرة تركية، أي ما يعادل 350 مليون دولار أمريكي.

وأشار بولوت في تصريحاته المرتبطة باستثمارات السوريين في تركيا إلى إمكانية "إصدار قوانين جديدة تتعلق بالأجانب واستثماراتهم، ومن الممكن أن يتم تمويل المشاريع الصغيرة التي يقوم بها السوريون المقيمون داخل تركيا".

ويسعى المستثمرون السوريون في تركيا لاستثمار أموالهم في الولايات ذات التواجد السوري، كون المنتج المعروض في الأسواق يشهد إقبالًا سوريًا، لذلك نجد معظم الاستثمارات تنشط في المدن الحدودية مع سوريا، أو التي تقع قربها، لاستقرار معظم اللاجئين فيها، وذلك ناتج عن رخص المعيشة قياسًا بالولايات السياحية.

اقرأ/ي أيضًا: 

"المونة" السورية.. تنعش حياة اللاجئين في تركيا

تركيا.. السوريون يلتحقون بالثانويات المهنية