05-فبراير-2024
قصف إسرائيلي على قرى في جنوب لبنان (AFP)

(AFP) قصف إسرائيلي على قرى في جنوب لبنان

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن خطة طرحها المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان، آموس هوكستين، لتسوية من مرحلتين لوقف التصعيد على الحدود الشمالية بين فلسطين المحتلة ولبنان.

وبحسب صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية، فقد عرض المبعوث الأمريكي خطة التسوية خلال لقاءه مع مسؤولين سياسيين وأمنيين إسرائيليين.

وتشمل التسوية مرحلتين: في الأولى ستتوقف أعمال حزب الله الحربية على الحدود الشمالية، وسيعود المستوطنون الإسرائيليون إلى منازلهم. وسيكون هناك انتشار واسع للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في جنوب لبنان وعلى طول الحدود.

وفي المرحلة الثانية، ستبدأ مفاوضات لتحديد الحدود البرية بما في ذلك مناقشة نقاط الخلاف الـ 13. كما ستدرس الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إعطاء اللبنانيين مساعدات اقتصادية.

ووفقًا للصحيفة العبرية، فقد حصل هوكستين على ضوء أخضر لتسوية من لبنان لكن من غير الواضح ما إذا كان حزب الله قد وافق عليها.

وطلب المبعوث الأمريكي الذي التقى في اليوم الأخير من زيارته لإسرائيل الرئيس يتسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت والوزير بيني غانتس، منح خطته فرصة.

وخلال اللقاء الذي جمعه مع هوكستين، أوضح غالانت أن "إسرائيل" ملتزمة بتهدئة الوضع الأمني ​​في المنطقة الشمالية، بما يسمح بعودة سكان مستوطنات الشمال إلى منازلهم بعد زوال التهديد الناجم عن إطلاق الصواريخ والنار بشكل مباشر من الأراضي اللبنانية.

كشف مسؤول إسرائيلي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "فرصة التوصل إلى تسوية سياسية في الشمال، تدفع حزب الله نحو شمال الليطاني، تبلغ حاليًا 30 %"

وناقش الوزير الإسرائيلي والمبعوث الأمريكي الخيارات المختلفة لتعزيز السبل السياسية التي ستؤدي إلى إنهاء النزاع على الحدود الشمالية. وأكد غالانت أن التزام "إسرائيل تجاه سكان الشمال أكبر من أي التزام آخر"، وقال: إن "إسرائيل مستعدة لحل الأزمة سياسيًا، لكنها مستعدة لأي احتمال آخر".

من جهته، أعرب رئيس معسكر الدولة، بيني غانتس، خلال لقائه مع هوكستين، عن "تقديره للجهود المبذولة، والدور المهم الذي تلعبه الولايات المتحدة في التعامل مع التحديات التي تشهدها المنطقة في هذا الوقت".

وذكر مكتب غانتس أن الوزير أخبر المبعوث الأمريكي أنه يعتبر "الدولة اللبنانية مسؤولة عن الإرهاب الذي ينطلق من أراضيها، وأن إسرائيل ستوسع وتعمق نشاطها العسكري لإزالة هذا التهديد، ما لم يقم المجتمع الدولي ولبنان بإزالته، بغض النظر عن تطورات الحرب في الجنوب".

من جهته، كشف مسؤول إسرائيلي لـ"يديعوت أحرونوت" أن "فرصة التوصل إلى تسوية سياسية في الشمال تدفع حزب الله نحو شمال الليطاني، تبلغ حاليًا 30 %". 

وبحسبه فإن "إسرائيل مستمرة في إعطاء الفرصة للتحرك السياسي، ورغم التشكيك تأمل أن يأتي بنتائج". 

وبالتزامن مع زيارة هوكستين، استمر التصعيد على الحدود الشمالية. فقد أطلق 18 إنذارًا، بالإضافة إلى 4 تحذيرات متعلقة بإطلاق صواريخ.  وأعلن حزب الله مسؤوليته عن 6 عمليات إطلاق نار تجاه المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة، وفي الوقت نفسه، تم الإبلاغ عن هجمات إسرائيلية داخل جنوب لبنان، حيث ذكرت مصادر إعلامية لبنانية عن هجوم بطائرة مسيّرة استهدف منزلًا في بلدة بليدا بجنوب لبنان.

وفي هذا السياق، وخلال جولة على الحدود الشمالية نهاية الأسبوع الماضي، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت: إن "إسرائيل لن توقف إطلاق النار في الشمال ضد حزب الله، حتى لو توقف إطلاق النار في قطاع غزة".

موضحًا: إذا "كان حزب الله يعتقد أنه عندما يكون هناك وقف لإطلاق النار في الجنوب، فسوف نتوقف عن إطلاق النار عليه، فهذا خطأ كبير. وأنا أقول هنا صراحة، طالما أننا لم نصل إلى وضع يمكن أن يعيش فيه سكان الشمال بأمان، لن نتوقف".

وبحسب صحيفة "يديعوت احرونوت"، فإن تصريحات غالانت تكشف معارضته لموقف الحكومة الإسرائيلية الملتزم بوقف إطلاق النار على الحدود الشمالية بالتزامن مع التهدئة في غزة، وهو ما عبّر عنه الآن علنًا وبشكل مسبق. الأمر الذي قد يواجه بمعارضة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي قد يرغب مثل المرة السابقة أن يشمل وقف إطلاق النار الجبهتين. وكان نتنياهو معارضًا منذ البداية العمل العسكري ضد حزب الله مع انطلاق العدوان على غزة، رغم طلب غالانت ذلك، وبناءً على ضغوط أمريكية فرنسية بعدم الدخول في مواجهة عسكرية مع الحزب.

بدوره قدم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، عرضًا للتطورات على الحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان، إذا قال إن القوات الإسرائيلية هاجمت أكثر من 50 هدفًا لحزب الله في سوريا و3400 هدفًا في لبنان منذ بدء الحرب على غزة قبل نحو 4 أشهر.

وأضاف هاغاري في تصريحات أدلى بها السبت: إن "إسرائيل قامت بتدمير 150 خلية تابعة لحزب الله في لبنان، ومقتل 200 عنصرًا خلال هذه الضربات".

وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إلى أنه مع بداية الحرب كان حزب الله يحاول صرف انتباه الجيش عن القتال في غزة، وذلك عبر إطلاق النار على الحدود الشمالية والتنفيذ العديد من العمليات، مؤكدًا أنه على مدى الأشهر الأربعة الماضية شن الجيش الإسرائيلي "حربًا مكثفة للغاية على الجبهة الشمالية بهدف إعادة رسم الحدود الشمالية".

في المقابل، تشير تقديرات المؤسسة الأمنية إلى أن حزب الله في معركته مع الجيش الإسرائيلي، منذ بداية الحرب، لم يستخدم سوى حوالي 5 % من قوته. وفي هذه الحالة تقول التقديرات أن مستوطني الشمال سيبقون كنازحين في عمق "إسرائيل" خلال عام 2024.

كما لفتت صحيفة "يديعوت احرنوت" إلى رسائل بدأت تنتشر خلال الأيام الأخيرة، على شبكات التواصل الاجتماعي مصدرها أحزاب يمينية، تحذر من كارثة غير مسبوقة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، إذا دخلت "إسرائيل" في حرب ضد حزب الله. وأشارت هذه الرسائل التي تأتي من شخصيات يمينية، إلى أن حزب الله يمتلك آلاف الصواريخ الدقيقة من مختلف الأنواع التي يمكن أن تعيث دمارًا داخل المدن الإسرائيلية.