03-فبراير-2024
حرب بين إسرائيل وحزب الله

(Getty) تسعى إسرائيل للتوصل إلى اتفاق يعيد حزب الله إلى ما وراء الليطاني

تواصل المستويات السياسية في إسرائيل، التهديد بتنفيذ حرب واسعة في على الجبهة الشمالية، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة المواجهة، وتنفيذ حزب الله اللبناني عدة عمليات. لكنّ كل التقديرات تتحدث عن رغبة إسرائيلية في التوصل إلى اتفاق وتجنب الحرب، رغم القناعة بصعوبة الوصول لهذا الاتفاق، في الفترة الحالية.

وخلال جولة على الحدود الشمالية، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، إن "إسرائيل لن توقف إطلاق النار في الشمال ضد حزب الله، حتى لو توقف إطلاق النار في قطاع غزة". موضحًا: "إذا كان حزب الله يعتقد أنه عندما يكون هناك وقف لإطلاق النار في الجنوب، فسوف نتوقف عن إطلاق النار عليه، فهذا خطأ كبير. وأنا أقول هنا صراحة - طالما أننا لم نصل إلى وضع يمكن أن يعيش فيه سكان الشمال [مستوطنو الشمال] بأمان، لن نتوقف"، وفق تعبيره.

قال مسؤول إسرائيلي لـ"يديعوت أحرونوت"، إن "فرصة التوصل إلى تسوية سياسية في الشمال، تدفع حزب الله نحو شمال الليطاني، تبلغ حاليًا 30%"

ومع ذلك، لم يحسم غالانت التوجه نحو الحرب، قائلًا: "نحن نقوم بثلاثة جهود مهمة في الشمال، الجهد السياسي، وهو جهد حاسم. لقد تحدثت أمس مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، وتحدثنا عن جهد استعادة الأمن والسلام في المنطقة. والجهد الثاني هو المدني، والثالث هو جاهزية الجيش الإسرائيلي على طول القطاع الشمالي، في مواجهة الجولان وفي مواجهة لبنان".

وأضاف غالانت: "القوات في حالة تأهب قصوى ومستعدة على نطاق واسع. أنوف الطائرات موجهة شمالًا تحسبًا لأي حادث قد يحدث"، وفق تعبيره.

وفي السياق نفسه، قال مسؤول إسرائيلي لـ"يديعوت أحرونوت"، إن "فرصة التوصل إلى تسوية سياسية في الشمال، تدفع حزب الله نحو شمال الليطاني، تبلغ حاليًا 30%". 

وبحسب قوله فإن "إسرائيل مستمرة في إعطاء الفرصة للتحرك السياسي، ورغم التشكيك تأمل أن يأتي بنتائج". 

ومن المقرر زيارة مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن، عاموس هوكستين، إلى إسرائيل الأسبوع المقبل، من أجل مناقشة هذا الملف.

ووفق التقديرات الإسرائيلية، فإن "القلق الإسرائيلي من السيناريو الذي تؤدي فيه صفقة التبادل مع حماس، التي ستؤدي إلى هدنة في قطاع غزة، إلى قيام حزب الله بإيقاف النار، كما كان الحال في الصفقة الأولى". وتعتبر إسرائيل هذا السيناريو "مشكلة صعبة، باعتبار أنها ستفشل في إعادة المستوطنات، طالما بقي حزب الله على الحدود".

بناءً على ما سبق، قال المسؤول الإسرائيلي "يجب على إسرائيل الاستمرار في العمليات"، موضحًا: "يجب ألا نوافق على الدخول في هذا الفخ، حتى لو فعل حزب الله ذلك. لن يوافق السكان على العودة إلى منازلهم إذا لم ينسحب حزب الله بشكل كبير من السياج. ولن يقرروا متى سنوقف إطلاق النار، ويجب ألا نتوقف تحت أي ظرف من الظروف، حتى يتم التوصل إلى اتفاق".

أشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن "لا حزب الله ولا إسرائيل، يرغبان في الحرب"، مضيفًا: "كدليل على ذلك، أظهر كل من الجيش الإسرائيلي وحزب الله 5% فقط من قدراتهما في الأشهر الأخيرة".

يشار إلى أن مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن، يبحث في هذا الملف، بالإضافة إلى فرنسا، لكنها لا تناقش الملف نيابة عن إسرائيل، وفق ما يشار في الإعلام الإسرائيلي.

وفي وقت سابق، قال وزير الأمن يوآف غالانت لوفد سفراء الأمم المتحدة، إن "الفترة الزمنية للعمل الإسرائيلي لإعادة 80 ألف شخص تم إجلاؤهم من الشمال إلى منازلهم تصبح أقصر فأقصر. وفي الوقت نفسه يتم تعزيز الاستعداد للخيار العسكري".

وعلى الصعيد نفسه، أجرى رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي، يوم الخميس، تقييمًا على الحدود اللبنانية مع قائد القيادة الشمالية في جيش الاحتلال أوري غوردين، وقائد الفرقة 91 شاي كلابر. 

وقال هليفي: "لن نعيد السكان إلا عندما يكون الوضع آمنًا هنا. وهذا يتطلب الاحترافية والجاهزية والصبر منا".

وفي نهاية الشهر الماضي، كشف عن قيام جيش الاحتلال، بتقليص تواجده داخل المستوطنات الشمالية. ترافق ذلك مع اعتراف الجيش الإسرائيلي لأول مرة بتواجده داخل المستوطنات، معتبرًا أن الهدف من هذه الخطوة "منع حزب الله من إلحاق الضرر بالمنازل، التي يتواجد الجنود داخلها أو بالقرب منها".

وقال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي ردا على ذلك: "ليس هناك تغيير في ترتيب القوات في المستوطنات، ولكن في طريقة انتشارها في المنطقة".

وفي مقابلة حديثة مع زعيم حزب "يسرائيل بيتنو" أفيغدور ليبرمان، اعتبر أن نتنياهو لن يسعى إلى حرب مع حزب الله.

في نهاية الشهر الماضي، كشف عن قيام جيش الاحتلال، بتقليص تواجده داخل المستوطنات الشمالية

وقال ليبرمان: "من الواضح بالنسبة لي أن نتنياهو قرر التقاعد. يريد التوصل إلى سلام مع السعودية، ليكون هذا إرثه، وحتى لا يذكره التاريخ باعتباره المسؤول عن الفشل الكبير في إسرائيل. ولن يخاطر في حرب في الشمال. سيسعى جاهدًا من أجل التوصل إلى تسوية دبلوماسية تشتري السلام لفترة محدودة في الشمال، ويتوصل إلى اتفاق سلام السعودية من أجل إرثه ويتقاعد"، وفق قوله.

ومنذ شهر تشرين الأول/أكتوبر، نفذ جيش الاحتلال أكثر من 650 غارة على مواقع داخل لبنان، فيما نفذ حوالي 800 عملية تجاه قوات جيش الاحتلال.