04-فبراير-2024
العدوان على غزة متواصل

(Getty) لا تزال إسرائيل بعيدة عن تحقيق أهدافها من الحرب على غزة

تسعى "إسرائيل"، منذ بداية حربها على قطاع غزة قبل 121 يومًا، إلى تفكيك لواء شمال غزة بهدف بسط سيطرتها على مناطق شمال القطاع. وسبق أن ادعى قادة جيش الاحتلال تفكيك اللواء وكامل البنية العسكرية لـ"كتائب القسام" في المنطقة. كما ادعى المتحدث باسمه تصفية 4 من قادة اللواء، زاعمًا أنه لم يتبق من قادته سوى 3، يتقدّمهم قائده عز الدين الحداد.

لكن استمرار "كتائب القسام" في استهداف جنود الاحتلال شمال قطاع غزة، أثبت كذب ادعاءات الجيش الإسرائيلي بتفكيك اللواء والبنية العسكرية للكتائب بالمناطق الشمالية، ما دفع به للعودة إلى تلك المناطق، ووضعِ قائد اللواء هدفًا للاغتيال كونه الشخص المسؤول عن إعادة بناء قدرات المقاومة شمال غزة.

يشير الوضع الميداني الراهن في شمال قطاع غزة إلى أن "إسرائيل" لا تزال بعيدة عن تحقيق أهدافها المعلنة من الحرب

ومنذ عدة أيام، كثّف جيش الاحتلال قصفه على شمال غزة بالتزامن مع توغل قواته فيها مجدّدًا. وذكرت وسائل إعلام عبرية بأن تقديراته تُشير إلى أن عملية إعادة السيطرة على المنطقة، تحتاج إلى أسبوعين على الأقل.

وأفادت إذاعة جيش الاحتلال، قبل أيام، بأن الأخير يسعى إلى تعزيز وجوده شمال قطاع غزة خلال الأسابيع المقبلة بهدف محاولة التصدي لإعادة انتشار "حماس" بالمنطقة.

ويواجه جيش الاحتلال صعوبة بالغة في إبقاء قواته شمال قطاع غزة بسبب استهدافها من قِبل فصائل المقاومة، التي كبّدتها خسائر فادحة خلال الأيام الماضية، ما أثبت أن تفكيك البنية العسكرية لـ"حركة حماس" شمال غزة، كان مجرد دعاية إعلامية أرادت "إسرائيل" من خلالها رفع معنويات الإسرائيليين.

وكشفت الضربات التي تلقاها الجيش الإسرائيلي بأن "كتائب القسام" عادت إلى الانتشار في المناطق الشمالية من قطاع غزة، وبسطت سيطرتها عليها، بمجرد انسحاب قواته منها.

وتشير العديد من الصحف والمواقع الإسرائيلية والعالمية إلى أن الوضع الميداني الراهن شمال غزة وضع قادة جيش الاحتلال أمام خيارين، وهما الإبقاء على بعض قواته فيها، ما يعني التعرض للمزيد من الخسائر البشرية التي لا بد أن تؤثر على مجريات الحرب، وتؤجج غضب الإسرائيليين. أو الانسحاب منها، وبالتالي عودة "كتائب القسام" إليها مجدّدًا، ما يتطلّب العودة للقتال في تلك المناطق مرة أخرى، وإطالة أمد الحرب.

ويؤكد هذا التخبط في التعامل مع ملف شمال قطاع غزة، عدم وجود استراتيجية واضحة للتعامل مع المناطق التي تّدعي قوات الاحتلال فرض سيطرتها عليها بشكل كامل.

كما يشير إلى أن عملية تفكيك البنية العسكرية للمقاومة في خانيونس، جنوب قطاع غزة، ستكون أشد صعوبة مما هو الوضع شمال غزة، ما يعني أن "إسرائيل" لا تزال بعيدة عن تحقيق أهدافها المعلنة من الحرب على قطاع غزة.