05-فبراير-2024
زيارة بلينكن الجديدة إلى المنطقة

(Getty) الزيارة ستبدأ بنقاش الحرب في غزة وتصل إلى التطبيع مع إسرائيل

يصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى المنطقة في زيارته الخامسة منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إذ ستبدأ الزيارة من السعودية، ومن ثم مصر وقطر وإسرائيل والضفة الغربية.

وتأتي زيارة بلينكن بعد أن نفذت الولايات المتحدة "ضربات انتقامية" ضد مجموعات متحالفة مع إيران العراق وسوريا، وعلى وقع هجمات جوية مستمرة على جماعة أنصار الله الحوثيين.

ستكون قضية المساعدات إلى غزة وصفقة التبادل من الملفات البارزة في المباحثات

وتسعى الزيارة إلى مناقشة قضية صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، مع تقديم اتفاق إطاري تبحثه فصائل المقاومة، كما تتزامن مع فرض إدارة بايدن عقوبات على عدد من المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين.

وقال بلينكن، الذي تحدث يوم الإثنين، بعد اجتماعه في واشنطن مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن هناك "أملًا حقيقيًا" في نجاح "الاقتراح الجيد والقوي [للتهدئة]"، وفق قوله.

من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إن بلينكن سيضغط على إسرائيل للسماح بمزيد من وصول الغذاء والماء والدواء والمأوى إلى غزة.

وأضاف سوليفان: "ستكون هذه على رأس أولوياته عندما يرى الحكومة الإسرائيلية، أن احتياجات الشعب الفلسطيني هي الشيء الذي سيكون في مقدمة ومركز النهج الأمريكي".

من جانبه، قال مسؤول أمريكي، إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن سيتحدث مع الدول العربية، بشأن العمل الفوري على الأولويات بما في ذلك إعادة إعمار غزة والسعي لإقامة دولة فلسطينية إذا قبلت إسرائيل وحماس اتفاق التبادل.

وأضاف المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأميركية لـ"موقع المونتيور"، إنه "من المستحيل القول ما إذا كنا سنحقق انفراجة"، مكررًا الموقف الأمريكي العلني بأن "الكرة الآن في ملعب حماس"، وفق قوله.

وأشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي، يسعى إلى "وضع الأساس للعمل فورًا بعد أي توقف للحرب"، موضحًا: "إذا حصلنا على هدنة إنسانية، نريد أن نكون في وضع يسمح لنا بالتحرك بأسرع ما يمكن في مختلف أجزاء (اليوم) التالي".

وفي السياق نفسه، أكدت مصادر في المقاومة الفلسطينية لـ"العربي الجديد"، عن أن القضية الأساسية التي يتم بحثها في للرد على مقترح باريس، تربط في "الضمانات" المطلوبة، من أجل التأكيد على نهاية العدوان على قطاع غزة، وعدم عودة إسرائيل للحرب بعد انتهاء مراحل التبادل.

عودة إلى التطبيع

وبحسب المسؤول الأمريكي، فإن "الهدف الرئيسي الآخر الذي سيناقشه بلينكن هو التطبيع العربي مع إسرائيل".

وقال بلينكن، الذي من المتوقع أن يجتمع مرة أخرى مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في رحلته الأخيرة في يناير/كانون الثاني، إنه لا يزال هناك "اهتمام واضح" من جانب الرياض بالتطبيع مع إسرائيل.

وخلال الشهر الماضي، كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، عن اجتماع أمني سري، جمع السعودية والأردن ومصر والسلطة الفلسطينية، من أجل مناقشة "تنسيق خطط اليوم التالي للحرب، وطرق إشراك السلطة الفلسطينية المتجددة في حكم قطاع غزة"، ما بعد العدوان على الإسرائيلي على القطاع.

وقال مستشار الأمن الوطني السعودي مساعد بن محمد العيبان خلال اللقاء إن "المملكة لا تزال مهتمة بالمضي قدمًا في التطبيع مع إسرائيل مقابل خطوات عملية وغير قابلة للنقض من جانب إسرائيل، من شأنها أن تمهد الطريق نحو إقامة دولة فلسطينية، حتى لو لم تكن هذه الدولة ممكنة على الفور"، بحسب ما ورد في "أكسيوس".

وقبل أيام، قالت ثلاثة مصادر لـ"رويترز" إن السعودية ستكون مستعدة لقبول التزام سياسي من إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية، بدلًا من أي شيء أكثر إلزامًا، في محاولة للحصول على موافقة على اتفاق دفاعي مع واشنطن قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وبحسب مصادر إسرائيلية، تعمل الولايات المتحدة أيضًا على تطوير "مجموعة اتصال" مع حلفائها في الشرق الأوسط، حسبما قال مسؤول في إدارة بايدن ودبلوماسي عربي كبير لتايمز أوف إسرائيل.

وقال المسؤول في الإدارة الأمريكية إن "الولايات المتحدة تطلب من أصحاب المصلحة الإقليميين أن يلعبوا دورًا في إعادة إعمار وإدارة غزة بعد الحرب، وتأمل أن تسمح مجموعة الاتصال بطرح الأفكار وتقديمها في منتدى واحد".

قال مسؤول أمريكي: إن وزير الخارجية الأمريكي يسعى إلى "وضع الأساس للعمل فورًا بعد أي توقف للحرب"

وقال الدبلوماسي العربي، إن إدارة بايدن تأمل أنه من خلال إنشاء مجموعة الاتصال، أن "يمكنها توحيد المنطقة حول خطة ما بعد الحرب التي يمكن بعد ذلك نقلها إلى نتنياهو. ومن بين الأفكار التي تتم مناقشتها تغييرات في السلطة الفلسطينية من شأنها أن تضعف قبضة عباس على السلطة، والمال لإعادة بناء قطاع غزة المدمر والعلاقات المنشودة منذ فترة طويلة بين تل أبيب والرياض"، وفق قوله.

وأوضح الدبلوماسي أن ذلك "سيشمل إعادة إعمار غزة، وإصلاح السلطة الفلسطينية، وخلق طريق إلى دولة فلسطينية، واتفاق تطبيع سعودي".