30-أبريل-2019

من تدريبات نجوم أياكس أمستردام في ملعب توتنهام الجديد (Getty)

تترقّب جماهير كرة القدم في العالم افتتاح مباريات الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا ليلة اليوم الثلاثاء، حيث يواجه توتنهام الإنجليزي ضيفه أياكس أمستردام الهولندي على ملعب وايت هارت لين، وعينه على حسم مبكّر يكفل لكتيبة المدرّب بوكيتينيو ضمان الوصول للمباراة النهائيّة، فيما يسعى أياكس لمواصلة نتائجه المتميّزة خارج ميدانه في الأدوار الإقصائيّة من البطولة الأوروبية، فمن هزم ريال مدريد ويوفنتوس في عقر دارهم لن يصعب عليه تكرار الإنجاز أمام توتنهام.

أقصى أياكس ريال مدريد بطل أوروبا الأزلي

لم يدر في خُلد أحد أن مغامرة أياكس أمستردام في دوري الأبطال ستصل إلى مربّع الكبار، فالفريق الهولندي خاض أدوار البطولة التأهيليّة بفريقه الشاب، وحقّق المعجزات الكرويّة واحدة تلو الأخرى، إلى أن ضربت موعدًا تاريخيًا مع توتنهام في نصف نهائي دوري الأبطال.

يغيب عن توتنهام قائده هاري كين بسبب الإصابة ونجمه الكوري سون بسبب الإيقاف، فيما يتطلّع أياكس لتحقيق نتيجة تقرّبه من النهائي الحلم

بدأت أولى خطوات المسير الهولندي الطويل في التصفيات التأهيلية المبكّرة لدوري الأبطال، إذ كان على لاعبي المدرّب إيريك تين هاج تخطّي ثلاثة أدوار حتّى ينجح في الوصول لدور المجموعات، وفي أولى مهامه تخطّى شتورم غرانس النمساوي ذهابًا وإيابًا، لكنّ المهمّة التالية كانت أصعب من سابقتها، فالفريق الهولندي سيواجه أحد قطبي الأندية البلجيكية ستاندارد دو لييج. فرّط أياكس بانتصار كان بالمتناول في بلجيكا فانتهى لقاء الذهاب بالتعادل 2-2، لكنّه انفجر إيابًا ودكّ الشباك البلجيكية بثلاثة أهداف نظيفة إياباً. مهمّة الوصول إلى دور المجموعات أصبحت أقرب مع فريق أصعب من سابقيه، الخصم هنا دينامو كييف الأوكراني، استطاع رفاق النجم المغربي حكيم زياش أن يضعوا قدمًا لهم في دور المجموعات بعد فوز كبير بثلاثة أهداف لواحد في مواجهة الذهاب، وأنهوا المهمّة بنجاح في كييف بعدما انتهت المباراة بالتعادل، فرح الهولنديون كثيرًا على الوصول لدور المجموعات، لم يُدركوا حينها أن سقف طموحات فريقهم سيكون أعلى بكثير من ذلك.

اقرأ/ي أيضًا: مفاجأة مدوّية لأياكس في تورينو.. ولا مكان لمعجزات اليونايتد في برشلونة

إذ رافق الفريق الهولندي بايرن ميونيخ إلى دور الستة عشر دون أن يتلقّى أي هزيمة، فتفوّق على بنفيكا وآيك أثينا وتعادل مع العملاق البافاري ذهابًا وإيابًا، قبل أن يضرب موعدًا في الدور التالي مع ريال مدريد بطل أوروبا الأزلي، وحينها تلقّى خسارته الوحيدة في ميدانه أمام حامل اللقب، وردّ عليها برباعيّة تاريخية غيّرت تاريخ كرة القدم إثر إقصاء حامل اللقب في السنوات الثلاث الماضية. وفي دور الثمانية كان على أياكس أن يواجه فريقًا مرشّحًا بقوّة للقب بسبب تعطّشه الكبير لرفع الكأس، لكنّ شباب أياكس أصابوا السيدّة العجوز بالعجز، وقهروا أليغري في تورينو محقّقين فوزهم الثالث على التوالي خارج ميدانهم بالبطولة.

تفوّق أياكس على يوفنتوس في دور الثمانية

أيامٌ ذهبيّة يعيشها الفريق الشاب، ومفصليّة في الوقت عينه، لأن أياكس بات قريبًا جدًّا من حصد لقب بطولة الدوري الهولندي قبل جولتين من نهاية المسابقة، متفوّقًا على غريمه التقليدي آيندهوفن بفارق الأهداف، كذلك سيتوجّب عليه خوض نهائي كأس هولندا الأحد القادم بمواجهة فيليم المتواضع، ما يعني أن الأمور تسير بشكل واضح لتحقيق ثنائيّة الدوري والكأس لصالح فريق العاصمة الهولندي، ولن يفصلهم عن التفكير في تحقيق الثلاثية التاريخية سوى خصمهم الإنجليزي توتنهام.

اقرأ/ي أيضًا: توتنهام بطلًا لملحمة الموسم.. وليفربول يضرب موعدًا مع برشلونة

لا تقلّ مسيرة توتنهام نحو الدور نصف النهائي إثارة عن نظيره الهولندي، لأن رفاق هاري كين رغم ضمانهم اللعب مباشرة في دور المجموعات، تعرّضت حظوظهم في الوصول إلى الدور التالي لنكسات مبكّرة جعلت الغالبية تسلّم بوداعهم للبطولة، حيث لقي الفريق هزيمتين متتاليتين أمام منافسيه المباشرين على بطاقة التأهّل لدور الستة عشر، فخسر تفوّقه على إنتر ميلان بهدف، وتلقّى هدفين قاتلين في الدقائق الأربع الأخيرة، ومُني بهزيمة أخرى أمام برشلونة. وعندما أراد أن يعوّض كلّ ذلك فرّط بفوز كان بالمتناول أمام آيندهوفن الهولندي، ليُنهي بوكيتينيو ذهاب دور المجموعات بنقطة وحيدة، متخلّفًا عن إنتر ميلان بخمس نقاط، وعن البارسا بثمانية، وهنا رفض بوكيتينيو الاستسلام، فسخر الجميع من أحلامه.

أقصى توتنهام مانشستر سيتي بمباراة مجنونة

لكنّ الأقدار بدأت تبتسم لتوتنهام مع بداية مواجهات الإياب، فاستطاع هاري كين أن يقود فريقه للانتصار في الدقيقة الأخيرة أمام آيندهوفن، وكانت دقائق المباراة الأخيرة مع إنترميلان كفيلة بتسجيل إيريكسن هدف الانتصار الوحيد، ونجح بوكيتينو في اقتناص نقطة من ملعب كامب نو أهّلتهم لدور الستة عشر، وهناك انفجر الفريق أمام دورتموند وانتصروا عليه ذهابًا وإيابًا، وواصلوا تألّقهم في دور الثمانية أمام مانشستر سيتي، فبعد فوز صعب ذهابًا بهدف وحيد، استطاعوا أن يخرجوا بنتيجة الخسارة 4-3، وهو ما يكفل تأهّلهم لدور نصف النهائي، في مباراة مجنونة شهدت تسجيل 5 أهداف في أوّل 20 دقيقة، وأنقذت بها تقنيّة "الفار" بوكيتينيو وجعلته يواصل العيش في أحلام واقعيّة.

ما يصعّب مواجهة أياكس آمستردام وتوتنهام هو فقدان الفريقين لعامل المفاجأة الذي وقعت به الخصوم في الأدوار السابقة، وما يزيد اللقاء جماليّة هو اعتماد الفريقين على أسلوب اللعب الجماعي، فتوتنهام ليس بالفريق الذي يكسره غياب نجمه الأوّل، وهو ما ظهر بوضوح بعد إصابة قائده هاري كين، ورغم غياب الكوري سون بداعي الإيقاف فإن بوكيتينيو لن يسلّم الراية في آخر مباريات فريقه الأوروبية على ملعبه هذا الموسم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

توتنهام يتغلب على السيتيزنز.. وليفربول يقترب من مربّع الكبار

خاتمة مفجعة لحقبة ذهبيّة.. أياكس أمستردام يُقصي ريال مدريد من دوري الأبطال