29-يناير-2024
دمار في غزة

(Getty) تريد إسرائيل إلحاق أكبر قدر ممكن من الدمار بقطاع غزة

اعتبرت المحامية الفلسطينية الأمريكية، زها حسن، الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية، الجمعة الفائت، بمثابة تبرئة لـ2.3 مليون فلسطيني محاصرين في "الجحيم" الذي أصبح عليه قطاع غزة، بعد أكثر من 3 أشهر على العدوان الذي خلّف ما يزيد عن 26 ألف شهيد و66 ألف مصاب.

وقالت حسن في مقال نُشر بصحيفة "الغارديان" البريطانية، اليوم الإثنين، إن هذه ليست المرة الأولى التي تُتهم فيها "إسرائيل" بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية – لكنها تُحاكم عليها لأول مرة – مستعيدةً قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي حمّلها مسؤولية أعمال الإبادة الجماعية ضد اللاجئين الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشاتيلا في العاصمة اللبنانية عام 1982، وقد صوّتت على القرار آنذاك 123 دولة، بينما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت.

تتعامل إدارة بايدن مع ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة على أنهم إضرار جانبية لممارسة "إسرائيل" حقها في الدفاع عن النفس

وأضافت أن عدم تحوّل قرار المحكمة إلى هامش آخر في تقاليد الأمم المتحدة، يعتمد على ما ستفعله الدول الأعضاء، سيما الولايات المتحدة، ردًّا على ذلك.

ورأت أن الولايات المتحدة تُحاول جاهدةً عدم الاعتراف بما يجري في غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، وأن الضحايا الفلسطينيين ليسوا في نظر إدارة بايدن سوى "تكلفة مؤسفة" لا يمكن لـ"إسرائيل" تجنبها في سياق ممارستها لحقها بالدفاع عن النفس.

وأبدت كذلك استغرابها من التعامل مع تجويع الفلسطينيين بغزة على أنه من فِعل مجهول، ووصف رفص "إسرائيل" السماح بدخول ما يكفي من المساعدات اللازمة للحياة إلى غزة بأنه "مشكلة لوجستية". وقالت ضمن سياق حديثها عن وقف تمويل دول غربية عدة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بعد ادعاء "إسرائيل" بأن 12 من موظفيها شاركوا في عملية "طوفان الأقصى"، إنه بينما تحقق الوكالة مع موظفيها، يتجاهل العالم ما إذا كانت "إسرائيل" تنتهك القانون الإنساني الدولي وقوانين الحرب.

ورأت أن الولايات المتحدة لا ترغب في إعادة النظر في دعمها المطلق للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وكذلك إنكارها أن ما يحدث إبادة جماعية، لافتةً إلى أنه من المفترض أن يجعل الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية من تجاهل إدارة بايدن لما يحدث أمرًا صعبًا.

وشدّدت حسن على أن "إسرائيل" لا تستطيع تنفيذ قرارات المحكمة الدولية طالما أنها تركّز على إلحاق أقصى ما يمكن من الدمار بقطاع غزة. لكنها أكدت أن الولايات المتحدة لديها القدرة على إلزامها بوقف إطلاق النار: "بدلًا من عرقلة قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، يتعين عليها الآن أن تقود المجلس لتحقيق هذه الغاية".

وأضافت: "بدلًا من تجاوز الكونغرس لإرسال الأسلحة أو المضي قدمًا في مبيعات طائرات عسكرية جديدة لإسرائيل، يجب عليه تعليق جميع عمليات نقل الأسلحة الهجومية"، لافتةً إلى أن "إسرائيل" لن تستطيع خوض حربها دون الولايات المتحدة.

ومع تصاعد أعداد الضحايا، أكدت حسن أن الولايات المتحدة بدأت تفقد مصداقيتها باعتبارها جهة فاعلة لا يمكنها تجاهل ما يحدث، وأنه يجب على إدارة بايدن التحرك لكبح جماح "إسرائيل" لتجنب تهمة التواطؤ ووصمة العار المحتملة بوصفها شريكًا في الإبادة الجماعية. كما لفتت إلى أن فشلها في استخدام نفوذها على "إسرائيل" بينما تواصل الأخيرة تدميرها لغزة وقتل شعبها، سوف يطارد سلوك السياسة الخارجية الأمريكية لعقود طويلة.