12-يوليو-2020

أزمة كبيرة وانقسام تواجههما حملة ترامب الانتخابية (Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير

تخيم حالة من القلق على فريق الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، بما فيهم أعضاء حملته لانتخابات الرئاسة الأمريكية في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر القادم، بسبب تصعيد خطاب الرئيس عبر حسابه الرسمي على منصة تويتر للتواصل الاجتماعي، ما اعتبره مسؤولون في عموم إدارته بمثابة خروج عن النص يقوّض فرص إعادة انتخابه لولاية ثانية في البيت الأبيض.

تخيم حالة من القلق على فريق الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، بما فيهم أعضاء حملته لانتخابات الرئاسة الأمريكية في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر القادم، بسبب تصعيد خطاب الرئيس

ووفقًا لتقرير نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة بوليتيكو الأمريكية فإن حالة من الانقسام تسود فريق حملة الرئيس الانتخابية بالاشتراك مع مسؤولين في إدارته، من حيثُ مطالبة كبار المساعدين بتركيز الرئيس على خطط إدارته لإنعاش الاقتصاد، وهو ما يعتبر المستشارون غير الرسميين أنه ليس مهمًا بدرجة قضايا الهجرة والتجارة والطاقة، فيما يذهب الفريق الآخر بقيادة رئيس الأركان مارك ميدوز إلى أن قضايا القانون والنظام تعتبر أهم من القضايا السابقة، وفي العموم يجادل كل فريق على حدة بأن القضايا التي طرحها سيكون لها أثر إيجابي على الناخبين.

اقرأ/ي أيضًا: ترامب يجدد هجومه على اليسار الأمريكي.. وتزايد أعداد الجمهوريين الداعمين لبايدن

ترى الصحيفة الأمريكية في تحليلها لخطابات وتغريدات ترامب الأخيرة بأنه يستخدم التكتيك عينه الذي دفع به ليكون الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، وتشير الصحيفة كمثال على ذلك إلى هجومه الأخير عبر منصة تويتر مستهدفًا الاتحاد القومي لسباق السيارات القياسية (ناسكار)، والسائق من أصول أفريقية بوبا والاس، أحد أبرز الداعمين لاحتجاجات "حياة السود مهمة"، والذي ساهم بشكل مركزي في الضغط من أجل حظر رفع علم الكونفدرالية في سباقات الاتحاد.

وأقام أعضاء وسائقو "ناسكار" حملة تضامن واسعة مع والاس قبل فترة، بعد أن عُثر على حبل مشنقة في موقف سيارته، كنوع من التهديد وفي إشارة على ما يبدو إلى فترة الإعدام خارج إطار القانون (Lynching)  التي تعرض فيها أمريكيون من أصل أفريقي طوال سنوات، إلى القتل الوحشي على يد جماعات متطرفة من الأمريكيين البيض.

واتهم ترامب ناسكار ووالاس بالخداع، مدعيًا أن القرار بحظر رفع العلم الكونفدرالي، المرتبط بتاريخ العبودية والبطش بالسود، تسبب "في تحقيق أدنى عائدات على الإطلاق لسلسلة السباقات".

ويجادل مستشارو ترامب بأن الرئيس الجمهوري لا يزال يريد استخدام تكتيك حملته الانتخابية السابقة، متجاهلًا بذلك التغير الذي طرأ على المستوى العالمي، وما نجم عن تراجع الاقتصاد العالمي متأثرًا بجائحة فيروس كورونا الجديد، واندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد وحشية أفراد الشرطة الأمريكية على المستوى الوطني، مما يزيد تخوفاتهم من عدم تقبل الناخبين للقضايا الخلافية الخاصة بالحروب الثقافية.

وبالنظر لتردد غالبية الاستراتيجيين الجمهوريين بشأن إحياء أسلوب الحروب الثقافية التي عادت للظهور بكثافة في تصريحات ترامب، فإنهم يرون أن محاولة ترامب استمالة المتعاطفين مع أنصار الكونفدرالية، قد تكون سببًا في خسارة الناخبين خارج قاعدته الشعبية القوية، ما يضعه في مأزق يضاف إلى مأزق إعلان مئات الجمهوريين تأييدهم لنائب الرئيس السابق بايدن، بمن فيهم مسؤولون سابقون في إدارة الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش الابن.

وحصل بايدن على تأييد الحزب الديمقراطي ليكون مرشحهم لمنافسة ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، بعدما استطاع جمع ما يكفي من أصوات مندوبي الحزب الديمقراطي في الانتخابات التمهيدية التي أجريت في سبع ولايات أمريكية إلى جانب العاصمة واشنطن، وحصد فيها أصوات 1995 مندوبًا، متجاوزًا حد 1991 مندوبًا يجب الحصول على تأييدهم للفوز ببطاقة الترشح.

توضح الصحيفة الأمريكية أن من المشاكل التي يعانيها فريق ترامب، أن الرئيس نفسه يعمل لوحده على إدارة حملاته واتصالاته معتبرًا أنه "أفضل استراتيجي على الإطلاق"، مما يجعل عملهم يقتصر على الترويج والدفاع عن تغريداته، كما أن عددًا قليلًا من إدارته يستطيع إخطاره بالأخبار السيئة، فيما يعتمد على المشورات بشكل أساسي من أصدقائه، ومحللي القنوات الإخبارية، وهو ما دفع حاكم ولاية نيوجيرسي السابق كريس كريستي لمطالبة ترامب عبر التلفاز "بتغيير نبرته ونهجه بشكل كبير".

بينما تظهر استطلاعات الرأي تخلف ترامب عن بايدن بهامش كبير من النقاط يسير بشكل متسارع، فإن تقارير أمريكية محلية توقعت إعصارًا ديمقراطيًا شبهته بـ"إعصار تسونامي" سيطيح بآمال ترامب بالفوز بولاية ثانية، في إشارة لحصول الديمقراطيين على تأييد ولايتي كارولينا الشمالية وفلوريدا في استطلاعات الرأي، وهما من الولايات الجنوبية التي كانت جزءًا من الولايات الكونفدرالية إبان الحرب الأهلية، بالإضافة لترجيح كفة الديمقراطيين نسبيًا في ولايتي ويسكونسن وبنسلفانيا، وجيمع الولايات السابقة كان ترامب قد فاز بأصواتها في انتخابات 2016

وتوضح الصحيفة الأمريكية أن الخلافات القائمة بين إدارة وحملة ترامب الانتخابية تنقسم إلى ثلاث وجهات نظر مختلفة، من حيث مطالبة القسم الأول لترامب بالتركيز على مواقفه من طريقة التعامل مع القضايا الخاصة بالاقتصاد والرعاية الصحية، التي سيكون لها دور إيجابي يسمح بحصوله على أصوات النساء الأمريكيات، وهي وجهة النظر المدعومة من مستشارة الرئيس كيليان كونواي.

في حين يؤكد العديد من المستشارين على أنه يجب إطلاق ترامب رسالة لدعم أفراد الشرطة ورجال إنفاذ القانون، على اعتبار أنها ستكون أكثر فاعلية من الهجوم على الأمريكيين من أصل أفريقي، كما الحال مع التغريدة التي هاجم بها والاس، ووصفها جمهوريون بأنها "كارثية".

اقرأ/ي أيضًا: مسؤولون جمهوريون يشكلون مجموعة لدعم بايدن في مواجهة ترامب

ويطالب القسم الأخير من المستشارين والمتبرعين لحملة ترامب الانتخابية، بأن يواصل الرئيس الدفاع عن التماثيل والنصب التذكارية لقادة الجيش الكونفدراليين، ويعتبرون أنها تهم الناخب أكثر من التغريدات حول العلم الكونفدرالي، والذي يعتبرونه قضية خاسرة.

من المشاكل التي يعانيها فريق ترامب، أن الرئيس نفسه يعمل لوحده على إدارة حملاته واتصالاته معتبرًا أنه "أفضل استراتيجي على الإطلاق"، مما يجعل عملهم يقتصر على الترويج والدفاع عن تغريداته

تختم صحيفة بوليتيكو تقريرها بنقلها على لسان أحد حلفاء ترامب البارزين والرئيس السابق للكابيتول هيل نيوت جينغريتش وجود حالة من الانقسام بين مستشاري ترامب السياسيين، مشددًا على أن التحدي الأكبر في الوقت الراهن، فيما إذا أراد ترامب الفوز بولاية ثانية، يكمن في "العثور على الانضباط بالتمسك بالرسائل والاستمرار في العودة إليها والتطرق إليها".

 

اقرأ/ي أيضًا:

 انقسام جمهوري جمهوري.. هل زاد تسريب كتاب بولتون فرص عزل ترامب؟