07-يونيو-2020

جو بايدن وبيرني ساندرز (أ.ب)

ألترا صوت – فريق التحرير

حصل نائب الرئيس السابق والمرشح الديمقراطي المعتدل لانتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن على ما يكفي من أصوات مندوبي الحزب الديمقراطي ليفوز رسميًا ببطاقة الترشح عن الحزب لخوض سباق الرئاسة أمام الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر القادم، وتمكن بايدن في الانتخابات التي أجريت في سبع ولايات أمريكية إلى جانب العاصمة واشنطن من تخطي العدد المطلوب للمندوبين حتى يحظى بترشيح الديمقراطيين رسميًا.

وفقًا لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية فإن فريقها أحصى حصول بايدن في الانتخابات التمهيدية منذ شباط/فبراير الماضي، بما فيها الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء الماضي، على 1995 مندوبًا

ووفقًا لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية فإن فريقها أحصى حصول بايدن في الانتخابات التمهيدية منذ شباط/فبراير الماضي، بما فيها الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء الماضي، على 1995 مندوبًا، متخطيًا بذلك حاجز 1991 مندوبًا الذي يخول حصول المرشح في الانتخابات التمهيدية على بطاقة الحزب الديمقراطي، وحظي بايدن بدعم غالبية الديمقراطيين البارزين منذ الانتخابات التمهيدية في ليلة الثلاثاء الكبير، قبل أن يعلن منافسه المباشر الديمقراطي الاشتراكي بيرني ساندرز انسحابه من السباق الانتخابي في آذار/مارس الماضي.

اقرأ/ي أيضًا: ليلة الثلاثاء الكبير.. الوسطيون يقودون بايدن لصدارة المرشحين الديمقراطيين

وقال بايدن في بيان نشر عبر منصة ميديوم بعد الإعلان عن ترشيحه رسميًا لخوض سباق انتخابات الرئاسة: "في هذه الليلة حصلنا على 1،991 مندوبًا ضروريًا للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي.. سوف أقضي كل يوم أقاتل من أجل كسب صوتكم حتى نتمكن، معًا، من كسب المعركة من أجل روح هذه الأمة"، مضيفًا أن الأمريكيين أمام "لحظة تاريخية في تاريخ أمريكا. وسياسة الغضب وزرع الخلافات التي ينتهجها دونالد ترامب ليست الإجابة" عليها، ومشددًا في الوقت نفسه على حاجة الولايات المتحدة لقيادة "قادرة على توحيدنا. قيادة يمكنها أن تجمعنا".

وأشارت تقارير في هذا الشأن إلى حصول تفاهم بين المرشحيّن الديمقراطيين البارزين تم على إثره تشكيل لجان عمل مشتركة بين فريق حملتي بايدن وساندرز الانتخابيتين لتنسيق السياسات حول برامح حملة بايدن الانتخابية فيما يخص الاقتصاد والرعاية الصحية والهجرة والتغير المناخي، يضاف إليها احتفاظ ساندرز بمندوبيه في مؤتمر الديمقراطيين، في الصيف المقبل، في صيغة تعطي صوتًا للتيار التقدمي خلال فعاليات تنصيب بايدن رسميًا كمرشح للحزب في الانتخابات الرئاسية.

وفيما يسعى الديمقراطي "المعتدل" بايدن لتعزيز التحالف مع ساندرز المرشح السابق صاحب البرنامج الانتخابي اليساري الراديكالي لإظهار التفاف الديمقراطيين حوله، فإن هذا الأمر لم يقنع بعد كل القاعدة اليسارية بالتزام التصويت للسيناتور السابق، حيث تشهد القاعدة اليسارية انقسامًا بين مجموعة توافق على انسحاب ساندرز في مقابل وضع هزيمة ترامب أولويتها القصوى، فيما ترى مجموعة أخرى أنها غير قادرة على تجاوز تاريخ بايدن.

وكان بايدن قد تعرض لانتقادات شديدة بعدما حواره مع شارلمان ذا غود خلال مقابلة على أثير إذاعة ذي برايكفست كلوب التي تبث من نيويورك، عندما خاطبه بالقول: "اسمعني.. عليك إن تأتي لزيارتنا حين تأتي إلى نيويورك.. لدينا مزيد من الأسئلة لنطرحها عليك قبل انتخابات.."، ليرد عليه بايدن: "لديكم مزيد من الأسئلة؟ سأقول لك شيئًا، إذا كانت لديك مشكلة في تحديد خيارك بيني وبين ترامب، إذًا أنت لست أسود".

لكن الواضح أن بايدن الذي حظي بدعم أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي باراك أوباما لم يتأثر كثيرًا بتصريحاته خلال المقابلة الإذاعية، بعدما توجه بالاعتذار على ما أدلى به من تصريحات للإذاعة النيويوركية، واستغلها جمهوريون لوسمها بـ"العنصرية"، وقال في معرض تعليقه عليها: "لم أعتبر أبدًا، أبدًا، إن (أصوات) الأمريكيين الأفارقة مكتسبة مسبقًا"، وبحسب تقارير حديثة فإن بايدن أكد وجود أسماء من أصول أفريقية مرشحة لشغل مناصب في إداراته حال فوزه بانتخابات الرئاسية، من بينها أسماء لديمقراطيات من أصول أفريقية مرشحات لشغل منصب نائب الرئيس.

كما أن حملة بايدن الانتخابية كانت قد واجهت مؤخرًا تخبطًا بعدما وجدت نفسها في موقف دفاعي أمام اتهامات الموظفة السابقة في مكتبه تارا ريد حين كان سيناتورًا في مجلس الشيوخ، تقول فيها إنه اعتدى عليها جنسيًا حين كانت تعمل في مكتبه عام 1993، مطالبةً المرشح الديمقراطي بالانسحاب من سباق الرئاسة.

وعكس استطلاع للرأي أجرته جامعة مونموث انقسامًا بين الأمريكيين حول تهم التحرش الجنسي الموجهة ضد بايدن، إذ اعتبر 37 بالمائة منهم أنها على الأرجح صحيحة، وأعرب 32 بالمائة عن اعتقادهم بأنها على الأرجح غير صحيحة، فيما قال 31 بالمائة إنهم ليس لديهم رأي في الموضوع، ولم ينجح بايدن بعد في إيضاح ملابسات هذه القضية لطي صفحة مسألة التحرش الجنسي أو صرف الأنظار عنها.

وبحسب أسوشيتد برس فإنه من غير المرجح أن يحظى ترامب بدعم الناخبين الأمريكيين من أصول أفريقية، فقد أظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته شبكة فوكس نيوز الأمريكية أن 14 بالمائة من الأمريكيين الأفارقة قالوا إنهم سيصوتون لترامب في انتخابات الرئاسة، في مقابل قول 75 بالمائة إنهم سيصوتون لمنافسه بايدن، وتعتبر فوكس نيوز من أهم الوسائل الإعلامية التي تدعم توجهات إدارة ترامب على كافة الأصعدة، داخليًا وخارجيًا.

وكان واضحًا أن بايدن استهدف منذ بدايات حملته الانتخابية الناخبين من أصول أفريقية، الأمر الذي سمح له بتحقيق تقدم كبير على حساب ساندرز الذي كان يتصدر قائمة  المرشحين الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية حتى ما قبل الثالث من آذار/مارس، غير أن الديمقراطيين حاولوا تجنب تكرار مقاطعة الأمريكيين الأفارقة لانتخابات الرئاسة في عام 2016، مما سمح بهزيمة وزيرة الخارجية السابقة في انتخابات الرئاسة أمام ترامب، بإعلان قادة ديمقراطيين أفريقيين بارزين دعمهم لبايدن كي يتمكن من هزيمة ترامب في الانتخابات القادمة.

وفيما يبدو أنه محاولة جديدة من الديمقراطيين للضغط على إدارة ترامب بعدما اتجهت لاستخدام الحرس الوطني وأفراد من الجيش لمواجهة أعنف احتجاجات شعبية تشهدها الولايات المتحدة منذ أكثر من 20 عامًا، على خلفية تعامل الشرطة العنيف مع الأمريكي من أصول افريقية جورج فلويد الأمر الذي أدى لوفاته بسبب صعوبة التنفس أثناء عملية اعتقاله، أصدر قاض اتحادي أمرًا لشرطة مدينة دنفر يطالبها بإيقاف استخدام الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية وأدوات القوة الأخرى "الأقل فتكا" مثل قنابل الصوت ضد المحتجين في المدينة.

ويأتي ذلك بالتزامن مع تبني شخصيات سياسية بارزة من الحزب الديمقراطي، بما فيهم حكام المدن والولايات الأمريكية، دعوات وشعارات المتظاهرين، الذين أغضبهم موت رجل أسود وهو رهن احتجاز شرطة منيابوليس، مطالبين بإصلاحات في جهاز الشرطة مع استمرار التوتر في عدد من المدن الأمريكية الكبرى، وأيدت قيادات ديمقراطية في مدينة مينيابوليس التي اندلعت شرارة الاحتجاجات التصويت على منع شرطة المدينة تقييد المشتبه بهم باستخدام الركبة أو أوضاع الخنق.

اقرأ/ي أيضًا: تاريخ من التقلبات والمواقف المثيرة للجدل.. من هو جو بايدن؟

ويتعارض رد فعل بايدن على التظاهرات مع رد فعل ترامب الذي هدد بنشر الجيش لقمع المتظاهرين، وضاعف بايدن من تصريحاته في الآونة الأخيرة منددًا مرات عدة بـ"العنصرية المؤسساتية"، ووعد بمحاربتها خلال أول مائة يوم له في البيت الأبيض إذا ما انتصر على ترامب في انتخابات الرئاسة، وندد بايدن في لقاء جمعه مع رجال دين ومسؤولين سياسيين سود الأحد الماضي بولاية ترامب الرئاسية وبمشاكل العنصرية واللامساواة التي تنخر الولايات المتحدة. وقال بايدن إن "الجائحة وهذا الرئيس أعادا نكأ الجراح".

عكس استطلاع للرأي انقسامًا بين الأمريكيين حول تهم التحرش الجنسي الموجهة ضد بايدن، إذ اعتبر 37 بالمائة منهم أنها على الأرجح صحيحة، وأعرب 32 بالمائة عن اعتقادهم بأنها على الأرجح غير صحيحة

وكان اسم بايدن قد تردد بشكل لافت خلال الأشهر الأخيرة بعدما ارتبط اسمه بتحقيق المساءلة الذي فتحه زعماء ديمقراطيون في الكابيتول هيل تمهيدًا لعزل ترامب من منصبه، بعد الشكوى التي قدمها أحد موظفي البيت الأبيض تفيد بممارسة ترامب ضغوطًا على كييف لإعادة فتح التحقيقات بمعاملات عائلة بايدن التجارية في أوكرانيا، وانتهى تصويت مجلس الشيوخ ببراءة ترامب من التهم الموجهة إليه، لكنه تحقيق يبقى "وصمة في سجل" ترامب السياسي على حد تعبير وكالة رويترز.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حوار| دان لابوتز: اليسار أقوى الآن ويمكن التغلب على ترامب

قبل إيقاف انتخابات الديمقراطيين بسبب كورونا.. بايدن يعقّد من فرص ساندرز