26-أبريل-2023
l

أتباع الطائفة يؤمنون أن عليهم تجويع أطفالهم ونسائهم وأنفسهم حتى الموت ليدخلوا الجنة. (Reuters)

أعلنت السلطات الكينية أمس الثلاثاء أنها عثرت على 90 جثة إلى الآن معظمها لأطفال، بين أتباع طائفة دينية تؤمن بالتجويع حتى الموت من أجل الخلاص. السلطات قالت إنها أوقفت عمليات استخراج الجثث بسبب امتلاء المشارح المتاحة.

الجريمة المروعة التي اكتشفت في غابات شاكاهولا في مدينة ماليندي الساحلية في كينيا، وقعت بين أتباع طائفة يرأسها القس بول ماكنزي نثنغي، ويؤمن أفرادها أنهم سيدخلون الجنة إن حرموا أنفسهم من الطعام وجوعوا أنفسهم حتى الموت. إلا أن السلطات الكينية قالت إن معظم الضحايا من الأطفال الذين جوعهم أهاليهم حتى الموت وإن "من وعظوا أتباع الطائفة بتجويع أنفسهم والموت كانوا يأكلون ويشربون في الوقت الذي كانوا يزعمون فيه أنهم يحضرون الضحايا للقاء خالقهم."

السلطات الكينية قالت إن معظم الضحايا من الأطفال الذين جوعهم أهاليهم حتى الموت وإن "من وعظوا أتباع الطائفة بتجويع أنفسهم والموت كانوا يأكلون ويشربون في الوقت الذي كانوا يزعمون فيه أنهم يحضرون الضحايا للقاء خالقهم."

مصدر مقرب من التحقيقات ذكر لوكالة الأنباء الفرنسية أن معظم الضحايا من الأطفال، تليهم النساء. كما نقلت الوكالة عن المدير التنفيذي لمنظمة هاكي أفريكا، حسين خالد، أن الطائفة كانت تأمر بتجويع الأطفال في البداية ثم النساء ثم الرجال أخيرًا.

وقد قال محققون إنهم وجدوا جثثًا متراكمة فوق بعضها في قبور سطحية، وفي بعض الحالات وجدوا ما وصل إلى ست جثث في قبر واحد، في حين أن جثثًا أخرى وجدت ملقاة في الطريق.

السلطات قالت إنها أوقفت عمليات استخراج الجثث بسبب امتلاء المشارح المتاحة، إذ أعلن مستشفى مالندي سب كاونتي الحكومي أن مشرحته التي تتسع ل40 جثة ممتلئة بالكامل، في حين أعلن مسؤولون أن السلطات تتواصل مع الصليب الأحمر لتأمين ثلاجات موتى. أما الصليب الأحمر فذكر أنه تلقى 212 بلاغًا عن أشخاص مفقودين في المنطقة.

ا
34 شخصًا من أتباع الطائفة وجدوا أحياء. (Reuters)

وتشير تقارير إلى أن 34 شخصًا من أتباع الطائفة وجدوا أحياء، ويعتقد أن المزيد من الأتباع لا زالوا يختبئون في الغابة وربما يواجهون خطر الموت.

الرئيس الكيني، وليام روتو، وعد باتخاذ إجراءات حازمة ضد رجال الدين "الذين يريدون استخدام الدين للترويج لأفكار غريبة وغير مقبولة" ووصفهم بالإرهابيين.

القس نثنغي، الذي كان يعمل سائق سيارة أجرة قبل تحوله لتأسيس الطائفة، كان قد اعتقل عام 2017 بتهم تتعلق بالتطرف بعد أن دعا الأهالي إلى عدم إرسال أطفالهم إلى المدرسة، زاعمًا أن التعليم يخالف ما ورد في الإنجيل. وقد دعا إلى ترك العمل والمدرسة والعلاج وعدم تناول "الطعام الدنيوي"، كما أنه اعتقل مجددًا الشهر الماضي بعد موت طفلين جوعًا من قبل ذويهم الذين يتبعون الطائفة، إلا أنه خرج من السجن بكفالة مالية بلغت 700 دولار.

ت
القس بول ماكنزي نثنغي الذي يرأس الطائفة. (Nation Media Group)

الشرطة الكينية قالت إن نثنغي أخبر أتباعه أن جوعهم لا يقبل إلا إذا تم وهم مجتمعون، وعرض عليهم مزرعته ليؤدوا صيامهم فيها مجتمعين،كما حذرهم من التواصل مع أي أحد خارج المزرعة وأمرهم بإتلاف كل الوثائق الحكومية التي يمتلكونها إن أرادوا دخول الجنة.

من ناحيتها نفت عائلة القس مسؤوليته وأكدت أن أطفال العائلة يتلقون التعليم في المدارس وأن القس نفسه يتلقى العلاج في المستشفى، خلافًا لمعتقدات الطائفة. كما أكد أخو القس أن أخاه توقف عن الوعظ بمعتقدات الطائفة عام 2019 وأصبح يعمل مزارعًا في شاكاهولا، وهي مسرح الجريمة الأخيرة، وأضاف الأخ قائلًا إن القس توقف عن الوعظ لأنه "تلقى رسالة من الرب تبلغه أن عمله قد تم."

جرائم متكررة

جريمة شاكاهولا ليست الوحيدة، بل إن جرائم مماثلة وقعت في مناطق متفرقة حول العالم من بينها دول غربية. ففي عام 2018 انتحر 11 شخصًا من عائلة واحدة في منطقة بوراري في الهند، إذ ادعى أحدهم أنه مسكون بروح أحد كبار العائلة وأنه يملي عليه الأوامر. الجثث وجدت مقيدة الأيدي والأرجل ومكممة الأفواه ومغطاة الآذان.

وفي عام 1997، قتل 39 شخصًا من أتباع إحدى الطوائف في ولاية كاليفورنا الأمريكية في انتحار جماعي، إذ يؤمن أتباع الطائفة أنهم بانتحارهم "يخرجون من الأوعية البشرية" لتذهب أرواحهم في رحلة على متن مركبة فضائية تحلق خلف مذنب هيل بوب، وقد أطلق على الجريمة اسم مجزرة "بوابة السماء".

أما المجزرة الأفظع فحدثت في مستعمرة جونز تاون وراح ضحيتها أكثر من 900 أمريكي، إذ أقنعهم القس جيم جونز الذي يرأسهم بشرب مادة السيانيد السامة. وقد كشفت صور التقطت لمكان المجزرة عن مشاهد مروعة لمئات الجثث المتراكمة، بعضها لأطفال.