04-أغسطس-2023
gettyimages

الترجيحات تشير إلى غياب روسيا عن المباحثات التي شككت فيها (Getty)

تعتزم السعودية استضافة مباحثات لمحاولة إنهاء الحرب في أوكرانيا، تجمع ممثلين عن كييف ودول غربية ودول نامية بداية الأسبوع المقبل.

وتشير صحيفة "وول ستريت جورنال"، إلى أنه من المتوقع أن تستضيف مدينة جدة كبار المسؤولين من 30 دولة، لكن من غير المتوقع أن يكون اللقاء عبارة عن مؤتمر للسلام، في ظل غياب روسيا عن المباحثات.

سينظر إلى المحادثات، باعتبارها "ناجحة"، في حال صدر في نهايتها بيان ختامي، يجمع على مجموعة من النقاط الواضحة، لتأطير محادثات السلام، وتحديد موعد لقمة السلام التي تأمل أوكرانيا في استضافتها هذا العام

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن اللقاء لا ينتظر الكثير منه، كما أنه لم يتم تأكيد حدوثه حتى أمس الخميس.

وتضيف الصحيفة الأمريكية، أن "المباحثات هي جزء من عملية بالغة الأهمية، تأمل أوكرانيا وداعميها، أن تؤدي إلى صياغة رؤية مشتركة لمجموعة من المبادئ مع الدول النامية المهمة، لتأطير محادثات سلام مستقبلية تدعم وجهة نظر كييف لكيفية إنهاء الحرب، وتؤدي إلى اتفاق سلام دائم".

بودكاست مسموعة

الموقف الروسي

في المقابل، تحدثت روسيا بشكلٍ متضارب حول رؤيتها للعملية، التي بدأت باجتماع أواخر حزيران/يونيو في الدنمارك. وقال الكرملين، إنه "سيراقب عن كثب الاجتماع، وأنه بحاجة "لفهم الأهداف المحددة، وما الذي سيجري مناقشته"، معتبرًا "أي محاولة للتوصل إلى تسوية سلمية تستحق تقييمًا إيجابيًا". بينما وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الاجتماع بأنه "خدعة".

الولايات المتحدة.. سقف توقعات منخفض

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء، إنها "لا تتوقع أن تؤدي المباحثات في جدة، إلى أي نتائج في نهايتها، لكنها تهدف إلى مواصلة الحوار مع الدول حول العالم، للبحث في كيفية تحقيق سلام عادل ودائم في نهاية هذه الحرب".

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أن: "الولايات المتحدة ستشارك في المحادثات، التي تُعدّ فرصة لعدد من الدول للاستماع مباشرة من الحكومة الأوكرانية حول الفظائع التي عانت منها بلادها جراء العدوان الروسي وكيف لا ينبغي مكافأة هذا العدوان في نهاية هذه الحرب".

وردًا على سؤال بشأن التوقعات أن تغير بعض الدول التي كانت على الحياد خلال الحرب موقفها، قال ميلر: "هذه هي بداية العملية"، معربًا عن أمله"في دعم موقف أوكرانيا"، مضيفًا: "ستتخذ كل دولة في العالم موقفًا مفاده أنه يجب احترام وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها"، وتابع أن "المحادثات بالتأكيد ليست نهاية أي عملية".

ويتوقع أن يشارك مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، في مباحثات جدة، بالإضافة لإجراء لقاءات مع كبار مسؤولي الأمن من الدول المشاركة في المباحثات.

أهمية مشاركة الصين في المباحثات

وسيشارك إلى جانب الولايات المتحدة العديد من الدول الأوروبية من بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا، ورغم تجاهل بكين لمحادثات كوبنهاغن، فقد أشارت مصادر أمريكية وأوروبية، إلى احتمالية قيام الصين بإرسال ممثل عنها إلى جدة. باعتبارها أهم حليف خارجي لروسيا، يُنظر إلى دور بكين بأنه حاسم لجهة الدفع بقوة لإنجاح أي محادثات مع موسكو.

خلال الأشهر الماضية، شجع مسؤولون أمريكيون الصين، على لعب دور بناء لتوصل إلى حل للحرب في أوكرانيا.

ومنحت الصين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعمًا دبلوماسيًا واقتصاديًا مهمًا في حربه على أوكرانيا. لكن مع دخول الحرب شهرها الثامن عشر، وفي غياب أي علامة واضحة على النصر أو الاستسلام من أي من الجانبين، تواجه بكين مجموعة متزايدة من المخاطر المعقدة التي تمنحها حافزًا أكبر لدفع موسكو وكييف نحو محادثات السلام.

إطار عام للمباحثات وخطة سلام

وسينظر إلى المحادثات، باعتبارها "ناجحة"، في حال صدر في نهايتها بيان ختامي، يجمع على مجموعة من النقاط الواضحة، لتأطير محادثات السلام، وتحديد موعد لقمة السلام التي تأمل أوكرانيا في استضافتها هذا العام. وتستبعد التقديرات، التمكن من الوصول إلى هذه الأهداف. لكن دبلوماسيًا أوروبيًا رفيعًا قال، يوم الخميس، إن هذه الأهداف ليست مستحيلة، بحسب "وول ستريت جورنال".

كما ستكون المحادثات فرصة للتباحث حول خطة السلام التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والمكونة من 10 نقاط، وقالت مصادر دبلوماسية، إن أوكرانيا ضغطت من أجل الحصول على دعم واسع لها خلال اجتماع كوبنهاغن، فيما قالت عدة دول نامية رئيسية إن ذلك لن يحدث، فهناك نقاط شائكة خاصة التي تعتبر دعوة أوكرانيا لجميع القوات الروسية الانسحاب قبل بدء محادثات السلام، عقبة أمام نجاح العملية. 

وتأمل الدولة الأوروبية، التوصل إلى اتفاق على خطة السلام الأوكرانية بالحد الأدنى، من خلال التوافق على النقاط المتعلقة بأسرى الحرب، والسلامة النووية، والغذاء، وأمن الطاقة، لتأطير المباحثات المزمع عقدها في جدة. 

زكي وزكية الصناعي

والتقديرات، بحسب مصادر مطلعة على التحضيرات لاجتماعات جدة، فإن كل ما سينتج عن المحادثات في نهاية المطاف سيكون على الأرجح قائمة بالمبادئ الأساسية للقانون الدولي التي يمكن للجميع تبنيها، وهي: دعم السيادة الإقليمية للدول، وتطبيق القانون الدولي، والحاجة إلى حل النزاعات من خلال الحوار لا عبر استخدام القوة أو التهديد باستخدامها.

روسيا ما بين حضور وغياب

من البداية، جاء الشرط الأوكراني، بالتأكيد على عدم دعوة روسيا للاجتماع، مع ذلك تؤكد المصادر الدبلوماسية على أن أ] يتقدم في المحادثات، سيرتبط بمفاوضات مباشرة بين أوكرانيا وروسيا.

تأمل الدولة الأوروبية، التوصل إلى اتفاق على خطة السلام الأوكرانية بالحد الأدنى، من خلال التوافق على النقاط المتعلقة بأسرى الحرب، والسلامة النووية، والغذاء، وأمن الطاقة، لتأطير المباحثات المزمع عقدها في جدة

وبحسب أشخاص شاركوا في المحادثات، رفضت عدة دول نامية غياب روسيا عن محادثات كوبنهاغن، وقال الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور هذا الأسبوع، إن بلاده لن تشارك في جدة إلا إذا كانت روسيا هناك. 

 يشار إلى  أن الجولة الأولى من المحادثات في كوبنهاغن، قد عقدت في أواخر حزيران/يونيو الماضي، وحضرتها، البرازيل والهند والسعودية وجنوب أفريقيا وتركيا، وتمت دعوة الصين لكنها لم تحضر.