29-يوليو-2023
زيارة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى أوكرانيا هي الأولى لمسؤول قطري منذ بداية الغزو الروسي (GETTY)

زيارة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى أوكرانيا هي الأولى لمسؤول قطري منذ بداية الغزو الروسي (GETTY)

أعلن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وجّه بالإعلان عن تقديم مساعدات إنسانية بقيمة 100 مليون دولار، للمساعدة في التخفيف من شدة الوضع الإنساني في أوكرانيا، ومساهمة بقيمة 20 مليون دولار لدعم مبادرة تصدير الحبوب الأوكرانية، بهدف مساعدة البلدان الأفريقية للحصول على الصادرات الغذائية من أوكرانيا.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، وشدد رئيس مجلس الوزراء القطري على ضرورة "وقف القتال وحماية المدنيين"، داعيًا إلى "الامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها، وإلى الإبقاء على كافة قنوات الاتصال مفتوحة لحل الأزمة"، مثمنًا "الجهود الأممية والدولية لتخفيف التصعيد".

قال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، إن "المساعدات الإنسانية القطرية ستخصص لدعم الصحة والتعليم وإزالة الألغام في أوكرانيا"

من جهته، قال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، إن "المساعدات الإنسانية القطرية ستخصص لدعم الصحة والتعليم وإزالة الألغام في أوكرانيا"، وعبر عن شكره لقطر على تخصيصها مِنحًا دراسية للطلاب الأوكرانيين في جامعاتها.

وكان رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قد وصل أمس الجمعة، للعاصمة الأوكرانية كييف، في أول زيارة لمسؤول قطري لكييف منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، وأجرى رئيس الوزراء القطري خلال زيارته إلى أوكرانيا سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين الأوكرانيين للاطلاع على مستجدات "الأزمة الروسية الأوكرانية"، والتأكيد على موقف قطر المؤيد للحل السلمي.

أكد الرئيس الأوكراني سعي بلاده لتعزيز التعاون مع قطر

التأكيد على التعاون

هذا، واستقبل الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي، رئيس مجلس الوزراء، وتناول اللقاء آخر مستجدات الأزمة الروسية الأوكرانية، وأكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، دعم بلاده "لكافة الجهود الدولية لحل الأزمة، عبر الحوار والطرق الدبلوماسية، وعدم اتخاذ ما من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من التصعيد".

من جانبه، أعرب الرئيس الأوكراني عن شكره لدولة قطر، وموقفها من "الأزمة الروسية الأوكرانية"، مشددًا على حرص بلاده على التعاون مع دولة قطر، خاصة في الجانب الاقتصادي.

اختتام القمة الروسية الأفريقية

في سياق آخر، اختتمت في مدينة سانت بطرسبرغ، أعمال القمة الروسية الأفريقية الثانية، وسط تعهدات روسية بتعزيز الشراكة بين الجانبين في مجالات التجارة والأمن والغذاء والتكنولوجيا.

وعبر  البيان الختامي الذي نشر على موقع الكرملين، عن رفض المشاركين: "استخدام سياسة العقوبات الأحادية غير المشروعة، والعقوبات الثانوية، وممارسات تجميد أرصدة الذهب السيادي، واحتياطيات النقد الأجنبي"، كما أكد البيان رفض أساليب الابتزاز السياسي الذي يُمارس ضد قيادات دول العالم الثالث، لإجبارها على الانضمام لسياسة العقوبات، أو للتأثير على المسار السياسي والاقتصادي للدول"، وفق تعبيره.

كما تم اعتماد خطة عمل لمنتدى الشراكة الروسي الأفريقي للفترة من 2023 إلى 2026، وجرى خلال القمة الروسية الأفريقية إبرام عدة اتفاقيات في مختلف المجالات.

اختتمت القمة الروسية الأفريقية بتوقيع عدد من الاتفاقيات

توثيق التعاون الأمني والعسكري

وخلال كلمة ألقاها في الجلسة العامة بالقمة، أكد الرئيس الروسي على أن روسيا "لن تسمح باستخدام سياسة القواعد بدلًا من القوانين، والذي يضع القواعد هو الغرب"، مشيرًا إلى أن "روسيا وأفريقيا متضامنتان في سعيهما نحو عالم متعدد الأقطاب"، مؤكدًا "استعداده لدراسة مقترحات خاصة بتوسيع تمثيل أفريقيا في هيئة الأمم المتحدة، بما في ذلك ضمن سياسة إصلاح مجلس الأمن الدولي".

وتحدث الرئيس الروسي عم الوضع في عدد من المناطق الأفريقية، قائلًا: "لم يتم تسوية النزاعات القومية والإثنية، ولا زالت هناك أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية وهو إرث النظام الاستعماري، ونهج فرق تسد".

وأكد بوتين، على أن "روسيا تهتم بالتعاون الوثيق بين هيئات إنفاذ القانون الأفريقية والأجهزة الروسية المنوطة بذلك"، مذكرًا أن عددًا من الدول الأفريقية تشارك في التدريبات العسكرية الروسية، كاشفًا عن تزويد بلاده، جيوش حوالي 40 دولة أفريقية بالأسلحة في إطار اتفاقيات ثنائية، من بينها أسلحة مجانية.

تحميل الغرب أسباب أزمة الغذاء العالمي

وفي سياق الحديث عن أزمة الغذاء العالمي، أشار الرئيس الروسي إلى أن "الأزمة في أسواق الأغذية ظهرت أثناء مكافحة وباء فيروس كورونا عندما أغلقت الدول الصناعية مصانعها واضطرت لدعم سكانها على حساب الآخرين"، وأضاف بوتين أن "التيسير الكمي الذي تم بموجبه طبع العملات الورقية غير المغطاة، هو أيضًا ما أثر في تفاقم الأزمة".

وتابع الرئيس الروسي: "لقد لجأوا في الطاقة إلى موارد صديقة للبيئة بسياسة غير مدروسة.. خطأ وراء آخر وهو ما قلب الأمور رأسًا على عقب في سوق الأسمدة وسوق الطاقة، وهذا هو السبب في ارتفاع الأسعار في جميع المجالات، والذي ظهر حتى قبل اندلاع الأزمة الأوكرانية".

وأشار بوتين إلى أن "أحداث أوكرانيا تحفز هذه العملية إلى حد ما، لكنها "ليست السبب الأساسي"، وقال: إن "السبب الجذري يكمن في الأخطاء الجوهرية التي ارتكبتها الدول الصناعية في السياسة المالية وسياسة الطاقة.. وهذا هو سبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية".

حبوب مجانية

وكشف بوتين أن بلاده "ستزيد من إمدادات الحبوب"، وأشار إلى أن "العام الماضي كان حجم التصدير للحبوب 11 مليون طن، وفي النصف الأول من هذا العام بلغ حجم الإمدادات 10 ملايين طن، على الرغم من كل العقوبات".

وأكد بوتين، أن روسيا "ستوفر الإمدادات الغذائية في إطار برنامج الأمم المتحدة"، وأضاف "سنورد 25-50 ألف طن لست دول أفريقية مجانًا. وسندعم الدول في التكنولوجيات الزراعية"، والدول المعنية هي: بوركينا فاسو، وزيمبابوي، ومالي، والصومال، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وإريتريا، معلنًا عن شطب ديون بقيمة 23 مليار دولار من الديون المستحقة على الدول الأفريقية. 

شدد الرئيس الروسي على التعاون الأمني والعسكري مع عدد من الدول الافريقية

وفي الشق التجاري، أشار بوتين إلى أن القمة دلت على أن روسيا وأفريقيا تريدان توطيد تعاونهما في عدد من القطاعات، مشددًا على "زيادة التبادل التجاري وتنويعه يتطلب التعامل بالعملات الوطنية".

مبادرة الدول الأفريقية

وفي سياق مبادرة الدول الأفريقية للتسوية ووقف الحرب في أوكرانيا، قال بوتين: إن "التسوية الأفريقية للأزمة الأوكرانية مهمة، لأن أفريقيا على استعداد لحل القضايا الدولية، وليست وساطة من قبل ما يسمى بالعالم الديمقراطي الحر"، مؤكدًا أن "موسكو تحترم اقتراحهم للسلام مع أوكرانيا، وتدرسها بعناية".

وقدم الزعماء الأفارقة مبادرتهم للسلام الشهر الماضي إلى كل من الرئيس الروسي، والرئيس الأوكراني، دون قبولها من أطراف الحرب.