17-يوليو-2023
gettyimages

أردوغان عبر عن رغبته في تعزيز العلاقات بشكلٍ أكبر مع الدول الخليجية (Getty)

يبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جولة خليجية، اليوم الإثنين 17 تموز/ يوليو وحتى يوم الأربعاء 19 تموز/ يوليو، وتشمل قطر والسعودية والإمارات، وذلك في خطوة من أجل توطيد العلاقات سياسيًا، وتعزيز التعاون الاقتصادي.

تنطلق اليوم جولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخارجية الأولى، في دول الخليج

وقبيل جولته، قال الرئيس التركي: "سأجري جولة في السعودية وقطر والإمارات العربية رغبة في تعزيز كافة العلاقات بشكل أكبر"؛ مبديًا تفاؤله بالزيارة التي سيجريها مع وفد مرافق له، مشيرًا إلى تعهدات من دول خليجية بضخ استثمارات كبيرة في بلاده.

وتنطلق زيارة أردوغان، من المملكة العربية السعودية، حيث يلتقي العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي العهد محمد بن سلمان.

ومن المتوقع أن يتوجه أردوغان إلى الدوحة يوم الثلاثاء لإجراء محادثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وفي المحطة الأخيرة، سيتجه للإمارات، للقاء في رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان في أبوظبي يوم الأربعاء.

وستركز الجولة على العلاقات الثنائية، والقضايا العالمية والإقليمية، ومجالات التعاون الممكنة خاصة في مجالات الاقتصاد والاستثمار.

وفي زيارة أردوغان الخارجية الأولى بعد انتخابه، سيتم مناقشة، التعاون التركي العربي بشكلٍ أكبر، بالإضافة إلى الوضع في السودان وليبيا والعراق، فضلًا عن أزمة الحبوب.

تنا

وتأتي الزيارة بعد أيام من زيارات تمهيدية، حيث زار نائب الرئيس التركي جودت يلماز ووزير الخزانة والمالية محمد شيمشك، قطر والإمارات، قبل رحلة أردوغان وأجروا محادثات مع كبار المسؤولين ونظرائهم.

وزار كل من شيمشك وحفيظة غاي إركان، الحاكمة الجديدة للبنك المركزي التركي، الأسبوع الماضي، السعودية للقاء المسؤولين والمستثمرين.

وفي وقت سابق، صرح وزير الطاقة التركي ألبارسلان بايراكتار لصحيفة "ديلي صباح" أن التعاون في مجال الطاقة سيكون أحد جداول الأعمال الرئيسية للزيارة الخليجية، حيث تهدف أنقرة إلى التعاون في مجال الطاقة مع الدول الخليجية.

ويرافق الرئيس التركي، أكثر من 200 رجل أعمال تركي في مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي، في جولته الخليجية.

توطيد العلاقات في قطر

وقال سفير قطر لدى أنقرة محمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني، إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المرتقبة إلى الدوحة "بالغة الأهمية" وستتناول سبل توسيع الاستثمارات وتسهم بترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين، وذلك خلال تصريحات لوكالة الأناضول.

وأضاف السفير القطري: "تعد العلاقات بين البلدين استراتيجية، ونحن نحتفل هذا العام بمرور 50 عامًا على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، والتي تطورت وامتدت لتشمل مختلف القطاعات الاقتصادية والأمنية والعسكرية والسياسية وغيرها"، واصفًا العلاقة مع تركيا بالمميزة والقوية.

وأردف آل ثاني أن مجالات التعاون بين البلدين "مرنة للغاية وتتكيف تبعاً للظروف والأوضاع"، موضحًا: "على سبيل المثال كانت الجمهورية التركية من بين الشركاء الموثوقين الذين شاركوا معنا بتنظيم بطولة استثنائية لكأس العالم، وبالمقابل هبت دولة قطر واستنفرت على كافة المستويات لمساعدة أشقائنا الأتراك خلال فاجعة الزلازل التي ضربت تركيا".

getty

وتابع السفير في أنقرة، قائلًا: إن "إعادة انتخاب الرئيس أردوغان تعني استمرار العمل على المشاريع القائمة، وخلق فرص تعاون أخرى، فضلاً عن التنسيق في ملفاتٍ سياسية وإقليمية".

وتحصل الزيارة على أبعاد استثمارية واقتصادية، موضحًا: "هذه الزيارة بالغة الأهمية بلا شك وستسهم في ترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين، كما أنها تحمل دلالات بالغة على العلاقات المتينة التي تربط تركيا بدولة قطر، وعلى الأرجح فإن الزيارة ستغطي العديد من مجالات التنسيق والتعاون المشترك، وستتناول سبل توسيع الاستثمارات بين البلدين، فضلًا عن التباحث في الملفات الإقليمية والدولية".

السعودية.. نمو في العلاقات

وفي السياق نفسه، تتعزز العلاقات بين تركيا السعودية، على المستويات السياسية والاقتصادية، حيث ستناقش الزيارة عدة ملفات سياسية، فيما تحمل عدة جوانب اقتصادية بارزة.

وقبيل زيارة الرئيس أردوغان إلى المملكة عُقد ملتقى الأعمال التركي السعودي في إسطنبول الأسبوع الماضي، وأسفر عن توقيع 16 اتفاقية تعاون بقيمة تتجاوز 613 مليون دولار في مجالات استثمارية بينها التطوير العقاري والإنشاءات والاستشارات الهندسية.

وتظهر بيانات تركية وسعودية، تطور العلاقات بين البلدين، مع بلوغ حجم التبادل التجاري 6.5 مليارات دولار في 2022، صعودًا من 3.7 مليارات في 2021.

والأسبوع الماضي، قال وزير التجارة التركي عمر بولاط، إن حجم التبادل التجاري بين بلاده والسعودية بلغ 3.4 مليارات دولار في النصف الأول من 2023.

زكي وزكية الصناعي

تعزيز مستمر للعلاقة

من جانبه، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر علي باكير لـ"الأناضول": إن "زيارة الرئيس التركي أردوغان تأتي في سياق إعادة انتخابه وتثبيت موقعه على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية".

وأضاف باكير: "الزيارة تأتي في سياق تمتين العلاقات التركية الخليجية والدفع بها قدمًا إلى الأمام على المستويات السياسية والاقتصادية والدفاعية والأمنية، خاصة وأنها تأتي بعد تطبيع كامل للعلاقات بين تركيا ودول مجلس التعاون الخلجي، وعلى رأسها الإمارات والسعودية".

واعتبر باكير أن الزيارة "ستكون بمثابة قاطرة انتقال بالعلاقات التركية العربية إلى مستوى أكثر تطورًا ونضجًا".

وبالنسبة للعلاقات التركية القطرية، قال باكير إنها "ممتازة وتتسم بالاستقرار ويسودها طابع التحالف، لا سيما منذ عام 2014".

قال اثنان من كبار المسؤولين الأتراك لرويترز في وقت سابق من هذا الشهر، إن تركيا تتوقع أن تقوم دول الخليج باستثمارات مباشرة بنحو 10 مليارات دولار في البداية في أصول محلية كجزء من رحلة أردوغان.

بالنسبة للعلاقات التركية القطرية، قال باكير إنها "ممتازة وتتسم بالاستقرار ويسودها طابع التحالف، لا سيما منذ عام 2014"

وقالت المصادر، التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها، إنه من المتوقع أن تصل الاستثمارات الإجمالية إلى 30 مليار دولار على مدى فترة ممتدة، في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والدفاع في تركيا، نظرًا لأن المحادثات خاصة ولم يتم الانتهاء من الصفقات بعد.