13-يوليو-2023
قال الرئيس الإيراني، إن من أهم أولويات بلاده بناء علاقات مميزة مع القارة الأفريقية (Twitter)

قال الرئيس الإيراني، إن من أهم أولويات بلاده بناء علاقات مميزة مع القارة الأفريقية (Twitter)

يختتم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم الخميس، جولته في القارة الأفريقية على رأس وفد يضم وزراء ورجال أعمال كبار، قادته إلى عدة دول أفريقية.

تُعدّ هذه الزيارة هي الأولى لرئيس إيراني للقارة الأفريقية منذ 11 عامًا، وتأتي في وقت تسعى فيه طهران لفك العزلة الدولية، في ظل العقوبات المفروضة عليها

ووصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم إلى زمبابوي، محطته الثالثة من زيارته، قادمًا من أوغندا، بعد أن بدأ جولته بزيارة كينيا.

وسيعقد رئيسي، خلال الساعات القادمة اجتماعًا ثنائيًا مع الرئيس الزيمبابوي امرسون منانغاغوا، ومن ثم سيبدأ الاجتماع المشترك بين أعضاء الوفد الإيراني مع نظرائهم بجمهورية زيمبابوي، حيث سيكون هذا الاجتماع الأخير للوفد الإيراني خلال الجولة الأفريقية.

زكي وزكية الصناعي

وتُعدّ هذه الزيارة هي الأولى لرئيس إيراني للقارة الأفريقية منذ 11 عامًا، وتأتي في وقت تسعى فيه طهران لفك العزلة الدولية، من خلال زيادة حضورها في المجال الدبلوماسي، وإعادة بناء علاقاتها مع عدة دول، للحد من تأثير العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

ووصف الناطق باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الزيارة على أنها "نقطة انطلاق جديدة" مع الدول الأفريقية التي قال إنها "مهتمة بشكل جدي بتطوير علاقاتها مع إيران، لا سيما اقتصاديًا وتجاريًا"، مضيفًا أن "طهران والقارة الأفريقية تتقاسمان الآراء السياسية المشتركة".

وبعد اللقاء مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، أمس الأربعاء، قال الرئيس الإيراني، إن حكومة بلاده تضع ضمن "أهم أولوياتها بناء علاقات مميزة مع القارة الأفريقية، وخصوصًا أوغندا"، معربًا عن أمله في "توسيع التعاون بين البلدين بمختلف المجالات". وأعلن الرئيس الإيراني عن بدء عمل مكتب الابتكار والتكنولوجيا الإيراني في أوغندا.

كما تسعى طهران إلى التعاون مع كامبالا في مجال النقط والطاقة، حيث عبرت عن استعدادها لتقديم خبراتها التقنية والهندسية في هذا المجال. واختتمت الزيارة بالتوقيع على 4 مذكرات للتفاهم الثنائي.

getty

توقيع اتفاقيات وتعميق التعاون

وفي العاصمة الكينية نيروبي، استقبل الرئيس الكيني وليام روتو نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، في القصر الجمهوري، وعقدا مباحثات رسمية بين الطرفين.  

ووقعت إيران وكينيا عدة اتفاقيات التجارية، شملت تكنولوجيا المعلومات، وتعزيز الاستثمار في الزراعة، والثروة السمكية، والصحة.

وتعهد الرئيس الإيراني ونظيره الكيني، خلال المؤتمر الصحفي المشترك، على تعزيز العلاقات بين بلديهما، وأكد رئيسي على "العلاقات التاريخية بين إيران والقارة الأفريقية"، مشيرًا إلى "إبرام اتفاقيات اقتصادية مع كينيا لرفع التجارة بين البلدين"، ودعا الرئيس الإيراني إلى "ضرورة تطوير العلاقات على مختلف المجالات السياسية والاقتصادية"، معتبرًا زيارته لكينيا بأنها "منعطف في تنمية العلاقات بين البلدين"، وتعكس عزم وتصميم البلدين على "توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري، والتعاون السياسي، والتعاون الثقافي".

من جهته، وصف الرئيس الكيني، إيران بأنها "شريك استراتيجي مهمّ لكينيا"، وقال أن الاتفاقيات الموقعة "ستعزز وتعمق بدرجة أكبر علاقاتنا الثنائية من أجل النمو المستدام والتنمية بين بلدينا"، واعتبر روتو، أن زيارة رئيسي كانت "مثمرة وتشكل فرصة كبيرة لتوطيد أواصر الصداقة مع إيران".

وكشف الرئيس الكيني، أن الرئيس الإيراني قدم خططًا لإقامة منشأة في مدينة مومباسا الكينية الساحلية لتصنيع سيارة إيرانية أطلق عليها باللغة السواحلية اسم "كيفارو"، أي وحيد القرن.

وخلال زيارة رئيسي إلى مركز الابتكار والتكنولوجيا الإيراني في العاصمة نيروبي، تم إزاحة الستار عن طائرات مُسيّرة إيرانية الصنع لأغراض زراعية.

ويشار إلى أن كينيا هي المركز الاقتصادي لشرق أفريقيا، وحليف مهم للولايات المتحدة، مما يمنح الأهمية لزيارة الرئيس الإيراني.

getty

رفع حجم الاستثمار في أفريقيا

وقبل بدء جولته الأفريقية، أكد رئيسي بأن حصة إيران في الاقتصاد الأفريقي "يجب أن تزيد"، مضيفًا أن "حصتنا من الاقتصاد الأفريقي ضئيلة جدًا، مقارنة مع حجم الاقتصاد الأفريقي الذي يبلغ 1200 مليار دولار، بينما حصتنا منها لا تتجاوز مليارًا و200 مليون دولار".

وحدد الرئيس الإيراني مجالات التعاون التي تستهدفها إيران في أفريقيا، قائلًا: "هناك مجالات جيدة جدًا للتعاون في مجال الزراعة وتصدير الخدمات الفنية والهندسية".

تنا

واعتبر الرئيس الإيراني، أن "الدول الأفريقية مستعدة ومهتمة للغاية بالعمل مع إيران"، متهمًا دولًا غربية دون أن يسميها بـ"اعتماد نظرة استعمارية للدول الأفريقية"، فيما قال إن "نظرة إيران لهذه القارة، مبنية على الكرامة الإنسانية والتكامل".

وترغب إيران، في تطوير العلاقات الاقتصادية مع أفريقيا، لتكون منفذًا جديدًا أمامها، في ظل الخضوع للعقوبات الغربية.

وتأتي زيارة الرئيس الإيراني  إلى أفريقيا عقب جولة أخرى قام بها خلال الشهر الماضي إلى أميركا اللاتينية، على رأس وفد رفيع المستوى، شملت فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا.

تأتي زيارة الرئيس الإيراني  إلى أفريقيا عقب جولة أخرى قام بها خلال الشهر الماضي إلى أميركا اللاتينية، على رأس وفد رفيع المستوى، شملت فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا

واعتبرت وسائل الاعلام الإيرانية الحكومية، أن زيارة رئيسي إلى "الفناء الخلفي للولايات المتحدة تأتي تزامنًا مع الوضع الهش للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه طهران".