04-يناير-2022

استهداف مستمر لمحافظة إدلب (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

تواصلت الغارات الجوية الروسية على ريف إدلب شمال غربي سوريا لليوم الخامس على التوالي، حيث أغارت طائرات السوخوي على عدة بلدات ومخيم للنازحين وعلى محطة تعمل لضخ المياه. وكشف مسؤول يعمل بمرفق المياه أن المحطة خرجت من الخدمة نتيجة للقصف، في حين أعلنت تقارير للأمم المتحدة أن محطة المياه تضررت بشكل كبير في الغارة الجوية.

تواصلت الغارات الجوية الروسية على ريف إدلب شمال غربي سوريا لليوم الخامس على التوالي، حيث أغارت طائرات السوخوي على عدة بلدات ومخيم للنازحين وعلى محطة تعمل لضخ المياه

وأعلنت مصادر في المعارضة السورية أن الطائرات استهدفت بلدة كفردريان بريف إدلب ومحيط بلدتي البارة وبليون في جبل الزاوية. وأسفرت الغارات الروسية عن سقوط خمس ضحايا من المدنيين وإصابة العشرات، وقد نددت منظمة "منسقو استجابة سوريا" بالهجمات الواسعة على  قرى وبلدات شمال غرب سوريا، حيث تركزت وفق بيان صادر عنها على المناطق السكنية والمنشآت والبنى التحتية بالمحافظة. وأدانت المنظمة ما قالت إنه جريمة استهداف محطات المياه في إدلب والتي أدت إلى أضرار مادية وإصابات بين عمال المحطة وحرمان سكان المدينة من خدمات المياه، واعتبرت  أن هذا الهجوم بمثابة جريمة حرب تضاف إلى قائمة الانتهاكات الجسيمة ضد الإنسانية التي ترتكبها القوات الحليفة للنظام  في سوريا.

ووفق البيان فإن هذا القصف طال المنطقة بشكل متعمد، ولم  يكن استهداف المناطق المدنية بشكل عشوائي بل بشكل مباشر ودقيق. وطالب البيان الأمم المتحدة بإرسال لجنة تقصي حقائق لمعاينة الموقع وتوثيق هذا الاعتداء الجديد ضد المدنيين، كما طالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية باتخاذ موقف واضح وحازم من هذه الانتهاكات المستمرة والعمل على إيقاف الهجمات الإرهابية من قبل قوات النظام وروسيا وإيران ضد المدنيين في قرى وبلدات  شمال غربي سوريا.

وذكرت مصادر محلية أن الطائرات الحربية الروسية قصفت محيط بلدة مصيبين في ريف إدلب الجنوبي، مستهدفة بالصواريخ الفراغية منطقة جبل الأربعين بالقرب من مدينة أريحا في ذات الريف، أما قصف قوات النظام فقد تركّز بالأساس في محيط بلدة فليفل. وتسبب القصف الروسي في مقتل امرأة وثلاثة أطفال، فيما أصيب خمسة آخرون جراء القصف الجوي الروسي على منطقة النهر الأبيض، في ريف جسر الشغور في ريف إدلب الغربي.

يشار إلى أن هذا التصعيد الروسي في الشمال الغربي من سوريا يأتي بعد أيام قليلة على اختتام الجولة الـ17 من مفاوضات أستانة التي عُقدت في كانون الأول/ديسمبر 2021 الماضي، ما يؤكد حسب المتابعين، أن "تفاهمات هذا المسار بين الثلاثي الضامن (تركيا، روسيا، إيران)، هشة ولا تؤسس لحالة استقرار أمني في محافظة إدلب".

هذه التطورات وغيرها تشير أيضًا حسب المتابعين للصراع في سوريا إلى أن ما تبقّى من محافظة إدلب خارج سيطرة النظام ما يزال هدفًا للجانب الروسي، خصوصًا البلدات التي تقع جنوب الطريق الدولي "أم 4" (طريق حلب ـ اللاذقية) الذي تقع عليه أعين الروس.

 

بدورها قالت منظمة "الدفاع المدني السوري" إن الجرائم الإرهابية التي ترتكبها روسيا باستهدافها الممنهج للمرافق الحيوية والمنشآت الخدمية في شمال غربي سوريا، هو استمرار لسياسة القتل والتشريد والإجرام التي تمارسها لدعم نظام الأسد في قتل السوريين منذ سنوات، وأكد "الدفاع المدني" في بيان له عقب استهداف محطة المياه المغذية لمدينة آدلب، أن استهداف المرافق الحيوية دليل على أن روسيا لا يمكن أن تكون يومًا في ضفة السلام، أو طرفًا يجلب الأمان للسوريين.

ووفق بيان "الدفاع المدني" فإن التصعيد المتواصل للغارات الجوية الروسية والاستهداف الممنهج للمرافق الخدمية والمنشآت الحيوية يزيد معاناة المدنيين ويمنعهم من الاستقرار في ظل أوضاع اقتصادية متردية، ويهدد ما بقي من أمن غذائي.

وسجل الدفاع المدني السوري خلال عام 2021 أكثر من 1300 هجوم من قبل النظام السوري وروسيا قتل على إثرها 227 شخصًا من بينهم 65 طفلًا و38 امرأة نتيجة لتلك الهجمات التي شنها الطيران الروسي وقوات النظام، فيما تمكنت فرق الإنقاذ بالدفاع المدني السوري من إنقاذ 618 شخصًا أصيبوا نتيجة لتلك الهجمات من بينهم 151 طفلًا.

نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية مارك كاتس غرد على تويتر وكتب أن البلاد تعاني أصلًا من  استمرار تدمير البنية التحتية الذي  لن يؤدي إلا لمزيد من المعاناة للمدنيين، داعيًا إلى ضرورة أن تتوقف الهجمات على الناس وعلى البنية التحتية المدنية.

يذكر أن غارات للطائرات الروسية استهدفت قبل أيام مخيمًا للنازحين في ريف بلدة جسر الشغور بإدلب، وأسفرت عن مقتل امرأة وثلاثة أطفال وإصابة 9 آخرين بينهم صغار في السن، وطال القصف الروسي عدة  مناطق في محيط مدينة إدلب وجبل الزاوية جنوبي المحافظة.

كما قامت الطائرات الروسية يوم الجمعة بشن أربع غارات على منطقة خفض التصعيد استهدفت أطراف مدينة إدلب الغربية وبلدة كنصفرة، ومحيط قرية الجديدة، وأسفرت تلك الغارات عن مقتل مدنيين اثنين، وإصابة ستة آخرين. وجاء هذا التصعيد الروسي بعد هدوء نسبي استمر منذ تشرين الأول/أكتوبر.

غارات للطائرات الروسية استهدفت قبل أيام مخيمًا للنازحين في ريف بلدة جسر الشغور بإدلب، وأسفرت عن مقتل امرأة وثلاثة أطفال وإصابة 9 آخرين بينهم صغار في السن

وتقع منطقة إدلب ضمن نطاق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه من قبل روسيا وتركيا في آذار/مارس من عام 2020، وذلك عقب عدة اتفاقات لم يكتب لها النجاح بسبب خرقها المتكرر من قبل النظام السوري وحليفته روسيا.