02-ديسمبر-2021

معابر جابر/نصيب على الحدود الأردنية السورية (Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير

قالت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية في حكومة النظام السوري أنها والجانب الأردني اتفقا على إعادة فتح المنطقة الحرة على الحدود مع الأردن في إطار تنشيط الحركة التجارية بين الطرفين، وذلك بعد تأهيل المنطقة إثر افتتاح المعابر بين الطرفين وتوقيع العديد من الاتفاقيات في مجال الاقتصاد والطاقة والزراعة.

أوضح البيان المشترك أن "تأسيس المنطقة الحرة تمّ بموجب اتفاق التعاون الاقتصادي وتنظيم التبادل التجاري بين البلدين لتكون أحد مرتكزات العمل العربي الاقتصادي المشترك"

 وأكد الجانبان انطلاق الاعمال والأنشطة التجارية والاقتصادية اعتبارًا من مطلع كانون الأول/ديسمبر. وأوضح البيان المشترك أن "تأسيس المنطقة الحرة تمّ بموجب اتفاق التعاون الاقتصادي وتنظيم التبادل التجاري بين البلدين لتكون أحد مرتكزات العمل العربي الاقتصادي المشترك".

من جانبها أكدت وزارة الصناعة والتجارة والتموين الأردنية على أهمية انجاز ما تبقى من عمليات صيانة وتأهيل وإعادة الكوادر البشرية والفنية اللازمة في البلدين لإعادة تشغيل المنطقة الحرة لا سيما أن المنطقة كانت تلعب دور فاعلًا في حركة التجارة الثنائية وحركة الترانزيت. وأشارت الوزارة  إلى أنه كان من ضمن مخرجات الاجتماع الثنائي الذي جمع وزيرة الصناعة والتجارة والتموين مها علي بوزير الاقتصاد السوري  محمد سامر الخليل للعمل على إعادة تشغيل المنطقة الحرة الأردنية السورية المشتركة.

وكان الجانب الأردني والنظام السوري قد أعادا فتح المعبر الرئيسي بين البلدين أمام المدنيين وحركة التجارة نهاية شهر أيلول/سبتمبر الماضي وهو معبر نصيب من الجانب السوري ومعبر جابر من الطرف الأردني بعد إغلاق استمر عدة سنوات، وكان هذا المعبر قبل اندلاع الثورة السورية يعتبر شريانًا مهمًا لحركة المبادلات التجارية بالاضافة لترانزيت للبضائع التي كانت تأتي من لبنان وتركيا باتجاه مصر ودول الخليج العربي.

ورجح المدير العام لشركة المنطقة الحرة الأردنية السورية عصام الخصاونة في تصريحات صحفية سابقة من الشهر الماضي إعادة فتح المنطقة الحرة قبل نهاية العام بعد أن أصبحت معظم متطلبات إعادة تشغيل المنطقة جاهزة، وبقيت متطلبات الربط الإلكتروني والأمور المتعلقة بالجوانب الجمركية والأمنية والكوادر البشرية وخاصة من الجانب السوري.

وبحسب بيانات رسمية أردنية فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال العام الماضي 92 مليون دينار، مقابل 117 مليون دينار عام 2019، وخلال النصف الأول من العام الحالي بلغ 67 مليون دينار. بالمقابل تتحدث مصادر صحفية قريبة من النظام السوري عن أن حجم الإيرادات التي حققها معبر نصيب بلغ 84 مليار ليرة سورية منذ بداية العام، كما أشارت نفس تلك المصادر ان حركة الشحن سجلت تحسنًا مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، مقدرة أن عدد الشاحنات التي تعبر معبر نصيب يوميًا 200 شاحنة في الاتجاهين، حيث تغلب على  البضائع المغادرة من  الجانب السوري الخضر والفواكه وبعض الصناعات البلاستيكية، في حين تستقبل من الجانب الأردني  حمولات عبارة عن بطاريات وألواح الطاقة وبعض المواد الأولية التي تدخل في الصناعات المحلية.

وتأتي خطوة إعادة فتح المنطقة الحرة لتستكمل الخطوات السابقة التي تهدف إلى إنعاش الاقتصاد السوري المتهالك في إطار الجهود التي تبذلها الحكومة الأردنية لإعادة النظام السوري للساحة العربية والدولية، بالرغم من رفض النظام لكل الجهود والمبادرات التي بُذلت للدفع إلى التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، وكان آخرها مقترح "اللاورقة" الذي تقدمت به الأردن إلى الدول المعنية في بالملف السوري واعتبرته  نهجًا جديدًا يستهدف تغيير سلوك النظام تدريجيًا مقابل الحوافز التي سيتحصل عليها ويتم تحديدها بعناية.

وشهد هذا العام تقاربًا كبيرًا بين الأردن و النظام السوري خاصة خلال الأشهر الأخيرة، فقد أجرى رأس النظام السوري بشار الأسد اتصالًا هاتفيًا مع العاهل الأردني عبد الله الثاني هو الأول من نوعه واعتبر خطوة متقدمة في مسار تطبيع العلاقات بين الأردن والنظام السوري، كما أجريت زيارات متبادلة من وفود وزارية اقتصادية وعسكرية، وذلك تزامنًا مع سيطرة النظام بشكل شبه كاملة على محافظتي درعا والقنيطرة في الجنوب بعد عمليات التسوية والمصالحة التي فرضها النظام السوري بدعم روسي.

تشهد الساحة العربية محاولات من عدة أطراف لدعوة النظام السوري إلى القمة العربية والمرتقب انعقادها  في الجزائر العاصمة في الربع الأول من بداية العام المقبل

بالتزامن مع هذا التقارب الأردني السوري تشهد الساحة العربية محاولات من عدة أطراف عربية لدعوة النظام السوري إلى القمة العربية والمرتقب انعقادها  في الجزائر العاصمة في الربع الأول من بداية العام المقبل، وهذا ما أكده وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد خلال تصريحات تلفزيونية حين قال أن "هناك تحركات عربية باتجاه النظام"، مضيفًا أن " تصريحات عدة تصدر من خارج دمشق تطلب العودة إلى الجامعة العربية"، وهو ما يواجه في الوقت ذاته رفضًا من دول عربية أخرى، وفي مقدمتها السعودية وقطر، واللتان عبرتا عن عدم وجود نية لديهما للتطبيع مع نظام الأسد.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الدفاع الأمريكية تتعهّد بالتحقيق بشأن غارة استهدفت مدنيين في سوريا قبل سنتين

بوليتيكو: هل رفعت الولايات المتحدة الفيتو عن التطبيع العربي مع نظام الأسد؟