16-يونيو-2023
gettyimages

الدول الغربية حذرت رئيس الوزراء كورتي من أن كوسوفو قد تواجه إجراءات عقابية متعددة، في حال استمرار التوتر (Getty)

دعا الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات سريعة لتهدئة الأوضاع بين كوسوفو والمجموعات الصربية في الشمال وهدّد الاتحاد الأوروبي، السلطات في كوسوفو بـ"عواقب سياسية" هذه المرة في حال لم تتخذ الإجراءات الكفيلة بتهدئة التوتر القائم. ومن بين تلك "العواقب/العقوبات" تعليق الزيارات والعلاقات رفيعة المستوى على حد تعبير الممثل السامي للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.

قال متحدث باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: "ننتظر من رئيس الوزراء في كوسوفو، ألبين كورتي، اتخاذ إجراءات لخفض التصعيد"

وفي تفاصيل التهديد الجديد للسلطات في كوسوفو، قال متحدث باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: "ننتظر من رئيس الوزراء في كوسوفو، ألبين كورتي، اتخاذ إجراءات لخفض التصعيد. وفي حال لم يحصل ذلك ستكون هناك عواقب سياسية مع تعليق الزيارات والعلاقات الرفيعة المستوى، واتخاذ إجراءات مؤقتة يمكن العودة عنها".

مع الإشارة إلى تشديد المتحدث على أنّ "الأمر لا يتعلق بعقوبات بل بإجراءات مُقيّدة"، مؤكدًا  في ذات الوقت "أن تعليق دعم الاتحاد الأوروبي ماليًا قيد المناقشة"، مضيفًا أنه "طُرحت سلسلة من الإجراءات على الدول الأعضاء وتتم مناقشتها"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

زكي وزكية الصناعي

هذا ومن المنتظر أن ينعقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في ال 26 من حزيران/يونيو الجاري في لوكسمبورج.

وتعود أسباب التوتر الحالي بين كوسوفو وصربيا إلى الانتخابات البلدية التي قاطعها صرب كوسوفو والتي أفضت إلى تنصيب رؤساء بلديات ألبان في أيار/ مايو، في أربع مدن في شمال كوسوفو تقطنها غالبية صربية.

ولم تتوقف الاشتباكات منذ حينها، على الرغم من مبادرة طرحها رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، لاحتواء التصعيد، تتضمن إجراء انتخابات جديدة في البلديات الأربع المتنازع عليها. فضلًا عن دعوة كورتي لصربيا إلى استئناف "فوري" للمحادثات برعاية الاتحاد الأوروبي.

وقبل أسبوع من الآن طلبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من كوسوفو، التراجع في مواجهة التوتر مع صرب شمال كوسوفو، أو مواجهة "العواقب" نتيجة لاندلاع التوتر.

getty

وجاءت التحذيرات في الوقت الذي اختتم فيه مبعوثو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي زياراتهم إلى كوسوفو وصربيا لتهدئة التوترات التي اندلعت مطلع شهر حزيران/يونيو، مما أدى إلى إصابة العشرات من جنود حفظ السلام التابعين لحلف شمال الأطلسي والمتظاهرين الصرب في شمال كوسوفو.

وقال المبعوث الأمريكي لغرب البلقان جابرييل إسكوبار، إنه يتعين على كوسوفو منح قدر أكبر من الحكم الذاتي للبلديات ذات الأغلبية الصربية إذا أرادت الاقتراب من الانضمام إلى الناتو والاتحاد الأوروبي.

وأضاف إسكوبار "الإجراءات المتخذة أو التي لم تتخذ قد يكون لها بعض العواقب التي ستؤثر على أجزاء من العلاقة [بين كوسوفو والولايات المتحدة]، ولا نريد الوصول إلى هناك".

وردًا على ذلك، قال رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي: "لا أعتقد أن هذه الأمور تحل بالضغط ومن خلال ذكر العواقب وحتى العقوبات"، مضيفًا "لدينا تحديات مع مبعوثي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لكن علاقاتنا الثنائية مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ممتازة".

ودعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى سحب رؤساء البلديات من مكاتبهم وسحب وحدات الشرطة الخاصة التي ساعدت في دخولهم إلى البلديات من المناطق الشمالية.

ودعوا إلى إجراء انتخابات محلية جديدة في الشمال بمشاركة الصرب، مع مطالبة كوسوفو تنفيذ اتفاق 2013 لإنشاء اتحاد للبلديات الصربية لمنحها المزيد من الحكم الذاتي.

وقالت رئيسة كوسوفو فيوزا عثماني لـ"رويترز"، يوم أمس، إن البلاد قد تجري انتخابات جديدة في تلك البلديات إذا وقع 20% من الناخبين على عريضة يطلبون فيها إعادة الانتخابات.

بودكاست مسموعة

وقال مسؤول كبير في كوسوفو لـ"رويترز" إن الدول الغربية حذرت رئيس الوزراء كورتي من أن كوسوفو قد تواجه إجراءات عقابية متعددة، في حال استمرار التوتر.

وفي الأسبوع الماضي، ألغت واشنطن مشاركة كوسوفو في المناورات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة بأوروبا.

يشار إلى أن صربيا لا تعترف بالاستقلال الذي أعلن في كوسوفو عام 2008 بعد عقد من حرب دامية بين القوات الصربية والألبان.

وتشجع بلجراد حوالي 120 ألف صربي يقيمون هناك يمثلون أقل من 5% من السكان على تحدي سلطات بريشتينا.

قال المبعوث الأمريكي لغرب البلقان جابرييل إسكوبار، إنه يتعين على كوسوفو منح قدر أكبر من الحكم الذاتي للبلديات ذات الأغلبية الصربية إذا أرادت الاقتراب من الانضمام إلى الناتو والاتحاد الأوروبي

كما يشار أيضا إلى أن حلف شمال الأطلسي ينشر قوة حفظ سلام في كوسوفو منذ تدخّله العسكري في عام 1999.