04-يناير-2024
gettyimages

الجيش الإسرائيلي يساهم في تنمية الشركات الناشئة التي تنخرط في تطوير تكنولوجيا عسكرية (Getty)

تتحول الحروب الإسرائيلية، بما تنتجه من ضحايا ودمار، إلى فرصة لـ"الترويج" للأسلحة الإسرائيلية الجديدة، باعتبارها أسلحة "مجربة" في أرض الميدان.

ونشرت صحيفة "هآرتس" تقريرًا عن الحرب باعتبارها "اللحظة التي تزدهر فيها شركات الأسلحة الإسرائيلية".

شركات الأسلحة الإسرائيلية، تتحدث عن الحصول على تغذية راجعة مباشرة، والعمل على تطوير متواصل للأسلحة التي يستخدمها جيش الاحتلال

وانطلق التقرير من الحديث عن عدة شركات أسلحة صغيرة، طورت أسلحة تستخدم حاليًا في العدوان على غزة، مثل تطوير شركة SpearUAV طائرة مُسيّرة انتحارية يمكن إطلاقها من الميدان. كما تعمل شركة InfiniDome على تطوير نظام يحمي الطائرات المُسيّرة من تشويش نظام تحديد المواقع العالمي. بالإضافة تطوير شركة SmartShooter، بندقية "ذكية تطلق النار على الأهداف المتحركة". كما تقوم Axon Vision بدمج أنظمة الذكاء الاصطناعي في المركبات المدرعة والطائرات المُسيّرة.

ووفق "هآرتس"، هذه "أمثلة على شركات إسرائيلية ناشئة، تعمل على تطوير التكنولوجيا للجيش الإسرائيلي". مشيرةً إلى أن هذه الصناعة "تشهد ارتفاعًا مع الطلب العالمي على الأسلحة والتقنيات العسكرية".

وتضيف الصحيفة الإسرائيلية: "تستثمر صناديق رأس المال الاستثماري في وادي السيليكون في هذه الصناعة للمرة الأولى، ويتسرب هذا الاتجاه إلى إسرائيل أيضًا. ومن المتوقع أن يزداد حجم الجيش وتمويله بعد الحرب، مما قد يؤدي إلى زيادة الطلب على التكنولوجيا المبتكرة من الشركات الناشئة المحلية"، وفق الصحيفة.

ويأتي ذلك مع "ثورة صناعة الدفاع العالمية"، وتحديدًا منذ عام 2014، مع سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم.

وكان كل ذلك، ينعكس مباشرة على صناعة الأسلحة في إسرائيل. ففي عام 2022، وصلت الصادرات الدفاعية الإسرائيلية إلى مستوى قياسي بلغ 12.5 مليار دولار. ويقول نائب الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية لشركة SpearUAV يفتاح كلاينمان: "يمكنك أن ترى انتعاشًا في العامين الماضيين. في الماضي، كانت صناديق [رأس المال الاستثماري] حذرة، والآن أصبحت جميعها أكثر نشاطًا وأقل سرية".

ووفق صحيفة "هآرتس"، فإن الصناديق الاستثمارية، كانت لا تفضل الاستثمار في تطوير الأسلحة، نظرًا لتعقيد تصديرها، وبالأخص في الولايات المتحدة، نظرًا للقيود التي يضعها البنتاغون على تصدير، ولكن مع توجه العالم نحو الإنفاق العسكري بشكلٍ أكبر، تحولت صناعة الأسلحة إلى فرصة استثمارية.

getty

"ميزة الحرب"

وتقول "هآرتس": "هناك عدد غير قليل من المزايا للشركات الناشئة الإسرائيلية في هذه الصناعة. وتعمل إدارة تطوير الأسلحة والبنية التحتية التكنولوجية في وزارة الأمن كحاضنة. وهي تتعاون مع الشركات الناشئة في العديد من المشاريع، مما يساعد على تطوير المنتجات وتكييفها مع احتياجات الجيش".

وأضافت: "حتى أنها تصدر أوامر لمشاريع تجريبية صغيرة الحجم نيابة عن القوات الأمنية في بعض الأحيان. وهذا يجعل من الجيش الإسرائيلي نوعًا من الموقع التجريبي للشركات الناشئة".

وتشير "هآرتس"، إلى أن بعض الشركات الإسرائيلية وجدت نفسها في "ميدان الحرب، وتتعاون بشكلٍ وثيق مع الجيش".

وتضرب الصحيفة مثالًا على شركة InfiniDome، التي تطور نظامًا لحماية الطائرات المُسيّرة من تشويش نظام تحديد المواقع العالمي.

ويقول الرئيس التنفيذي لشركة infiniDome: "نحن نعمل ليلًا ونهارًا، خاصة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، لتوفير حلول للجيش الإسرائيلي، للسماح لوحداته وأدواته بالتعامل مع الواقع الذي تتعرض فيه إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) للهجوم في جميع أنحاء البلاد تقريبًا. إن تقنيتنا تحمي بالفعل الطائرات المُسيّرة العاملة في قطاع غزة. ونحن نعمل مع الوحدات التشغيلية والجنود لفهم احتياجاتهم ومواصلة تطوير المنتج. وأخبرنا القادة الميدانيون أن هذه المنتجات أنقذت الأرواح بالفعل".

وزارة الأمن الإسرائيلية تحتضن هذه الشركات، وتساهم في تطويرها

وتقول شركة SpearUAV إن الحرب أدت إلى تسريع عملية تطوير منتجات محددة يحتاجها الجيش، ومنها طائرات مُسيّرة انتحارية، إذ تتخصص الشركة في طائرة Viper الانتحارية الصغيرة المُسيّرة، والتي يمكن إطلاقها من قبل جنود المشاة أو من المركبات المدرعة لتحديد مواقع الأهداف وتعقبها ومهاجمتها عن طريق الاصطدام بها وتدميرها ذاتيًا. وتمتلك الشركة طرازين قادرين على حمل رأس حربي يزن 300 و750 جرامًا.

أمّا شركة SmartShooter، فقد قامت بتطوير بندقية آلية "تستخدم حاليًا على نطاق واسع من قبل جيش الإسرائيلي في الحرب على غزة". وتبيع هذه الشركة منتجاتها في إسرائيل والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهولندا وألمانيا والهند.