16-مايو-2023
Getty

عشرات الشحنات لمكونات صنعتها شركة بوينغ في الولايات المتحدة وصلت إلى روسيا (Getty)

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا كشفت فيه توصل موسكو إلى قطع غيار للطائرات بعشرات ملايين الدولارات من إنتاج شركتي بوينغ وإيرباص، وذلك على الرغم من العقوبات الأمريكية والغربية المفروضة ضدها، حيث تمّ شحن قطع الغيار خلال العام الماضي إلى شركات الطيران الروسية الخاضعة للعقوبات، وذلك عبر شبكات غير مشروعة من أجل تجاوز القيود عبر وسطاء معظمهم في الشرق الأوسط وآسيا.

قطع غيار الطائرات تصل إلى روسيا رغم العقوبات الأمريكية والأوروبية، من خلال مصادر متعددة

واستندت نيويورك تايمز على "بيانات جمركية روسية حصلت عليها"، حيث بيّنت المعطيات أن "قطع غيار الطائرات أرسلت إلى شركات طيران روسية تحت طائلة العقوبات الأمريكية، من بينها شركة "إيروفلوت" و"أورال إيرلاينز" و"إس 7" و"بوبيدا" و"يوتير".

وكانت واشنطن وحلفاؤها حول العالم، قد فرضوا عقوبات على روسيا بسبب غزو أوكرانيا، "شملت منع موسكو من استيراد الأسلحة والرقائق الإلكترونية وقطع غيار الطائرات بجانب أشياء أخرى، للضغط عليها اقتصاديًا".

Getty

ورجحت نيويورك تايمز أن تكون "شحنات قطع غيار الطائرات التي وصلت روسيا، مرت على الأغلب عبر شبكة غير شرعية تتمثل في أكثر من مشتر عادة من الشرق الأوسط وآسيا، من أجل التحايل على العقوبات".

وبحسب الصحيفة فإن "عشرات الشحنات لمكونات صنعتها شركة بوينغ في الولايات المتحدة، وصلت إلى شركة "إيروفلوت" العام الماضي. وتم ذلك عبر مرورها من خلال مناطق تجارة حرة ومناطق صناعية في الإمارات والصين، قبل أن تصل إلى روسيا.

وتكشف معلومات نيويورك تايمز أن "أكثر من 5 آلاف شحنة من قطع غيار الطائرات طلبها أفراد، وصلت إلى روسيا خلال 8 أشهر في عام 2022، من المسامير البسيطة إلى أجزاء من محركات الطائرات بقيمة تصل إلى 290 ألف دولار".

ووصلت قيمة تلك المكونات الأمريكية التي شُحنت إلى روسيا خلال الفترة المذكورة إلى نحو 14.4 مليون دولار، من بينها 8.9 مليون "مقابل أجزاء ومكونات وصفت بأنها مصنعة أو مسجلة باسم شركة بوينغ الأميركية، وتم بيعها إلى روسيا بواسطة أطراف ثالثة".

ونقلت نيويورك تايمز عن خبراء في مجال الطيران، أن قطع الغيار التي تصل روسيا بالرغم من العقوبات "من المرجح وصولها عبر مصادر متعددة، مثل مخزونات موجودة بالفعل بالخارج لدى شركات الطيران ومنشآت الإصلاح أو من يقومون بعمليات إعادة بيع للأجزاء المستعملة المعروفة بالخردة".

وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن أغلب تلك الأجزاء وصلت روسيا "عبر دول هي الإمارات وتركيا والصين والمالديف، لكن هناك أيضًا شحنات تعد على أصابع اليد وصلت مباشرة من الولايات المتحدة أو أوروبا".

Getty

يشار إلى أنه أعلن في واشنطن الخميس الماضي عن "القبض على مواطن روسي يعيش قرب ميامي، على خلفية إرسال شحنات لمكونات طائرات من الولايات المتحدة إلى روسيا، في انتهاك للحظر المفروض. وشملت الشحنات التي أرسلها أوليغ باتسوليا، وشريك له، أنظمة فرامل باهظة الثمن"، حسب نيويورك تايمز.

لكن معدّل الشحنات التي وصل إلى روسيا، يظل، حسب الصحيفة، أقل بكثير مما كان عليه قبل الحرب في أوكرانيا.

ووفقًا لمسؤولين أمريكيين تحدثوا لنيويورك تايمز، فإن "شركات الطيران الروسية أجبرت على تفكيك قطع غيار من طائرات لتشغيل طائرات أخرى، بجانب التوجه إلى إيران لعمليات الصيانة وقطع الغيار".

تشير الإحصائيات عمومًا إلى تراجع واردات روسيا من الطائرات ومكوناتها من 3.45 مليار دولار قبل غزو أوكرانيا، إلى نحو 286 مليون دولار

وتشير الإحصائيات عمومًا إلى تراجع واردات روسيا من الطائرات ومكوناتها من 3.45 مليار دولار قبل غزو أوكرانيا، إلى نحو 286 مليون دولار، وفقًا لما نقلته نيويورك تايمز عن بيانات مرصد اقتصادي لمتابعة حركة التجارة.

وتعليقًا على المعطيات والمعلومات التي كشفها تقرير نيويورك تايمز قالت شركة بوينغ إنها "ملتزمة بشكل كامل بالعقوبات الأمريكية وأوقفت عمليات التصدير والصيانة والدعم التقني لعملائها في روسيا مطلع عام 2022".