وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى بريطانيا، للقاء رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، وتأتي زيارة زيلينسكي في أعقاب الرحلات إلى برلين وباريس وإيطاليا، وبالتزامن مع تعهد المملكة المتحدة الأسبوع الماضي بإرسال صواريخ كروز أطول مدى لدعم المجهود الحربي الأوكراني قبيل هجوم الربيع المضاد.
الجولة الأوروبية تهدف إلى زيادة الدعم العسكري، قبيل هجوم الربيع الأوكراني المضاد، بالإضافة إلى الدفع في ملف انضمام أوكرانيا لحلف الناتو
وقبل الرحلة غرد زيلينسكي بأن "المملكة المتحدة رائدة عندما يتعلق الأمر بتوسيع قدراتنا على الأرض وفي الجو. سيستمر هذا التعاون اليوم. سوف أقابل صديقي ريشي. سنجري مفاوضات موضوعية وجهاً لوجه".
من جانبه، قال سوناك: "هذه لحظة حاسمة في مقاومة أوكرانيا لحرب عدوانية مروعة لم يختاروها أو يثيروها. إنهم بحاجة إلى الدعم المستمر من المجتمع الدولي للدفاع ضد وابل الهجمات المستمرة والعشوائية التي كانت واقعهم اليومي منذ أكثر من عام. يجب ألا نخذلهم".
وأعلنت بريطانيا، اليوم الإثنين، أنها سترسل مئات الطائرات الهجومية المُسيّرة بعيدة المدى. وقال وزير التجارة البريطاني نايجل هودلستون، إنه يتوقع من الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن يطلب المزيد من الدعم من المملكة المتحدة ، قائلاً: "بصراحة، نحن نقدم المزيد باستمرار، وبالطبع هذا يأتي بتكلفة كبيرة للمملكة المتحدة ودافعي الضرائب، لكننا نعتقد أن الأمر يستحق ذلك لأننا ندعم أصدقائنا وحلفائنا المحتاجين. لست مندهشًا على الإطلاق من أن زيلينسكي سيأتي إلى هنا ليطلب المزيد".
Welcome back, @ZelenskyyUa 🇬🇧🇺🇦 pic.twitter.com/ph57ZoUHpC
— Rishi Sunak (@RishiSunak) May 15, 2023
وقال أندريه يرماك من مكتب زيلينسكي إن عضوية أوكرانيا في حلف الناتو ستكون على جدول الأعمال. وفي وقت سابق، من اليوم الإثنين، وخلال خطاب بالفيديو في الدنمارك، قال زيلينسكي إنها ستكون "إشارة في الوقت المناسب للموافقة على قرار سياسي إيجابي بشأن عضوية أوكرانيا في الناتو"، خلال قمة الناتو في تموز/ يوليو المقبل، والتي من المقرر أن يحضرها شخصيًا.
جولة زيلينسكي الأوروبية
في محطته الألمانية، حرص زيلينسكي على كيل المديح لبرلين واصفًا إياها بـ"الصديق الحقيقي" و"الحليف الموثوق"، قائلًا خلال مؤتمر صحفي رفقة المستشار الألماني شولتز: "إن كييف ستظل دائما ممتنة لألمانيا على دعمها خلال الغزو الروسي الشامل"، معتبرًا أنّ أوكرانيا وحلفاؤها "يمكن أن يجعلوا هزيمة روسيا في الحرب نهائية هذا العام"، وتحدث زيلينسكي في هذا الصدد عن فرص السلام، قائلًا: إن بلاده "مستعدة لمناقشة مبادرات قدمتها دول أخرى لإحلال السلام إذا كانت تستند إلى موقف كييف وخطتها للسلام". مردفًا القول: "الحرب دائرة على أراضينا، ولذا فإن أي خطة سلام ستستند إلى مقترحات أوكرانيا".
وعلق المستشار الألماني شولتز حول نقطة السلام قائلًا: "إن أوكرانيا مستعدة للسلام لكن هذا لا يعني بأي شكل تجميد الصراع وقبول اتفاق تمليه روسيا"، مردفًا القول إنه "يتعين على روسيا سحب قواتها، لن ينجح الأمر بأي طريقة أخرى".
It was another powerful day for our defense, for our international positions.
I thank Mr. President Frank-Walter Steinmeier, Mr. Chancellor Olaf Scholz @Bundeskanzler and the German 🇩🇪 people for the powerful defense package, for their leadership in defending lives from Russian… pic.twitter.com/NYSDdC2u4h
— Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) May 14, 2023
وكان زيلينسكي كشف أمس الأحد أنّهم يستعدون للهجوم المضاد الذي شدد أن هدفه "تحرير ما احتلته موسكو وليس مهاجمة الأراضي الروسية"، مستبعدًا "فكرة تقديم أي تنازلات حدودية لروسيا"، مؤكدًا عكس ذلك ةأن الأوكرانيين "يريدون استعادة كل شبر من أراضيهم"، علمًا بأن روسيا ضمت حتى الآن شبه جزيرة القرم وأربع مناطق أوكرانية أخرى.
وخلال الزيارة، أعلن المستشار الألماني عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لكييف بقيمة 2.7 مليار دولار ستقدمها بلاده، ويعد هذا الرقم قياسيًا، حسب دير شبيغل، في مستوى الدعم الألماني لأوكرانيا منذ بدء الحرب.
كما التقى زيلنسكي في برلين نظيره الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير ووصل زيلينسكي الأحد إلى برلين قادمًا من روما حيث التقى رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والبابا فرنسيس.
واختتم زيلينسكي محطته الألمانية بزيارة مدينة آخن بغرب ألمانيا حيث تسلم بالنيابة عن الشعب الأوكراني جائزة شارلمان التي تحتفي بالخدمات المقدمة للوحدة الأوروبية.
Already in Berlin. Weapons. Powerful package. Air defense. Reconstruction. EU. NATO. Security.
— Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) May 13, 2023
وقال زيلينسكي: "سيجعل الأوكرانيون أوروبا أقوى دائما"، مضيفًا أن بلاده "تعتزم الانتصار ليس في هذه الحرب فقط، بل الانتصار على العدوان وضم الأراضي والترحيلات بسبب كارثة الإبادة الجماعية، في أي مكان في أنحاء العالم"، حسب تعبيره.
أما أولاف شولتز فقال في ذات المناسبة: "ربما اعتقد فلاديمير بوتين أنه سيجبر الأمة الأوكرانية على العدول عن مسارها إلى أوروبا من خلال العنف، لكن جميع دباباته وطائراته المسيرة ومنصات إطلاق الصواريخ كان لها أثر عسكي تماما".
يشار إلى أن زيلينسكي وصل ألمانيا قادما من إيطاليا التي بدأ منها جولته الأوروبية الثانية السبت 13 أيار/مايو لحشد الدعم قبل تنفيذ الهجوم المضاد المرتقب غربيا.
وأكمل زيلينسكي جولته بزيارة مفاجئة للعاصمة الفرنسية باريس في زيارة هي الثانية منذ بدء الهجوم الروسي على بلاده في شباط/فبراير 2022.
وعقب زيارة زيلينسكي لفرنسا، أعلنت باريس عن إرسال عشرات الدبابات الخفيفة والمدرعات الإضافية للجيش الأوكراني، إلى جانب تدريب الجنود على استخدامها. كما دعا فولوديمير زيلينسكي وإيمانويل ماكرون إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا. وقال البيان المشترك للزعماء إن باريس ستركز جهودها "في دعم قدرات الدفاع الجوي الأوكرانية".
وكان زيلينسكي قد غرد في وقت سابق لدى وصوله إلى فرنسا في قاعدة جوية في فيلاكوبلاي، جنوب غرب باريس: "مع كل زيارة، تتوسع القدرات الدفاعية والهجومية لأوكرانيا".
وفي سياق متصل، قالت مصادر غربية، إن زعماء مجموعة الدول السبع يخططون لتشديد العقوبات على روسيا في قمتهم باليابان هذا الأسبوع، مع اتخاذ خطوات تستهدف الطاقة والصادرات التي تساعد موسكو في المجهود الحربي.
Paris. With each visit, Ukraine's defense and offensive capabilities are expanding. The ties with Europe are getting stronger, and the pressure on Russia is growing. I will have a meeting with my friend Emanuel and we will talk through the most important points of bilateral…
— Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) May 14, 2023
التراجع في باخموت
في تطور جديد للمعركة الدائرة في مدينة باخموت منذ أشهر أعلنت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار، أن "قوات بلادها تتقدم في اتجاهين في مدينة باخموت شرقيّ البلاد"، معتبرةً أن الوضع في وسط المدينة ما يزال معقدًا، وعزت المسؤولة الأوكرانية هذا التقدم "إلى التخطيط الكفوء للقيادة وشجاعة مقاتلينا، فبفضلهم لم يستطع العدو السيطرة على المدينة"، وفق قولها.
وكانت روسيا قد اعترفت، الجمعة، بأن قواتها "تراجعت شماليّ باخموت"، ويحدث ذلك قبل الهجوم المضاد الذي تستعد كييف لشنه.
كما اعترفت موسكو أمس الأحد، بمقتل قائدين عسكريين على الجبهة في أوكرانيا، حيث قال المتحدث باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشنكوف، خلال مؤتمر صحفي "إنّ الكولونيلين فياتشيسلاف ماكاروف ويفغيني بروفكو سقطا في القتال في أوكرانيا".
وفي هذا السياق نقلت وكالة "الأناضول" عن مصدر بريطاني رسمي، لم تذكره، قوله إن القوات الروسية في أوكرانيا أصبحت "ضعيفة التدريب وذات معدات قديمة".
وثائق جديدة مسربة
في الأثناء كشفت وثائق أمريكية مسربة أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي "سعى لاحتلال مدن روسية وخطط سرًا لشنّ هجمات جريئة" داخل الأراضي الروسية، لكن حلفاء أوكرانيا الأمريكيين عارضوا خطط زيلينسكي، ورفضوا استهداف أراضٍ روسية بالصواريخ، بحسب ما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
وبحسب الوثائق المسربة فقد طرح زيلينسكي على قادته العسكريين خلف الأبواب المغلقة "احتلال قرى روسية لكسب النفوذ على موسكو، كما اقترح قصف خط أنابيب ينقل النفط الروسي إلى المجر، والسعي بشدة للحصول على صواريخ بعيدة المدى من الحلفاء الغربيين لضرب أهداف داخل حدود روسيا".
وتذكر إحدى الوثائق أن زيلينسكي اقترح خلال اجتماع عُقد في أواخر كانون الثاني/يناير، أن "تشن أوكرانيا ضربات داخل الأراضي الروسية وأن تنقل قوات برية أوكرانية إلى أراضي العدو لاحتلال مدن حدودية روسية". وبحسب الوثيقة فإن الهدف من ذلك "أن تكتسب كييف بعض النفوذ في المحادثات مع موسكو".
وتذكر وثيقة أخرى أن زيلينسكي أعرب في اجتماع في شباط/فبراير مع الجنرال فاليري زالوجني، القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، عن قلقه من أن "أوكرانيا ليست لديها صواريخ بعيدة المدى، ولا أي أسلحة، قادرة على الوصول إلى تجمعات القوات الروسية في روسيا"، مقترحًا على زالوجني أن "تهاجم أوكرانيا مواقع انتشار للقوات الروسية في منطقة روستوف، الواقعة في غرب روسيا، باستخدام طائرات مُسيّرة".
كشفت وثائق أمريكية مسربة أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي "سعى لاحتلال مدن روسية وخطط سرًا لشنّ هجمات جريئة" داخل الأراضي الروسية
في ذات السياق تتحدث وثيقة ثالثة عن اجتماع عقده زيلنسكي في شباط/فبراير مع نائبة رئيس الوزراء يوليا سفيريدينكو، اقترح فيه أن "تفجِّر أوكرانيا خط أنابيب دروزبا السوفييتي الذي يزود المجر بالنفط"، وتضيف الوثيقة السرية المسربة أن زيلينسكي: "شدد على أن أوكرانيا ينبغي أن تفجر خط الأنابيب وتدمر المشروعات الصناعية لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان المتعاطف مع روسيا، والتي تعتمد اعتمادًا كبيرًا على النفط الروسي".