02-مارس-2023
getty

تكثفت المناورات العسكرية الأمريكية الإسرائيلية المشتركة خلال الأشهر الماضية (Getty)

ينوي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، زيارة إيران يوم الجمعة، تلبيةً لدعوة رسمية لحضور اجتماعات رفيعة المستوى، من بينها اجتماع مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. 

ينوي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، زيارة إيران يوم الجمعة، تلبيةً لدعوة رسمية لحضور اجتماعات رفيعة المستوى

وبخصوص الزيارة، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية  محمد إسلامي، أن إيران لن تقبل بشيء يتم فرضه بضغط سياسي. وفق ما ذكرت وكالة فارس للأنباء (شبه رسمية) يوم الأربعاء.

وتأتي الزيارة وسط مناقشات مع طهران، بعد تقرير صادر عن الوكالة الدولية، بشأن الكشف عن جزيئات يورانيوم مخصبة بدرجة نقاء تصل إلى 83,7%، وهي أقل بقليل من 90%، والتي تعد درجة النقاء المطلوبة لصنع سلاح نووي. وتم اكتشاف تلك الآثار في كانون الثاني/ يناير الماضي، خلال عملية تفتيش لمنشأة إيرانية في بلدة فوردو، حيث يتم هناك إنتاج اليورانيوم بنقاء 60%.

getty

وأفاد تقرير الوكالة الذرية، الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس، أن إيران واصلت في الأشهر الأخيرة زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب. وذكر التقرير أن المخزون ارتفع في 12 شباط/فبراير إلى 3.760,8 كلغ مقابل 3.673,7 كلغ في تشرين الأول/ أكتوبر، بحيث تجاوز 18 مرة السقف المسموح به وفق الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.

من جانبها، تحدثت طهران عن "تراكم غير مقصود" بسبب صعوبات تقنية في أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في التخصيب، في رسالة وجهتها إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي هذا الإطار، أوضح رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية، أنه تم تبادل وجهات النظر، والمشاورات لمناقشة بعض الأمور بينها "عدم تطابق البيان المتعلق بتصميم أجهزة الطرد المركزي"، ومناقشة هذا الموضوع والانتهاء منه، واتضح عدم وجود أي انحراف، وأن القضايا التي طرحت لم تكن مهمة كي تتم متابعتها. 

وبالتزامن مع زيارة غروسي لطهران، أفاد موقع أكسيوس الأمريكي، أن شخصيات إسرائيلية مسؤولة، من المقرر أن تصل إلى واشنطن مطلع الأسبوع المقبل، لإجراء محادثات مع مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تتركز حول إيران.

getty

وبحسب الموقع، فمن المتوقع أن يلتقي وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، بمستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، ووزير الخارجية توني بلينكن، ومسؤولين أمريكيين كبار آخرين، بحسب ما قال مسؤول إسرائيلي. فيما يعد ديرمر وهنغبي من الصقور في إسرائيل تجاه الموقف من إيران.

وتأتي الزيارة مع تزايد المعلومات إزاء التقدم غير المسبوق لبرنامج إيران النووي. وقال مسؤول أمريكي كبير في وزارة الدفاع، الثلاثاء الماضي، إن إيران ستحتاج إلى 12 يومًا فقط لتخصيب ما يكفي من اليورانيوم المستخدم في صنع قنبلة نووية واحدة، على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تعتقد بأن إيران اتخذت قرار استئناف عمل برنامجها النووي.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد شدد في الأسابيع الماضية على الحاجة إلى عمل عسكري ضد إيران. لكن وكالة  المخابرات الأمريكية، وجهاز المخابرات الإسرائيلي، أكدوا، بأن إيران حتى لو حصلت على ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 90٪ لصنع قنبلة، فإنها ستظل بحاجة إلى عام أو عامين آخرين لبناء رأس نووي لصاروخ باليستي.

getty

في هذه الأثناء، نشر موقع ذي إنترسبت الأميركي تقريرًا، تحدث فيه عن خطة "طوارئ للحرب"، وضعتها وزارة الدفاع الأمريكية من أجل مواجهة إيران. وتحمل الخطة إسم رمزي "Support Sentry"، وتم تمويلها وفقًا لدليل عمليات الطوارئ والخاصة السرية للبنتاغون. وتم تمويل الخطة، تم في عامي 2018 و2019، وصنفت الخطة على أنها "خطة كونبلان الإيرانية"، أو "خطة مفاهيم"، وهي خطة طوارئ واسعة للحرب يطورها البنتاغون، تحسبًا لأزمة محتملة.

وأوضح الموقع الأمريكي، أنه لم يتم الإبلاغ سابقًا عن وجود خطة الطوارئ، ولم يتضح من الوثيقة مقدار ما أنفقه البنتاغون على الخطة في تلك الأعوام.

وعندما سُئِل المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية الرائد جون مور، عن البرنامج وما إذا كان لا يزال ساريًا، رفض التعليق، ولكنه قال "إن  إيران لا تزال المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة، وتشكل تهديدًا للولايات المتحدة وشراكئِنا". وأضاف "نحن نراقب باستمرار التهديدات القادمة من إيران بالتنسيق مع شركائِنا الإقليميين، ولن نتردد في الدفاع عن المصالح الوطنية للولايات المتحدة في المنطقة".

ويقول "ذي إنترسبت"، إن "الخطة هي أحد الأمثلة على دعم الجيش الأمريكي لموقف إسرائيل تجاه إيران"، مشيرةً إلى تصريحات السفير الأمريكي لدى إسرائيل توم نيدس، الذي تحدث بصراحة في وقت سابق من الشهر الماضي، بأنه "يمكن لإسرائيل أن تفعل كل ما يتطلبه الأمر للتعامل مع التهديد الإيراني ونحن نساندهم".

يشير الموقع الأمريكي، إلى أن فشل الحلول الدبلوماسية الأمريكية مع إيران في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، أدى إلى تعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل في عدد متزايد من التدريبات العسكرية، والتي قال الإسرائيليون، إنها "مصممة لاختبار خطط هجوم محتملة مع إيران". 

وفي هذا السياق، قالت مسؤولة سابقة في مشاة البحرية الأمريكية داكوتا وود، إن "المخطط العام أو المفهوم الشامل للخطة تعتبر إجراءات رئيسية ضد العدو"، وأضافت  أن خطة "كونبلان الإيرانية" تعمل "كاستراتيجية لتطوير الوحدات المقاتلة في الجيش الأمريكي خلال التدريبات العسكرية، لأنه من المنطقي بالنسبة لهذه الوحدات التي تعمل على صقل مهاراتها، وأن تكون لديها استراتيجية للمهام المحتملة".

getty

وفي عهد إدارة بايدن، تطور التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل بسرعة، ليشمل تدريبات بحرية مشتركة غير مسبوقة. وفي آذار/ مارس 2021، أجرى  الأسطول الخامس أول مناورة تزويد سفينة بحرية إسرائيلية بالوقود. 

وفي نيسان/أبريل 2021، أطلقت الولايات المتحدة طلقات تحذيرية على السفن الإيرانية في الخليج العربي، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ ما يقرب من أربعة أعوام. وفي آب/ أغسطس 2021، أجرى الأسطول الخامس الأمريكي والقوات البحرية الإسرائيلية مناورات بحرية مشتركة استمرت أربعة أيام. وفي نفس الشهر، ولأول مرة على الإطلاق، شاركت الولايات المتحدة والعراق والكويت في دورية بحرية مشتركة في الخليج العربي.

وعلق الرئيس السابق للمجلس القومي الإيراني الأمريكي تريتا بارسي، لموقع "ذي إنترسبت" عبر الهاتف، قائلًا: "قد تبدو أي خطوة من هذه الخطوات صغيرةً، ولكن في المجمل، يُعدّ هذا تصعيدًا خطيرًا". 

getty

وفي كانون الثاني/ يناير الماضي نظمت الولايات المتحدة وإسرائيل، أكبر مناورة عسكرية أطلق عليها "Juniper Oak"، وشارك فيها 6500 جندي أمريكي، و1500 جندي إسرائيلي، و140 مقاتلة وحاملة طائرات. وكانت المناورات بالذخيرة الحية. 

وشملت المناورات تزويد مقاتلات أمريكية للمقاتلات الإسرائيلية بالوقود في الجو، وهي قدرات لا تملكها إسرائيل لضرب المنشآت النووية الإيرانية، وكذا إلقاء مقاتلة "بي-52" قذائف خارقة للخنادق، والتي صممت للمواقع النووية الإيرانية. 

في كانون الثاني/ يناير الماضي نظمت الولايات المتحدة وإسرائيل، أكبر مناورة عسكرية أطلق عليها "Juniper Oak"، وشارك فيها 6500 جندي أمريكي، و1500 جندي إسرائيلي، و140 مقاتلة وحاملة طائرات

وأكد المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر، أن المناورة لم يقصد فيها "التركيز على عدو بعينه أو التهديد، وكان الغرض منها العمل معًا"، مضيفًا "أرادت الولايات المتحدة إرسال رسالة لإيران، مفادها أنه حتى لو لم يكن لواشنطن نية للحرب فنحن مستعدون لدعم إسرائيل، وهو ما نقوم به". إلا أن المسؤولين الإسرائيليين أكدوا أن المناورة هي تحضير للمواجهة مع إيران.