30-يناير-2023
المصادر الأمريكية تتحدث عن مسؤولة إسرائيل عن الهجوم في أصفهان

أمريكا نفت مشاركتها في الهجوم فيما تحدثت المصادر الإعلامية عن مسؤولية تل أبيب عنه (Getty)

أكّدت مصادر أمريكية لصحيفة وول ستريت جورنال أنّ الضربات التي وجهتها طائرات مُسيّرة واستهدفت مصنعًا عسكريًا في أصفهان وسط إيران ليلة السبت هي من تنفيذ إسرائيل، كما نقلت ذات الصحيفة عن مصادر إسرائيلية أن الموقع الإيراني المستهدف كان مخصصًا لإنتاج صواريخ متطورة.

الهجوم الإسرائيلي في أصفهان هو الأول منذ عودة نتنياهو إلى منصب رئيس الوزراء

إيرانيًا، أكد النائب عن أصفهان في البرلمان الإيراني أنّ الهجوم على الموقع العسكري بأصفهان تم عبر عدة مُسيّرات موجهة، مرجّحًا في أنّ إسرائيل تقف وراء الهجوم مع تأكيده على انتظار نتائج التحقيق الذي أعلنت عنه السلطات الإيرانية فور وقوع الهجوم.

وفي التفاصيل، نقلت وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين لم تكشف هويتهم أنّ ضرب الموقع العسكري في أصفهان وسط إيران "يأتي في وقت تبحث فيه واشنطن وتل أبيب عن طرق جديدة لاحتواء طموحات طهران النووية والعسكرية".

تل أبيب وراء الهجوم

أمّا المصادر الإسرائيلية، فركزت على طبيعة الموقع الذي تعرض للقصف، حيث أكّد أحد تلك المصادر لموقع "والاه العبري" أنّه "مصنع يشهد أنشطة على صلة بتطوير صواريخ متطورة"، معتبرًا أن الهجوم الذي استهدف المصنع نجح في إصابة الهدف، واصفًا عملية القصف بـ"الجراحية". وأشار الموقع إلى أن الهجوم في شكله يشبه الهجوم الذي سبق واستهدف أجهزة للطرد المركزي في نطنز في حزيران/ يونيو 2021، وكذلك الذي استهدف الضاحية الجنوبية في بيروت في آب/ أغسطس 2021.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، ونقلًا عن مصادر أمريكية مسؤولة، فإن الهجوم كان مدفوعًا بمخاوف إسرائيل الأمنية، وليس باحتمالية تصدير المُسيّرات أو الصواريخ البالستية لروسيا من قبل إيران.

.
لحظة قصف المصنع في أصفهان (نيويورك تايمز)

وتعد مدينة أصفهان موقعًا لأربع منشآت أبحاث نووية صغيرة، قامت الصين بنقلها لإيران منذ سنوات، لكن المنشأة التي قصفت يوم السبت كانت في وسط المدينة ولا يبدو أنها ذات صلة بالأسلحة النووية، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وهذا هو أول هجوم إسرائيلي واضح داخل إيران منذ إعادة تولي بنيامين نتنياهو منصب رئيس الوزراء، وقد يشير إلى أنه تبنى الإستراتيجية التي تم تشكيلها خلال حكم سلفيه ومنافسيه السياسيين نفتالي بينيت ويائير لابيد، اللذين وسعا الهجمات الإسرائيلية داخل إيران. بدورها رجّجت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنّ الضربة الإسرائيلية في عمق الأراضي الإيرانية "استهدفت موقعا تطور فيه إيران بمساعدة من روسيا صواريخ فوق صوتية".

وتحدث الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد في موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي، نقلًا عن مسؤول أمريكي أن القصف استهدف "4 مواقع مختلفة في المنشأة بدقة"، مؤكدًا أيضا "أنّ جميع الضربات حققت أهدافها"، وفق قوله.

في الأثناء أكّد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أنّ  البنتاغون لم "يشارك أي قوة عسكرية أمريكية في الضربات على إيران".

ويأتي الهجوم، قبيل وصول وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن إلى دولة الاحتلال، والذي سيلتقي برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لأول مرة منذ عودته إلى منصبه. وفي الأسبوع الماضي وصل رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز إلى إسرائيل في زيارة غير معلنة، كان على جدول أعمالها مناقشة الملف الإيراني.

وفي الأسبوع الماضي، نفذت واشنطن وتل أبيب المناورة العسكرية الأكبر، والتي شارك فيها 7500 جندي، وشملت التدريبات فيها سيناريو عملية واسعة النطاق ضد إيران.

.
الموقع المستهدف في أصفهان (وسائل إعلام إيرانية)

من جانبه، قال رئيس قسم العمليات السابق في هيئة أركان الاحتلال إسرائيل زيف إن هناك مؤشرات تدل على تعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل في الهجوم على إيران.

وفي السياق نفسه، تحدثت القناة الـ11 الإسرائيلية عن أن رئيس الموساد دافيد برنيع غادر اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) في أعقاب عملية القدس، بشكلٍ سريع، مشيرةً إلى أن خروجه حصل قبل وقت قصير من الهجوم على إيران. ويعرف عن رئيس الموساد موقفه المتحمس لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، ورفضه التوصل إلى اتفاق نووي معها، على عكس موقف القيادات العسكرية في جيش الاحتلال، أمّا نمط العمليات الحالي، فهو يشير إلى أنها تحصل تحت عمل الوكالة الاستخبارية.

من جانبه، قال المراسل العسكري للقناة الـ 12 الإسرائيلية  نير ديفوري، إن إجراء عملية ليلة في إيران يتطلب قدرة تكنولوجية عالية وجرأة، وعدد قليل من بلدان العالم يعرف كيفية تنفيذ مثل هذه العمليات، التي تتطلب توفر معلومات استخبارية دقيقة وقدرات تكنولوجية متقدمة وبنية تحتية محلية. مشيرًا إلى أن التقديرات تتحدث عن أن المُسيّرات، انطلقت من مسافة قريبة من الهدف، وكان هناك عناصر توجيه على الأرض.

وأضاف ديفوري، أنه وفي حال كانت إسرائيل وراء الهجوم، فإنه الهجوم الرابع من نوعه خلال عامين.

إيران: العملية فشلت

على الطرف المقابل، تنفي إيران تحقيق الضربات العسكرية لأي من الأهداف المذكورة في الإعلام العبري والغربي، حيث قالت وزارة الدفاع الإيرانية أنها أحبطت العملية، حيث ادّعت أن مضاداتها الجوية "تصدت للمسيرات مما أدى إلى انفجار اثنتين منها وإسقاط الثالثة"، منوّهةً إلى أن "الأضرار اقتصرت على سقف المصنع بدون الإضرار بالمُعدات"، حسب بيان الدفاع الإيراني.

يشار إلى أن وزارة الدفاع الإيرانية أكّدت أنّها "ستواصل إنتاج كل ما يلزم لتعزيز قوة وأمن البلاد بجدية وسرعة"، معتبرة أن "مثل هذه الهجمات العمياء لن تعيق مسار تطور البلاد".

.

في ذات السياق أعلنت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني "بحْث مجريات الهجوم الذي تعرضت له أصفهان تمهيدا لاتخاذ قرارات".

وفي تعليقه على الهجوم قال وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان: "وقع اليوم عمل جبان لجعل إيران أقل أمنا، لكن مثل هذه الأفعال لا يمكن أن تؤثر على إرادة خبرائنا لتطوير الطاقة النووية السلمية" وفق وصفه.

يذكر أن محافظة أصفهان وسط إيران تحتضن عدة مواقع نووية إيرانية أشهرها منشأة نطنز التي سبق وتعرضت صيف عام 2021 لتفجير حمّلت إيران إسرائيل المسؤولية عنه. وخلال منتصف عام 2022 الماضي أعلنت طهران اعتقال من وصفتهم مجموعة قالت إنهم يعملون لصالح تل أبيب وكانوا يخططون لتفجير مركز صناعي دفاعي حساس يقع في محافظة أصفهان كذلك.

إيران تتحدث عن فشل عملية القصف مرجحةً وقوف إسرائيل خلفها

يشار إلى أن غارةً استهدفت قافلة شاحنات كان تعبر بين العراق وسوريا في مدينة البوكمال في محافظة دير الزور، وحيث كانت القافلة المكونة من 25 شاحنة تمر من خلال معبر باتجاه سوريا، فيما أكدت مصادر سورية تدمير 6 شاحنات. وهذا هو الهجوم الإسرائيلي الثاني خلال الشهر الحالي، بعد قصف استهدف مطار دمشق الدولي مطلع العام. فيما كان رئيس أركان جيش الاحتلال السابق أفيف كوخافي قد اعترف في أيام ولايته الأخيرة بتنفيذ غارات على الحدود السورية العراقية.