01-أغسطس-2020

لمح ترامب إلى إمكانية عدم قبوله بنتائج الانتخابات (Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر القادم، مصحوبةً بتصريحات سابقة تشير بشكل غير مباشر لعدم قبوله نتائج الانتخابات، موجةً من الانتقادات داخل أوساط الحزبين الرئيسيين في الكابيتول هيل، مع استعدادات الديمقراطيين لمواجهة الجمهوريين الذين قد يشككون بسلامة الانتخابات التي سينظم جزء منها عبر البريد.

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر القادم موجةً من الانتقادات

ترامب يجادل بشأن تأجيل الانتخابات

في وقت سابق من الأسبوع الماضي، غرّد ترامب عبر حسابه الرسمي على منصة تويتر للتواصل الاجتماعي معربًا عن أمله بـ"تأجيل الانتخابات إلى أن يتمكن الناس من التصويت بشكل مناسب وبسلام وأمان؟"، مشيرًا إلى أنه في حال "التصويت العام عبر البريد، وليس التصويت الغيابي وهو أمر جيد، ستكون انتخابات 2020 ا الأقل دقة والأكثر تزويرًا في التاريخ"، مما "سيشكل إحراجًا كبيرًا للولايات المتحدة"، قبل أن يعود في وقت لاحق للتأكيد على عدم رغبته بتأجيل الانتخابات مع عدم استبعاد تأجيلها.

اقرأ/ي أيضًا: تقارير أمريكية تحذر من تدخل أطراف أجنبية في الانتخابات الرئاسية

يقول الصحفي دايفيد سايدرز في مستهل تقرير نشر في موقع مجلة بوليتيكو الإلكتروني معلقًا على تغريدة ترامب بالإشارة إلى أنه زاد خلال الفترة الأخيرة من حدة خطابه بشأن مجادلته بنتائج الانتخابات الرئاسية، مدفوعًا بذلك بسيطرته على الإدارة الأمريكية بشكل عام، والحزب الجمهوري، والمدعي العام ويليام بار، الذي يوافقون رؤية ترامب بأن انتخابات الرئاسة في حال أجري التصويت فيها عبر البريد سيتخللها تزوير.

تعيد تغريدات ترامب المرتبطة بتزوير الانتخابات التذكير بالاتهامات التي وجهها للسيناتور الجمهوري تيد كروز، عقب فوزه بانتخابات الجمهوريين التمهيدية في ولاية أيوا لاختيار مرشحهم لانتخابات الرئاسة في عام 2016، كما أن ترامب عاد ليشكك بنتائج انتخابات الرئاسة عينها، بعد ادعائه بحصول عملية "تزوير انتخابي خطير (على مستوى الانتخابات العامة) في (ولايات) فرجينيا ونيوهامبشير وكاليفورنيا" على الرغم من فوزه بالانتخابات حينها.

غير أن استطلاعات الرأي التي تظهر تخلف ترامب عن منافسه الديمقراطي جو بايدن بفارق كبير من النقاط قبل أقل من مائة يوم على التصويت، دفعت بفكرة تأجيل ترامب لانتخابات الرئاسة للظهور بشكل متزايد في نقاشات الجمهوريين وحملة ترامب الانتخابية، بالأخص بعدما أشار الرئيس الأمريكي ردًا على سؤال مرتبط بقبوله نتائج الانتخابات في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز: "يحب علي أن أرى"، فضلًا عن إعادة تعويم فكرة تأجيل الانتخابات التي قال إن إجراءها في الوقت الراهن ليس أمرًا جيدًا.

ما بين تأجيل الانتخابات وانهيار الاقتصاد المحلي

يشير سايدرز إلى أن الديمقراطيين اعتبروا أن تغريدة ترامب كانت جزءًا من محاولة لصرف الانتباه عن الأخبار الاقتصادية السيئة التي نشرت يوم الخميس الماضي، فقد أشارت التقارير إلى تسجيل  أدنى انخفاض تاريخي في الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة في الربع الثاني من العام الجاري بنسبة 32.9 بالمائة، وهو ما يتقاطع مع تصريح المتحدثة باسم اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي ليلي آدمز، والتي وصفت تغريدة ترامب بأنها "محاولة بائسة" للتغطية على التراجع الاقتصادي في البلاد.

كما تأتي في السياق عينه الانتقادات التي وجهت لإدارة ترامب بسبب سوء إدارتها لجائحة فيروس كورونا، بتسجيل البلاد أكثر من 4.5 مليون إصابة، وما يزيد عن 153 ألف حالة وفاة أولًا، وطريقة تعامل أفراد الشرطة بوحشية مع الاحتجاجات التي خرجت ردًا على وفاة الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد في أيار/مايو الماضي، وما رافقها من تراجع شعبية ترامب بسبب تكرار دفاعه عن القادة الكونفدراليين ثانيًا.

يضاف إلى ذلك عدم امتلاك ترامب السلطة القانونية المطلوبة لتأجيل موعد انتخابات الرئاسية، فقد ذكر تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية أن نصوص الدستور الأمريكي تمنع الرئيس من تأجيل الانتخابات وتغيير موعدها المحدد، مشيرًا إلى أن الدستور منح المجالس التشريعية في الولايات الأمريكية، بالإضافة للكابيتول هيل تحديد موعد الانتخابات، غير أنه لا يمنح الرئيس أي سلطة لفعل ذلك.

وتوضح الصحيفة بأن المادة الثانية من الدستور الأمريكي، التي تحدد صلاحيات السلطة التنفيذية في الدولة، أشارت إلى مسؤولية المجلس عن صلاحية تحديد موعد اختيار الولايات لمرشحيها للرئاسة، كما أنه يمكن للكابيتول أن يغير موعد الانتخابات عبر التعديل الدستوري، غير أنه لا يمكن للرئيس فعل ذلك من جانب أحادي، فضلًا عن أن المادة 20 من الدستور تنص على أنه في حال لم ينتخب رئيس، فإنه بحلول ظهر 20 كانون الثاني/يناير يوقع الكابيتول هيل على تشريع يستلم بموجبه رئيس الكونغرس مهام الرئاسة.

الديمقراطيون قلقون من ترامب.. لمَ؟

غير أن الديمقراطيين وفقًا لسايدرز لا يزال لديهم قلق من إمكانية منع ترامب إجراء الانتخابات عبر البريد في ظل استمرار المعارك القانونية للقبول بها، والتي تصاعدت حدتها مع انتشار جائحة فيروس كورونا الجديد، حيثُ يخشى الديمقراطيون من تشكيك ترامب بنتائج الولايات التي ستكون الأصوات فيها متقاربة مع منافسه بايدن، مما قد يؤثر على نتائج الانتخابات بشكل عام.

كما أنه برزت أصوات بين الجمهوريين أنفسهم تعارض فكرة تأجيل انتخابات الرئاسة بشدة، وهو ما يشير بحسب سايدرز لوجود خلاف نادر بين الرئيس ومسؤولي الحزب الجمهوري، بالأخص بعد تأكيد زعيم الأقلية الجمهورية في الكابيتول كيفين مكارثي معارضته تأجيل الانتخابات، مشيرًا للصحفيين بقوله: "يجب أن نمضي قدمًا في الانتخابات، إذ من المستحيل ألا نجري الانتخابات في اليوم المحدد لها".

اقرأ/ي أيضًا: نعوم تشومسكي: لن ننجو من الكارثة وترامب أسوأ مجرم عرفه التاريخ

في حين أجاب المتحدث باسم حملة ترامب الانتخابية هوجان جيدلي ردًا على سؤال مرتبط بتغريدة ترامب، بأن "الرئيس يطرح تساؤلًا بخصوص الفوضى التي أثارها الديمقراطيون بإصرارهم على أن تكون كل عمليات التصويت عبر البريد"، مضيفًا أن انتخابات الديمقراطيين التمهيدية في ولاية نيويورك "أثبتت ذلك"، في إشارة لسماح الحزب الديمقراطي في الولاية إجراء الانتخابات التمهيدية عبر البريد، الأمر الذي أدى لتأخير فرز بطاقات الاقتراع، حيث لا تزال نتائج الانتخابات غير معروفة حتى الآن.

 برزت أصوات بين الجمهوريين أنفسهم تعارض فكرة تأجيل انتخابات الرئاسة بشدة، وهو ما يشير بحسب سايدرز لوجود خلاف نادر بين الرئيس ومسؤولي الحزب الجمهوري

ووفقًا لموقع BBC الإلكتروني فإن ولايات كاليفورنيا ويوتا وهاواي وكولورادو وأوريغون وواشنطن قد أعلنت عزمها تنظيم انتخابات الرئاسة بواسطة التصويت عن طريق البريد، موضحة أن الولايات ستقوم بإرسال بطاقات الاقتراع إلى جميع الناخبين المسجلين في أيلول/سبتمبر القادم، على أن يعيدوها بالبريد أو يبعثوا بها في يوم الانتخابات، علمًا أن قرابة نصف الولايات الأمريكية تسمح لناخبيها المسجلين بالإدلاء بأصواتهم بالبريد عند الطلب.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الصين تتعهد برد حازم على قرار ترامب بإنهاء "المعاملة التفضيلية" لهونغ كونغ