25-يوليو-2020

مخاوف من تدخل أجنبي جديد في الانتخابات الأمريكية القادمة (رويترز)

ألترا صوت – فريق التحرير

حذر جهاز مكافحة الفساد الأمريكي الناخبين من احتمالية أن يكون هناك تدخل أجنبي في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجري في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر القادم، ويتنافس فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الفوز لولاية ثانية في البيت الأبيض أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، وهو ما يعتبر تحذيرًا من النادر أن توجهه جهات أمريكية تطالب فيه الناخبين بمراقبة المعلومات والتحقق من المصادر عبر الإنترنت والإبلاغ عن أي تصرفات مثيرة للشبهات.

حذر جهاز مكافحة الفساد الأمريكي الناخبين من احتمالية أن يكون هناك تدخل أجنبي في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجري في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر القادم

فيما قال مدير المركز الوطني للأمن ومكافحة التجسس في الولايات المتحدة وليام إيفانينا إنه في الوقت الذي لم يتبق فيه على موعد الانتخابات سوى ما يزيد قليلًا على مائة يوم "أصبح لزامًا" على الوكالة الأمريكية مشاركة بعض المعلومات مع الناخبين حول تدخل محتمل، مطالبًا الجمهور الأمريكي بـ"تأمين الانتخابات، خصوصًا ما يتعلق بمواصلة توخي الحذر من النفوذ الأجنبي".

اقرأ/ي أيضًا: تاريخ تدخّل الـ "CIA" في انتخابات الآخرين.. تكتيك واشنطن ضد خيارات الشعوب

وأضاف المسؤول الأمريكي في بيان مكتوب بأنهم يشجعون الأمريكيين أساسًا "على استقبال المعلومات بعين ناقدة، والتحقق من المصادر قبل إعادة وضع المنشورات أو نشر الرسائل، وممارسة التطهير الإلكتروني بشكل جيد و(التسلح بالوعي) الإعلامي، وإبلاغ السلطات بالأنشطة المشبوهة ذات الصلة بالانتخابات"، لافتًا لوجود خصوم أجاتب يحاولون التأثير على الحملات الانتخابية والمرشحين الأمريكيين، إضافةً لاستهدافهم البنية التحتية للانتخابات.

كما أشار أيفانينا في بيانه لوجود دول أجنبية تحاول ممارسة نفوذ على الناخبين الأمريكيين عبر وسائل الإعلام التقليدية، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت "مستغلين قضايا من بينها جائحة فيروس كورونا الجديد والاحتجاجات المحلية كوقود لآلة التضليل"، موضحًا أن وكالته تشعر بالقلق بشكل أساسي من تدخل محتمل تكون وراءه الصين وروسيا وإيران، رغم وجود دول أخرى لم يذكر أسماءها، فضلًا عن أطراف أخرى "ليست دولًا"، لكن يمكنها "أن تلحق الضرر أيضًا" بالعملية الانتخابية.

وكان تقرير استخباراتي أمريكي من إعداد المحقق الخاص روبرت مولر نشر في كانون الثاني/يناير 2017، قد خلص إلى أن موسكو تدخلت في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016، مضيفًا أن أحد أهداف التدخل كان يتمثل بمساعدة الرئيس ترامب على الفوز بانتخابات الرئاسة حينها، ويشير إيفانينا في بيانه إلى أنه بالنظر لتعقيد أنظمة فرز الأصوات وحسابها في الولايات المتحدة، فإنه "من الصعب للغاية على الخصوم الأجانب عرقلة أو تغيير إحصاءات الأصوات على نطاق واسع دون اكتشاف ذلك".

يأتي تقرير جهاز التجسس الأمريكي بالتزامن مع دخول رجال أمن أمريكيين إلى القنصلية الصينية في هيوستن كبرى مدن ولاية تكساس يوم الجمعة، وذلك بعد انتهاء المهلة المحددة بـ72 ساعة التي وجهتها واشنطن لبكين تطالبها بإغلاق قنصليتها، على خلفية حديث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن أن القنصلية تحولت "مركزًا للتجسس وسرقة الملكية الفكرية"، الأمر الذي قابلته بكين بإغلاق سفارة واشنطن في تشنغدو كبرى مدن الصين في إقليم سيتشوان جنوب غرب الصين.

وفي أول رد من الحزب الديمقراطي الذي يطمح للإطاحة بالرئيس الجمهوري ترامب في انتخابات الرئاسة، قالت الديمقراطية زعيمة الكابيتول هيل نانسي بيلوسي في بيان مشترك، مع رئيس لجنة الاستخبارات في الكابيتول آدم شيف، وزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، إن بيان إيفانينا يسهو عن الكثير من المواضيع التي لها أهمية كبيرة، مطالبين في بيانهم الكشف بشكل كامل عن حجم التهديدات التي تواجه انتخابات الرئاسة الأمريكية.

وأضاف المسؤولون الديمقراطيون في بيانهم بأن تحذيرات إيفانينا لا تقدم للأمريكيين التفاصيل الكافية التي يريدون معرفتها "حول كيفية سعي القوى الأجنبية للتأثير على عمليتنا السياسية"، وشددوا على أن بيان إيفانينا "يعطي إحساسًا زائفًا بالتساوي مع أفعال الخصوم الأجانب من خلال إدراج ثلاث دول في النية والدوافع والقدرات غير المتكافئة معًا"، فضلًا عن فشله في تحديد "الهدف والطبيعة والنطاق والقدرة على التأثير بشكل كامل على انتخاباتنا"، مطالبة بحصول الأمريكيين على هذه المعلومات قبل موعد الانتخابات الأمريكية.

ونقل موقع مجلة بوليتيكو الأمريكي عن مسؤول في جهاز مكافحة الفساد رفضه انتقادات المشرعين الديمقراطيين، مشيرًا إلى أن بيان إيفانينا لا يقلل من تهديدات موسكو المرتبطة بالانتخابات الأمريكية، والتي وصفها بأنها "خطيرة للغاية"، مشيرًا لأنهم قاموا بإطلاع أعضاء الكابيتول هيل عليها كثيرًا، وأوضح المسؤول في حديثه أن الهدف من بيان إيفانينا الذي صدر قبل مائة يوم من موعد الانتخابات "تسليط الضوء على وجود تهديدات خطيرة من دول متعددة.. لا من دولة واحدة فقط"، مشددًا على عدم وجود "ترتيب أو وزن معين يتم من خلاله سرد الجهات الفاعلة في التهديد ضمن البيان".

قال مسؤولون ديمقراطيون إن بيان إيفانينا يسهو عن الكثير من المواضيع التي لها أهمية كبيرة، مطالبين بالكشف بشكل كامل عن حجم التهديدات التي تواجه انتخابات الرئاسة الأمريكية

وخلال فعالية لجمع التبرعات نظمتها حملة بايدن الانتخابية الأسبوع الماضي، أشار نائب الرئيس السابق إلى أن إحاطات استخباراتية حصل عليها تحدثت عن محاولة روسيا "نزع الشرعية عن الانتخابات" الأمريكية، فضلًا عن نشاط صيني منفصل مصمم كي يفقد الأمريكيين ثقتهم بنتائج الانتخابات النهائية.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

المخابرات الأمريكية: بوتين أطلق حملة لدعم ترامب