10-يناير-2024
الحرب في جنوب لبنان

(Getty) تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الحرب وحال اندلعت على الجبهة الشمالية ستكون مدمرة

ترى التحليلات الإسرائيلية، أن المواجهة على الجبهة الشمالية، بين حزب الله وإسرائيل تتصاعد، بشكلٍ مطرد، ورغم عدم رغبة، كل طرف بالوصول إلى حرب شاملة، إلّا أن هذه الخيار يصبح "أقرب مع الوقت"، وقد تنتهي العمليات الحالية، بمواجهة شاملة، ستكون مدمرة.

وقال المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشوع: "تجري الآن دراما حقيقية على الجبهة الشمالية : إسرائيل تزيد من معدل الهجمات في لبنان، وقد تحولت بالفعل إلى سياسة الاغتيالات. والخط الذي يسير عليه الجيش الإسرائيلي، بدعم من المستوى السياسي، رفيع للغاية: جهد كبير لإبقاء قوات حزب الله الرضوانية بعيدة عن خط الحدود دون العبور إلى حرب شاملة، مما سيسمح للجيش الاستمرار في الحفاظ على غزة باعتبارها ساحة القتال الرئيسية" وفق قوله.

التحليلات الإسرائيلية، تتحدث عن تصعيد متواصل على الجبهة الشمالية، قد ينتهي بمواجهة شاملة مدمرة

وعن هذا الهدف، أوضح يهوشوع: "هذا تحدٍ معقد، على أقل تقدير، لأن حسن نصر الله ربط نفسه بما يحدث على الجبهة الجنوبية.. من وجهة نظر إسرائيل، هذا وضع لا يطاق، حيث تم بالفعل إنشاء شريط أمني في داخل إسرائيل وتم تهجير أكثر من 100 ألف من منازلهم. ووزير الأمن يوآف غالانت، أكثر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يقول مرارًا وتكرارًا إن إسرائيل تفضل التوصل إلى اتفاق على حرب شاملة، ولكن في هذه الأثناء لا يوجد تقدم والحوار الوحيد بين الطرفين يجري وفقا لنفس القواعد، ولكن مع خطر الانزلاق في المنحدر الزلق أصلًا"، بحسب ما ورد.

وأشار يهوشوع، ورغم عودة جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى "تنفيذ عمليات في لبنان"، إلّا أن الواقع في مستوطنات الشمال، وعمليات القصف المتبادلة تكشف عن "الأدوات التي يمتلكها حزب الله من أجل إيذاء العمق الإسرائيلي وليس فقط المستوطنات الحدودية".

وأضاف المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت": أنه وفي حال اندلاع حرب في لبنان، فإن الحرب في قطاع غزة، والمستمرة من 95 يومًا ستكون أشبه بـ"مخيم صيفي"، بحسب تعبيره.

ويرى المعلق الإسرائيلي، أن "السيناريو المحتمل هو نوع من الاتفاق، ويفضل أن يكون من دون حرب أو على الأقل خوض حرب في ظل الشرعية الدولية".

"قد تنزلق إلى مواجهة"

من جانبه، قال المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عاموس هارئيل: "إن تبادل الضربات بين إسرائيل وحزب الله يظل في أغلبه داخل منطقة جغرافية محددة (شريط يبلغ طوله حوالي 15 كيلومترًا على جانبي الحدود). لكن من المستحيل تجاهل التصعيد المستمر في نوعية الأهداف التي يختارها الطرفان وفي شدة هجماتهما".

وعن سلسلة عمليات الاغتيال الإسرائيلية، قال هارئيل: "يبدو أن هذه التصرفات هي محاولة من جانب إسرائيل لفرض ثمن باهظ على نحو متزايد من حزب الله وحلفائه على الجبهة الشمالية". مضيفًا: "لكن إسرائيل لم تتمكن حتى الآن من ترجمة الإنجازات التكتيكية إلى إنجازات استراتيجية. بل إن الأمر على العكس من ذلك، حيث يصر حزب الله على مواصلة هجماته اليومية".

لا يحقق الحراك الدبلوماسي أي تقدم على صعيد إيقاف الاشتباكات على الجبهة الشمالية

واستمر في القول، إن لا إسرائيل ولا حزب الله يرغبان في الوصول إلى حرب شاملة، موضحًا: "تزايد وتيرة الأحداث وشدتها يقلل من الحيز المتاح أمام إسرائيل وحزب الله للمناورة. فعندما تكون المنطقة متوترة للغاية، وكل بضع ساعات تقع حادثة خطيرة نسبيًا، لا يمكن لأحد أن يكون متأكدًا من أنها لن تنتهي بمواجهة شاملة".

وعن الحراك الدبلوماسي الأمريكي في المنطقة ولبنان من أجل منع اتساع الحرب، قال: "تحاول الولايات المتحدة وقف التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، ومنع الانزلاق إلى حرب شاملة، لكن حتى الآن لا توجد مؤشرات على أن عاموس هوشستين، مبعوث إدارة بايدن الذي أوفدته إلى المنطقة على أمل تسوية النزاعات الحدودية بين إسرائيل ولبنان، يحقق أي نجاح".