10-يناير-2024
الدكتور محمد المصري خلال مؤتمر إعلان نتائج الاستطلاع (المركز العربي)

الدكتور محمد المصري خلال مؤتمر إعلان نتائج الاستطلاع (المركز العربي)

أعلن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، اليوم الأربعاء، في مقره بالدوحة، النتائج الرئيسة لاستطلاع الرأي العام العربي والفلسطيني نحو الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت.

يُعد الاستطلاع الأول من نوعه في موضوع الحرب على غزة، وقد نُفِّذ ميدانيًا خلال الفترة بين 12 كانون الأول/ديسمبر 2023 و5 كانون الثاني/يناير 2024، في 16 بلدًا عربيًا، وهي: موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان واليمن وعُمان وقطر والكويت والسعودية والعراق والأردن ولبنان والضفة الغربية في فلسطين.

أبرزت نتائج الاستطلاع وجود إجماع عربي على التضامن مع الشعب الفلسطيني، إذ توافَق على ذلك 92% من المستجيبين

تضمّن الاستطلاع مجموعة من الأسئلة التي تهدف إلى الوقوف على آراء المواطنين بالمنطقة العربية تجاه عدة مواضيع مهمة مرتبطة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وأُنجز بناءً على عينة حجمها 8 آلاف مستجيب ومستجيبة في المجتمعات العربية السابقة، التي تمثّل آراء مواطنيها 95% من سكان المنطقة العربية، وتمثّل العينات أقاليمها المختلفة.

وبيَّنت النتائج أن المواطنين العرب يتعاملون مع هذه الحرب على أنها تمسّهم مباشرةً.  كما أظهرت أن 97% من المستجيبين يشعرون بضغط نفسي، بدرجات متفاوتة، بسبب الحرب على غزة، فيما قال 84 % منهم إنهم يشعرون بضغط نفسي كبير.

وأفاد نحو 80% من المستطلعين بأنهم يتابعون أخبار الحرب بصورة مستمرة، مقابل 7% قالوا إنهم لا يتابعونها. أما مصادر متابعة الأخبار، فقد توزعت بين التلفزيون بنسبة 54%، وشبكة الإنترنت بنسبة 43%.


مدى شعور المستجيبين بالضغط النفسي جراء الحرب على غزة

ورأى المستجيبون أن العملية العسكرية التي نفّذتها "حركة حماس" يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، لم تكن تحقيقًا لأجندة خارجية، حيث اعتبر 35% منهم أن سببها الأهم هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، بينما أعاد 24% السبب إلى الدفاع عن المسجد الأقصى، في حين قال 8% إنها نتيجة لاستمرار حصار قطاع غزة.

وبشأن النقاش حول مشروعية تلك العملية، قال 67% من المستجيبين إنها "عملية مقاومة مشروعة"، وذلك مقابل 19% اعتبرها "عملية مقاومة مشروعة شابتها بعض الأخطاء"، في حين رأى 5% أنها "عملية غير مشروعة".

وأبرزت النتائج وجود إجماع عربي على التضامن مع الشعب الفلسطيني، إذ توافَق على ذلك 92% من المستجيبين، حيث عبّر 69% منهم عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في غزة و"حركة حماس"، بينما قال 23% إنهم متضامنون مع الشعب الفلسطيني حتى وإن اختلفوا مع "حماس"، في حين قال 1% فقط إنهم غير متضامنين.

وحول تشبيه حركة حماس بتنظيم "داعش"، كما راج على ألسنة الساسة الإسرائيليين والمسؤولين الأمريكيين، بيّنت النتائج أن ثلثا الرأي العام العربي يعتقد أنها تختلف عنه كليًا، مقابل 3% فقط قالوا إنها لا تختلف عنها.


التضامن مع فلسطين

وبخصوص تقييم الرأي العام العربي لسياسات القوى الإقليمية والدولية تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة، أظهرت النتائج أن الرأي العام العربي يعارض سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الحرب على القطاع، حيث قيّم 94% من  المستجيبين موقفها بـ"سيئ" و"سيئ جدًا"، وقال 82% إنه سيئ جدًا.

وتوافق 79% و78% و75% على أن مواقف كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا على التوالي، سلبية. أما مواقف إيران وتركيا وروسيا والصين، فقد انقسم الرأي العام العربي بين من رآها إيجابية (48%، 47%، 41%، 40%، على التوالي)، ومن اعتبرها سلبية (37%، 40%، 42%، 38%، على التوالي).

كما بيّنت النتائج أن 76% من المستجيبين أصبحت نظرتهم إلى الولايات المتحدة أكثر سلبية بناءً على مواقفها من الحرب، ما يعكس أنها فقدت مصداقيتها لدى الرأي العام العربي؛ حيث أفاد 81% من المستجيبين أنها غير جادة في العمل على إقامة دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة منذ عام 1967 (الضفة الغربية، وقطاع غزة، والقدس).

وتوافق نحو 77% من الرأي العام العربي على أن الولايات المتحدة و"إسرائيل" هما الأكثر تهديدًا لأمن المنطقة واستقرارها، إذ رأى 51% أن الولايات المتحدة هي الأكثر تهديدًا، بينما اعتبر 26% أن "إسرائيل" تشكل التهديد الأكبر. وفيما يخص تغطية الإعلام الأمريكي لمجريات الحرب، أفاد 82% من المستجيبين أنه منحاز لـ"إسرائيل"، مقابل 7% فقط عدّه محايدًا.

وأبرزت نتائج الاستطلاع إجماع الشارع العربي على اعتبار القضية الفلسطينية "قضية جميع العرب وليست قضية الفلسطينيين وحدهم" بنسبة 92%. وهي، بحسب المركز العربي، نسبة غير مسبوقة مقارنةً بنتائج سنوات سابقة، حيث ارتفعت من 76% نهاية عام 2022 إلى 92% في هذا الاستطلاع.


القضية الفلسطينية قضية جميع العرب

وارتفعت النسبة ارتفاعًا ملحوظًا في بعض الدول، إذ ارتفعت في المغرب من 59% في عام 2022 إلى 95%، وفي مصر من 75% إلى 94%، وفي السعودية من 69% إلى 95%، على نحوٍ يعكس ارتفاعًا جوهريًا من الناحية الإحصائية، وتحولًا جوهريًا في آراء مواطني هذه البلدان.

أما على صعيد الاعتراف بـ"إسرائيل"، فقد رفض 89% من المستجيبين العرب أن تعترف بلدانهم، مقابل 4% فقط يوافقون على ذلك. وقد بيّنت النتائج أن نسبة الذين يرفضون الاعتراف ارتفعت من 84% في استطلاع عام 2022 إلى 89% في هذا الاستطلاع. كما ارتفعت نسبة الذين يعارضون الاعتراف بـ"إسرائيل" في الرأي العام السعودي من 38% في 2022، إلى 68%، وكذلك الأمر في السودان من 72% في 2022 إلى 81%، وفي المغرب من 67% في 2022 إلى 78%، وهو ارتفاع جوهري من الناحية الإحصائية.

ويعتقد 36% من مواطني المنطقة العربية أن الإجراء الأهم الذي يمكن أن تقوم به الحكومات العربية لإيقاف الحرب على غزة، يتمثّل في قطع هذه الحكومات علاقاتها مع "إسرائيل" أو إلغاء عمليات التطبيع معها. بينما رأى 14% من المستجيبين أنه يتمثّل في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ومن دون موافقة "إسرائيل"، وحبّذ 11% استخدام سلاح النقط من أجل الضغط عليها وعلى مؤيديها. وقال 9% بضرورة إنشاء تحالف عالمي لمقاطعة "إسرائيل".

وأظهرت النتائج وجود شبه إجماع بين المستجيبين الفلسطينيين من الضفة الغربية والقدس، بنسب تفوق 95%، على تأثّر مستوى الأمان بالضفة، إضافةً إلى إمكانية التنقل بين محافظاتها ومدنها وشعورهم بالأمن والسلامة الشخصية ووضعهم الاقتصادي، نتيجة الحرب.

وقال 60% من المستجيبين بالضفة إنهم إما تعرّضوا لاقتحامات قوات جيش الاحتلال في مناطقهم، أو كانوا شهودًا عليها. فيما أفاد 44% بأنهم تعرّضوا لتوقيف أو استجواب من قِبل جيش الاحتلال، وقال 22% إنهم تعرضوا لهجمات المستوطنين  أو مضايقاتهم.