20-فبراير-2023
getty

اللقاء الذي جمع وانغ في بلينكن وصف بالمتوتر والصدامي (Getty)

في أول تعليق صيني رسمي على حادثة إسقاط الجيش الأمريكي منطادًا صينيًا قبل أسبوعين على الأراضي الأمريكية، حذّرت بكين الجانب الأمريكي من أنه سيتحمل عواقب وخيمة إذا واصل التصعيد بشأن موضوع المنطاد، في إشارة من بكين إلى ارتفاع منسوب الحدة في التصريحات الأمريكية الأخيرة حول المنطاد.

وأصدرت وزارة الخارجية الصينية، أمس الأحد، بيانًا يُعد الأول حول حادثة المنطاد، اعتبرت فيه أن واشنطن تستغل الحادثة على نحو مبالغ فيه، وقال بيان الخارجية الصينية "سنواصل الرد حتى النهاية إذا أصرت واشنطن على استغلال قضية المنطاد".

أصدرت وزارة الخارجية الصينية، بيانًا يُعد الأول حول حادثة المنطاد، اعتبرت فيه أن واشنطن تستغل الحادثة على نحو مبالغ فيه

وسبق لوزير الخارجية الصيني وانغ يي أن  اعتبر أن قرار البيت الأبيض إسقاط المنطاد فوق المجال الجوي الأمريكي وحالة التأهب القصوى بأنها "غير مفهومة وشبه هستيرية". علمًا بأن الصين تتحدث عن أن منطادها الجوي، موضوع الخلاف الراهن هو "منطاد لرصد الأحوال الجوية انحرف عن مساره، وليس مخصصًا للتجسس أو المراقبة"، وهو ما تُصرّ عليه واشنطن.

وكان المنطاد قد تسبب في أزمة دبلوماسية بين بكين وواشنطن، أدت إلى إلغاء زيارة مقررة لوزير الخارجية الأمريكي إلى الصين.

وفي سياق متصل، عقد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اجتماعًا مع نظيره الصيني، وصف بالتصادمي والمتوتر، وذلك مساء السبت في مدينة ميونخ الألمانية، أبلغ خلاله بلينكن نظيره وانغ يي أن "حادث المنطاد يجب ألّا يتكرر أبدًا"، وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس أن بلينكن حذّر الطرف الصيني في ذات اللقاء على هامش مؤتمر ميونخ من"تداعيات وعواقب ستمس الصين إذا تبين أنها قدمت دعمًا ماديًا لروسيا في حربها على أوكرانيا".

والاجتماع يُعد الأول منذ حادثة المنطاد، وهو إشارة إلى إعادة التواصل الدبلوماسي بين واشنطن وبكين. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن الخارجية الأمريكية لم تقدم أي تفاصيل عن رد الوزير الصيني، لكن وسائل الإعلام الصينية أشارت إلى أنه قدم ردًا حادًا.

getty

وقال وانغ إن الأمر متروك للولايات المتحدة "لحل الضرر الناجم عن الاستخدام العشوائي للقوة" عندما أسقطت المنطاد قبالة سواحل ساوث كارولينا.

وصف وزير الخارجية الصيني وانغ رد فعل الأمريكي على المنطاد الصيني بأنه جهد "لصرف الانتباه عن مشاكلها الداخلية"، وقال إن إسقاط البالون كان "إساءة استخدام للقوة".

وفي تصريحاته قبل مؤتمر ميونخ للأمن، قال وانغ إن "عقلية الحرب الباردة قد عادت في الشؤون العالمية".

يشار أيضا في هذا السياق إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كشف الخميس الماضي نيته "التحدث إلى نظيره الصيني شي جينبيغ حول حادثة إسقاط المنطاد في الرابع من شباط/فبراير الجاري من طرف مقاتلة أمريكية فوق ساحل ولاية ساوث كارولينا".

وقال بايدن: "آمل أن أتمكن من التحدث إلى الرئيس شي ... وأن نبحث هذه القضية في العمق"، وأردف بايدن في تصريحاته التي تعد الأولى منذ إسقاط المنطاد "لا نريد حربًا باردةً جديدةً ولم أعتذر عن إسقاط هذا المنطاد"، مضيفًا القول: "سنعمل دائمًا على حماية مصالح الشعب الأميركي وأمنه".

عقد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اجتماعًا مع نظيره الصيني، وصف بالتصادمي والمتوتر

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن العلاقات الصينية الأمريكية "تراجعت إلى أدنى نقطة ربما منذ أن فتح ريتشارد نيكسون قناة اتصال مع القيادة الصينية قبل نصف قرن". وتحدثت الصحيفة عن أن رحلة بلنيكن الملغاة والحرب الكلامية اللاحقة بعد إسقاط المنطاد أعادت العلاقات بين بكين وواشنطن إلى الوراء بشكلٍ أكبر، مشيرةً إلى أن الصين رفضت طلبًا من وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن للتحدث مع نظيره الصيني.