05-فبراير-2023
.

المنطاد الصيني في مونتانا الأمريكية يوم الأربعاء (Larry Mayer/The Billings Gazette, via Associated Press)

أعلن الجيش الأمريكي عن إسقاط المنطاد الصيني، الذي يحلق فوق الولايات المتحدة منذ خمسة أيام، والذي تصفه واشنطن بمنطاد التجسس، يوم السبت، وذلك فوق سواحل ولاية ساوث كارولينا في المحيط الأطلسي، جنوب شرقي الولايات المتحدة الأمريكية، والذي تسبب بأزمة دبلوماسية بين بكين وواشنطن، قام على إثرها وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، بإلغاء زيارته إلى الصين، التي كانت مقررةً اليوم الأحد.

أعلن الجيش الأمريكي عن إسقاط المنطاد الصيني، الذي يحلق فوق الولايات المتحدة منذ خمسة أيام، والذي تصفه واشنطن بمنطاد التجسس

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه طلب من الجيش إسقاط المنطاد، مشيرًا إلى أن الجيش طلب الانتظار حتى يتم إسقاطه بشكلٍ آمن. 

المنطاد، الذي تسبب في أزمة مع الصين، فتح المجال للمناكفات الداخلية بين الحزب الديمقراطي والجمهوري، والذي طالب نوابه في الكونغرس بإسقاط المنطاد مباشرةً، ولكن الرئيس الأمريكي ناقش الخيارات العسكرية التي فضلت تأجيل إسقاطه، خاصةً أن المنطاد يقارب حجمه ثلاث حافلات، بحسب نيويورك تايمز.

وأضاف بايدن "لقد قرروا [في البنتاغون] أن أفضل وقت للقيام بذلك هو عندما يتجاوز المنطاد في الماء حدود 12 ميلًا، ولقد نجحوا في إسقاطه وأريد أن أثني على طيارينا الذين فعلوا ذلك"، وفق تعبيره.

بدوره، قال وزير الدفاع لويد أوستن إن بايدن أبلغ البنتاغون يوم الأربعاء أنه يمكن إسقاط المنطاد بمجرد "أن يكون إنجاز المهمة دون مخاطرة غير مبررة بحياة الأمريكيين تحت مسار المنطاد".

وأشار أوستن إلى أن الطائرات المقاتلة الأمريكية من القيادة الشمالية نجحت في إسقاط المنطاد الذي يصفه بـ"التجسسي". وتابع أوستن أن المنطاد أسقط قبالة ساحل ساوث كارولينا، بينما كان لا يزال في المجال الجوي الأمريكي.

وفي تفاصيل عملية الإسقاط، كشف مسؤول عسكري أمريكي أن طائرتين مقاتلتين من طراز F-22، قامتا بإسقاط المنطاد في الساعة 2:39 بعد الظهر على بعد ستة أميال من ساحل ساوث كارولينا، حيث كان المنطاد يحلق على ارتفاع يتراوح بين 60 ألف و65 ألف قدم في ذلك الوقت.

وكشف مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية، أن أفراد البحرية في الجيش الأمريكي، يبذلون جهدهم من أجل استعادة حطام المنطاد الصيني. كما تحدث مسؤول عسكري عن أن التأخير في إسقاط المنطاد ساهم في الحصول على المزيد من المعلومات من قبل البنتاغون حول قدرة الصين على جمع المعلومات الاستخبارية.

وكانت الخارجية الصينية، قد أشارت إلى أن المنطاد يستخدم في مجال الأبحاث والأرصاد الجوية، ودخل إلى الأجواء الأمريكية عن طريق الخطأ. فيما قال وزير الدفاع لويد أوستن إن الصين تستخدم المنطاد "في محاولة لمراقبة المواقع الاستراتيجية في الولايات المتحدة".

ومع الاستقطاب الداخلي في أمريكا حول قضية المنطاد،  أشادت السيدة الأولى الأمريكية جيل بايدن بالجيش الأمريكي لما وصفته بالطريقة "المدروسة" لإسقاط المنطاد، قائلةً: "إنها فخورة بالطريقة التي نفذ بها الجيش المهمة"، مشيرةً إلى تأجيل إسقاطه فوق البر الأمريكي.

وبحسب رصد لردود أفعال أعضاء في الحزب الجمهوري من قبل صحيفة "نيويورك تايمز"، فقد أشاد أعضاء الحزب بالجيش لإسقاط المنطاد مع انتقادات واسعة لبايدن الذي انتظر خمسة أيام حتى يقرر إسقاط المنطاد. وقال رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب النائب الجمهوري مارك إي غرين إنه مسرور لأن "أداة تجسس"، لن تعود إلى الصين، بحسب وصفه. وأضاف غرين، أن الضرر بالأمن القومي والسيادة الأمريكية قد حدث بالفعل، وأن بايدن أظهر ضعف الولايات المتحدة في العالم.

كما انتقد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الجمهوري مايكل ماكول، تعامل إدارة بايدن مع أزمة المنطاد، وصفًا إياه بالمحرج والضعيف. واستمرت الانتقادات من قبل الجمهوري البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ روجر ويكر، الذي قال: "إن السماح لمنطاد تجسس من الحزب الشيوعي الصيني بالسفر عبر الولايات المتحدة بأكملها قبل إسقاطه هو عرض كارثي لضعف البيت الأبيض".

الخارجية الصينية أشارت إلى أن المنطاد يستخدم في مجال الأبحاث والأرصاد الجوية، ودخل إلى الأجواء الأمريكية عن طريق الخطأ

وفي أول المواقف الخارجية، عقب إسقاط المنطاد، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو على تويتر إن كندا "تدعم بقوة" قرار الولايات المتحدة بإسقاط المنطاد الصيني.