17-فبراير-2023
getty

الصين تتهم الناتو بتشويه صورتها الخارجية (Getty)

عبرت وزارة الخارجية الصينية عن قلقها إزاء الوثيقة الصادرة عن اجتماع وزراء دفاع دول حلف "الناتو" في بروكسل، كما أعلنت معارضتها اعتبار الصين تشكل تهديدًا لدول الحلف.   

واتهم المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ وين بين، الحلف بتشويه سياسة الصين الخارجية. وقال بين إن "وثيقة المفهوم الجديد للناتو تحرض على المواجهة والتحيز الأيديولوجي". وأضاف المتحدث أن الوثيقة تتجاهل الحقائق، وتقدم تصريحات غير مسؤولة بشأن "التطور العسكري الطبيعي للصين والسياسة الدفاعية الوطنية".  

حث بيان الخارجية الصينية دول حلف "الناتو" على التخلي عن عقلية الحرب الباردة التي عفا عليها الزمن

وحث بيان الخارجية الصينية دول حلف "الناتو"، التخلي عن عقلية الحرب الباردة التي عفا عليها الزمن، والتوقف عن خلق أعداء وهميين وزعزعة استقرار أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ. والقيام بما يحقق السلام والاستقرار في أوروبا وخارجها. 

اجتماع وزراء دفاع "الناتو" 

وخلال اجتماعهم في بروكسل، شدد وزراء دفاع حلف "الناتو"، على رؤية الحلف الإستراتيجية تجاه الصين، والتي تشكل "تحديًا لمصالح دول الحلف وأمنها".

واتفق الوزراء على أن الحلف بحاجة إلى مواجهة مثل هذه التحديات، كما أنه بحاجة إلى التعامل مع الصين للدفاع عن مصالح دول الحلف الأمنية. وعبر الوزراء عن "قلقهم إزاء السياسات القسرية للصين، والتي تتعارض مع القيم الأساسية المنصوص عليها في معاهدة واشنطن"، التي بموجبها تأسس حلف شمال الأطلسي "الناتو". 

وعرج الوزراء على خطط الصين لتوسيع ترسانتها النووية بمزيد من الرؤوس الحربية وعدد أكبر من أنظمة التوصيل المتطورة، مشيرين إلى عدم وضوح برنامجها العسكري، كما ندد وزراء الحلف بالتعاون العسكري بين بكين وموسكو، بما في ذلك التدريبات في المنطقة الأوروبية الأطلسية.

ما هي الوثيقة الاستراتيجية، وماذا يعني التحول تجاه الصين؟

خلال قمة دول حلف شمال الأطلسي، التي عقدت في الفترة بين 27 و30 حزيران/ يونيو 2022 في العاصمة الاسبانية مدريد، والتي شهدت دعوة أربعة من قادة منطقة آسيا والمحيط الهادئ، صادق المجتمعون على مفهوم استراتيجي جديد ينظم عمل الحلف، أطلقوا عليه "إعلان قمة مدريد".

وكانت آخر مرة قام بها الحلف بتحديث "مفهومه الاستراتيجي" في عام 2010. وكان للحرب الروسية في أوكرانيا، والتحديات التي واجهها الحلف أمام نفوذ الصين المتنامي، والتي تشكل "تحديًا لمصالح دول الحلف وأمنها"، دورٌ في تحديث "مفهومه الاستراتيجي" بغرض تعزيز أمنه. وللإشارة إلى حرص الحلف على مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية والتكيف معها، حذرت الوثيقة للمرة الأولى من الصين، كما وصفت روسيا للمرة الأولى بأنها "تشكل تهديدًا مباشرًا على مصالح الحلف". 

وانتقد الحلف شراكة بكين الاستراتيجية مع موسكو "ضد النظام الدولي القائم على القواعد".

وتعتبر قمة مدريد، نقطة تحول تاريخية بالنسبة للحلف، مشابهة لتلك التي تلت "إعلان واشنطن" عام 1949، أي عند إقرار البند الخامس المتعلق بأن "الاعتداء على أية دولة في الحلف هو اعتداء على الحلف بأكمله، ويستلزم ردًا مشتركًا". 

وقد أخذت الاستراتيجية الجديدة للحلف بمخاوف الولايات المتحدة الأمريكية بالنسبة لتحركات الصين. فقد بينت أن الصين "تستخدم نفوذها الاقتصادي لخلق تبعية استراتيجية، ولتعزيز نفوذها. وتسعى جاهدةً لتقويض النظام العالمي القائم على قواعد، بما في ذلك في المجالات الفضائية، والسيبرانية، والبحرية". 

ورغم التباينات بين دول الحلف بشأن هذا الموضوع، إلّا أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تحاول مواجهة النفوذ الصيني، وصولًا إلى تعزيز نفوذ الولايات المتحدة في المحيطين الأطلسي والهادئ. 

إعلان مشترك بين الحلف وأربع دول من منطقة آسيا والمحيط الهادي

في هذا السياق، ذكرت صحيفة "نيكي آسيا" الاقتصادية اليابانية، أن حلف شمال الأطلسي يدرس إصدار إعلان مشترك مع أربع دول مراقبة من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، خلال اجتماع القمة القادم، في ضوء التوترات مع روسيا والصين. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الحلف لم يكشف عن هويته، إن "هذه الخطوة ستكون بمثابة إظهار للتضامن ضد روسيا والصين". في ضوء ما يعتبره الحلف سياسات عدوانية من الصين، في مضيق تايوان، وكذلك غزو روسيا لأوكرانيا.

شركاء الحلف في منطقة آسيا والمحيط الهادئ هم أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا

يشار إلى أن شركاء الحلف في منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا. وقد تمت دعوتهم لحضور "قمة مدريد"، العام الماضي، كما من المقرر أن تعقد القمة المقبلة في ليتوانيا في حزيران/يونيو القادم.