06-يناير-2023
gettyimages

(Getty) اعتبر الرئيس الأوكراني الهدنة غطاءً من روسيا لوقف تقدم بلاده

أعلن الكرملين الروسي، يوم الخميس، عن وقف إطلاق النار لمدة 36 ساعة في أوكرانيا بمناسبة عيد الميلاد الأرثوذكسي الشرقي، ليكون هذا الإعلان هو أوسع هدنة حتى الآن منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/ فبراير من العام الماضي. 

أعلن الكرملين الروسي عن وقف إطلاق النار لمدة 36 ساعة في أوكرانيا بمناسبة عيد الميلاد الأرثوذكسي الشرقي

وقال الكرملين، نقلًا عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الأخير أمر بوقف إطلاق النار من ظهر الجمعة حتى منتصف ليل السبت، وجاء في البيان: "بالنظر إلى أن عددًا كبيرًا من المواطنين من الأرثوذكس يقيمون في مناطق القتال، فإننا ندعو الجانب الأوكراني إلى إعلان وقف إطلاق النار ومنحهم فرصةً لحضور القداس عشية عيد الميلاد".

من جانبه، رد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بقوله: "يريدون الآن استخدام عيد الميلاد كغطاء لوقف تقدم أوكرانيا وجلب المعدات والذخيرة والقوات بالقرب من مواقعنا". وأضاف "الجميع في العالم يعرف كيف يستخدم الكرملين فترات الهدوء في الحرب لمواصلة الحرب بقوة جديدة".

getty

وتزامن إعلان الهدنة، التي تُعد الأولى من نوعها منذ بداية الحرب، في 24 شباط/ فبراير 2022 مع عرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وساطة بلاده لقيادة جهود إنهاء الحرب مع تأكيد أوكراني على أن انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية هو الحل لإنهاء الحرب، وهو أمر تعتبره موسكو مستحيلًا.

وربطت، مصادر تركية، بين هذه الهدنة واتصالات أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالمسؤولين الروس والأوكرانيين، خاصة أن الرئيس التركي عرض بشكل رسمي وساطة بلاده من أجل الوصول إلى سلام دائم ينهي الحرب التي توشك أن تدخل عامها الثاني وتسببت بأزمات فادحة لعدد من الأطراف والدول داخل أوروبا وخارجها.

لكن جهود الوساطة والتوصل إلى سلام دائم تواجه مشاكل جوهرية، فمن ناحية تعتبر كييف أن انسحاب القوات الروسية من كامل الأراضي الأوكرانية هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب، في حين ترى موسكو أن ذلك الشرط مستحيل التحقق.

في واشنطن، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في تعليقه على الهدنة الروسية "يبدو إن بوتين كان يحاول العثور على بعض الأكسجين". فيما أعلنت الولايات المتحدة وألمانيا يوم الخميس أنهما ستزودان أوكرانيا بمركبات قتالية مدرعة لأول مرة، بعد يوم من قيام فرنسا بذلك.

وبالعودة لمسألة الهدنة طالب البيان الروسي الطرف الأوكراني "بإعلان وقف لإطلاق النار على خط المواجهات والسماح للسكان بحضور الطقوس عشية عيد الميلاد ويومه".

وتفاعلًا مع الطلب الروسي أصدر مجلس الأمن القومي الأوكراني بيانًا قال فيه "الحديث عن هدنة مجرد كذب ونفاق والكرملين لا تعنيه أعياد الميلاد في شيء"، في حين تحدث مسؤولون أوكرانيون عن هواجس تتعلق بعدم التزام الطرف الروسي بالاتفاقات التي يبرمها. لكن الجانب الأوكراني أظهر بعض المرونة بتثمينه لجهود الوساطة التركية.

وأمام عدم جزم الأوكرانيين بالاعتراف بالهدنة التي عرضها الجانب الروسي، أدلى مسؤولون روس بتصريحات أكّدوا فيها أن بلادهم "ستردّ على أي عمليات عسكرية أوكرانية خلال وقف إطلاق النار المؤقت".

وهو ما يعني أن الهدنة حتى الآن من طرف واحد، هو الطرف الروسي. خاصةً أنّ الطرف الأوكراني كان صريحًا في رفض دعوة بطريرك موسكو وعموم روسيا إلى إعلان هدنة خلال الاحتفالات بعيد الميلاد، حيث قال ميخائيل بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني بأن "الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ليست سلطة للأرثوذكسية العالمية وإنها من دعاة الحرب على أوكرانيا".

واستمر القصف الروسي في الساعات التي سبقت دخول الهدنة حيز التنفيذ، حيث نفذت ضربات في خيرسون أسفرت عن مقتل شخص واحد على الأقل، بحسب مسؤولين محليين.

getty

وفي أولى الردود الخارجية على إعلان الهدنة الروسي اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية "دعوة روسيا للهدنة مثيرة للسخرية بعد مهاجمتها البنية التحتية الأوكرانية يوم رأس السنة"، وبحسب البيان الأمريكي فإنه "إذا كانت روسيا جادةً بشأن السلام وإنهاء الحرب فعليها سحب قواتها من الأراضي الأوكرانية".

أمّا بيان الخارجية الألمانية فقد جاء أكثر دبلوماسية حيث اكتفى بالقول "إن وقف إطلاق النار لن يجلب الحرية والأمن لمن يعيشون الخوف تحت الاحتلال الروسي"، وأكّد الجانب الألماني في البيان، مواصلة برلين دعم أوكرانيا "في حقها بالدفاع عن النفس حتى بالأسلحة الثقيلة".

إلى ذلك الحين، تستمر ميدانيًا المعارك في باخموت التي شهدت هجومًا صاروخيًا روسيًا استهدف المدينة ومحيطها في مقاطعة دونباس، وقد أوقعت الهجمات الروسية، حسب المصادر الأوكرانية، العديد من القتلى في صفوف المدنيين.

تستمر ميدانيًا المعارك في باخموت التي شهدت هجومًا صاروخيًا روسيًا استهدف المدينة ومحيطها

وفي هذا الصدد تحدثت وزارة الدفاع الروسية عن إحراز تقدم في محور دونيتسك، كبّدت خلالها القوات الأوكرانية خسائر من بينها مقتل 60 مقاتلًا أوكرانيًا بالإضافة لمعدات لوجستية.

في المقابل قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن قواتها نفذت هجومًا صاروخيًا ضد "مواقع تجمع القوات الروسية ومخازن أسلحة ومراكز لأنظمة دفاع جوي روسية"، وقدّرت الدفاع الأوكرانية خسائر الطرف الروسي بنحو 800 أغلبهم سقطوا في دونيتسك.