01-سبتمبر-2023
الصين والهند

المعارضة الهندية تنتقد رئيس الوزراء مودي وتطالبه بتحرك أكثر فاعلية (Getty)

تتزايد الأنشطة العسكرية الصينية  في مضيق تايوان، ,يتصاعد التوتر غربًا، بين الصين والهند، الأمر الذي يثير احتمال نشوب تصعيد عسكري خطير بين القوتين النوويتين في المنطقة.

وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، أن الصين تعمل على تسريع بناء شبكتها من المخابئ والأنفاق تحت الأرض في المنطقة المتنازع عليها على الحدود مع الهند.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية، قيام الصين بأعمال بناء، شرقي منطقة لاداخ، بما في ذلك مطارات ومنصات لمروحيات، وقواعد صواريخ، وطرق وجسور على طول المنطقة الحدودية المتنازع عليها، التي يتجاوز طولها  ثلاثة آلاف كلم، في جبال الهيمالايا، والمعروفة باسم "خط السيطرة الفعلية".

تطالب بكين ونيودلهي بالسيادة على الأراضي الواقعة على الحدود، في نزاع تفاقم منذ اندلاع الحرب بين البلدين عام 1962.

وتعزز كل من دلهي وبكين، من موطئ قدميهما في المنطقة المتنازع عليها. فقبل عامين، أقرَ المجلس التشريعي الصيني قانونًا ينص على أن السلطات يجب أن "تعزز التنسيق بين الدفاع عن الحدود، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق الحدودية".

يأتي ذلك بعد خلاف حول خريطة نشرتها الصين ضمَّت ولاية هندية، ومنطقة حدودية متنازع عليها داخل حدودها.

الصين تتقدم

وتُظهِر الصور من شركة الأقمار الصناعية الأمريكية "Maxar" بناءً جديدًا للبنية التحتية الصينية في منطقة أخرى متنازع عليها تُدعى "أكساي تشين"، الواقعة على بُعد 64.4 كلم تقريبًا من الحدود، وتُظهِر الصور، حفر مخابئ وأنفاق في سفح التل. 

ويقول خبراء عسكريون، إنَّها تهدف لحماية الأسلحة، والقوات الصينية، في حال شن سلاح الجو الهندي هجمات في المنطقة.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن جنرال متقاعد في الجيش الهندي،  يدعي راكيش شارماهي، تحدث لصحيفة "Hindustan Times" الهندية، قائلًا: "هذه البنية التحتية تشير إلى تحضيرات لاحتمال وقوع أعمال عدائية"، مضيفًا: أن "الصين تبني طرقًا، وأنابيب نفط، وأنظمة اتصالات، ومساكن للقوات، ومخازن للمعدات على مدار السنوات الثلاث الماضية".

getty

توتر يشي بالتصعيد

وتطالب بكين ونيودلهي بالسيادة على الأراضي الواقعة على الحدود، في نزاع تفاقم منذ اندلاع الحرب بين البلدين عام 1962. 

وعادت التوترات قبل ثلاث سنوات، حين عبرت قوات صينية الحدود، شرقي لاداخ للسيطرة على مواقع استراتيجية.

ما أدى إلى وقوع اشتباكات بين الجانبين، سقط على إثره قتلى من الطرفين، وهو ما أوصل الهند والصين إلى أقرب نقطة لنشوب الحرب بينهما منذ نحو 70 عامًا. وأعقب هذه الحادثة، وقوع اشتباكات بشكل متقطع، لكن لم تكن حدتها مثل الأولى، وعدد الضحايا كان أقل.

محادثات بين تشي ومودي

وتشير "ذا تايمز"، إلى أنه في قمة مجموعة بريكس الأخيرة بجوهانسبرج في جنوب أفريقيا، جرت "محادثة غير رسمية" بين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس الصيني شي جين بينغ. لكن التقارير أفادت بأن الزعيمين فشلا في التوصل إلى اتفاق، وأبلغت بكين الصحفيين بأن "مودي هو من طلب عقد اللقاء"، في حين قالت نيو دلهي، إن "اللقاء جاء بناءً على اقتراح صيني".

 وأبلغ مودي، الرئيس شي، أن "استعادة السلام على الحدود، واحترام خط السيطرة الفعلية، أمران ضروريان لتطبيع العلاقات".

getty

تمسك صيني بالمنطقة

ورغم ذلك، تصاعد التوتر على الحدود هذا الأسبوع مجددًا، بعدما أصدرت الصين خريطة ضمَّت ولاية "أروناتشال براديش"، ومنطقة "أكساي تشين" الهنديتين، باعتبارهما تتبعان الصين. وتدَّعي الصين، أن "أروناتشال براديش" جزء من هضبة التيبت.

وفي الماضي أعادت تسمية القرى الهندية، واحتجت خلال زيارة هندية رسمية للولاية. وتدَّعي الصين كذلك أن منطقة "أكساي تشين"، الواقعة تحت سيطرتها بأنها صينية. في حين تعتبر الهند، المنطقة تابعةً لها تاريخيًا.

واعتبر وزير  الخارجية الهندي سوبراهمانيام جيشانكار، أن "هذه عادة قديمة لديهم، تقديم ادعاءات سخيفة لا يجعل أراضي الآخرين ملكًا لك".

المعارضة الهندية تنتقد

وتقول الصحيفة البريطانية، إن الصور والخريطة تضع مودي تحت ضغط أكبر من أحزاب المعارضة، التي تسخر منه منذ عام 2020 بسبب "تسليمه للأرض الهندية، والنوم، فيما تستعد الصين للحرب".

ترى التقديرات، أن هذه "التوترات تهدف إلى تعكير وعرقلة استضافة الهند لقمة مجموعة العشرين" هذا الشهر

وهو ما ذهب إليه، السياسي الهندي بحزب "مجلس عموم الهند" أسد الدين العويسي، قائلًا: "يجب إن تدق استعدادات الصين على الحدود ناقوس الخطر داخل الحكومة. رد الهند لا يمكن أن يكون ضعيفًا أو جبانًا. علينا أن نقف في وجه الصين. لكن لدينا رئيس وزراء لا يمكنه انتقاد الصين بالاسم، وحكومة تعطل كل المناقشات حول الموضوع في البرلمان".

ترى التقديرات، أن هذه "التوترات تهدف إلى تعكير وعرقلة استضافة الهند لقمة مجموعة العشرين" هذا الشهر، حيث يُعتَقَد أن الرئيس الصيني سيكون حاضرًا. فيما حث حزب "المؤتمر" الهندي المعارض، مودي على انتقاد شي و"فضح التجاوزات الصينية" في القمة.

وفي هذا السياق، تحدث العميد البحري المتقاعد أوداي باسكار لصحيفة "ذا تايمز"  قائلًا: إن "البناء على الحدود، والخريطة نموذج واضح لرفع الصين درجة التصعيد مع مودي والهند قُبيل قمة مجموعة العشرين".